الرافضون: نؤيد مطالب المعتصمين ولكن بدون تعطيل المصالح »اختلفت الاراء.. والاهداف واحدة... وتعددت الوسائل والغاية »ثابتة« هكذا تحول ميدان التحرير إلي حالة من السجال بين أشخاص يصرون علي موقفهم بالاستمرار في الاعتصام حتي تتحقق المطالب وآخرون يؤيدون ذات المطالب ولكن ليس من خلال الاعتصام الذي يرونه خطراً يهدد أمن وسلامة البلاد ويدفعها الي حافة الانهيار الاقتصادي مع استمرار تعطل المصالح وإصابة وسط المدينة بما يشبه الشلل.. المعتصمون يرفضون مسرحية المحاكمات التي بدأت أول فصولها مع نجاح الثورة ولكن مع مرور الأيام وضح شكلها كما أنهم يؤكدون علي ضرورة أن يطبق القانون علي الحاكم والمحكوم علي قدم المساواة هذا الي جانب المطلب الأساسي وهو تنحي المجلس العسكري الذي رأوا أنه فقد الثقة التي أعطاها له الشعب. وإن كان البعض يري أن تلك المطالب لا مجال لتحقيقها إلا بأسلوب الضغط بالاعتصام وهي الوسيلة التي رفضها الجانب الآخر من المتواجدين بالميدان فبعضهم قرر فض اعتصامه ولملمة أغراضه إيذاناً بالرحيل وآخرون يرفضون الاعتصام ولكن جميعهم يؤيدون ذات المطالب التي رفعها الطرف الأول. المشهد في ميدان التحرير أشبه بصالون ثقافي يضم هاتين الشريحتين يتبادلون أطراف الحديث ويتشاورون حول الموقف من الاعتصام من خلال حلقات نقاشية انتشرت بأرجاء الميدان والجزيرة الوسطي منه حتي زادت أعدادها عن أعداد خيام المعتصمين أنفسهم.. يقول خالد الفيومي أحد المعتصمين أنه لا مجال سوي الاستمرار في الاعتصام فقد اثبت مع مرور الأيام طوال عام بأكمله أنه وسيلة ضغط لتحقيق المطالب ومع وجوده فأن »صداعاً مزمنا« يلازم رأس الحكومة والمجلس العسكري ونفي أن يكون هدفهم هو إحداث حالة من الفوضي والبلبلة بين ابناء الشعب المصري الذي خرج يوم 52 يناير للمطالبة بحقوقه ولكن تبين أن الثورة ولدت مشوهة ومازالت في »حضانة« تنتظر أكتمال نموها. ورغم أن موطنه يبعد عن خالد بمئات الكيلو مترات إلا أن خيمة واحدة جمعته به إنه خيري محمد خيري أحد أبناء الصعيد الذي شارك خالد في ذات الخيمة دون سابق معرفة ويقول أن القوات المسلحة استخدمت سياسة العنف والقوة في وجه المواطنين فرأيناها تطلق الرصاص وتسحل السيدات وتعري ابدانهن وتنهال بعصاها الغليظة علي أجساد الثوار حتي اهترأت وكأن فظائع الشرطة والأمن التي وقعت قبيل الثورة عادت مرة أخري ولكن من خلال الجيش لذا فهم يطالبون بمحاكمة قتلة الثوار سواء من الداخلية أو الجيش. وفي ذات الخيمة يقيم مجدي محمد المرشدي مطالباً أن يطبق القانون علي جموع الشعب بما فيه الحاكم بدلاً من المحاكمات الشكلية التي تشبه المسرحيات. وعلي الجانب الآخر رفض البعض الاعتصام فيهم من كان معتصما بالفعل وقرر الرحيل مع اقتناعه بعدم جدواه وآخرون يرفضون الفكرة من الاساس ولكن جميعهم ينادون بذات المطالب.. أحمد عبدالرحمن كان احد المعتصمين والذي جمع اغراضه وانهي اعتصامه ويقول أنه اقتنع بأن الاعتصام مجرد مضيعة للوقت وإهدار للجهد العام وتعطيل لمصالح العشرات من الموظفين والعاملين بالمصالح الحكومية والخاصة ومع استمرار وجود مثل الجدران الخرسانية بهذا الجزء الحيوي من القاهرة التي تعوق مصالح الجميع ويضيف انه علي الرغم من ذلك فهو لا يزال علي نفس مطالب اخوانه المعتصمين وينادي بها دائماً وأنما غادر الميدان لكي تكون هناك فرصة امام المجلس العسكري حتي يثبت حسن نيته وتنفيذ وعوده التي قطعها علي نفسه.