بصرف النظر عن النتائج التي أفرزتها المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية فانه من الواجب علينا جميعا ان نهنئ المجلس العسكري والقضاء والشعب علي ما قدموه كخطوة أولي نحو تحقيق الديمقراطية. فالمجلس العسكري صمم علي أداء الانتخابات في توقيتاتها المحددة والمعلن عنها تحقيقا لما التزم به أمام شعب مصر العظيم.. كما نجح في اشراك بعض الوحدات العسكرية بالتعاون مع الشرطة المدنية لتأمين المواطنين والمقار الانتخابية أثناء العملية الانتخابية.. كما ظهرت منذ اللحظة الأولي حياديته بالنسبة لجموع المرشحين مهما كانت انتماءاتهم.. بالاضافة إلي تقديم العون بنقل بعض أعضاء اللجان الانتخابية بطائرات القوات المسلحة خاصة للدوائر البعيدة والنائية.. أما بالنسبة لقضاة مصر الأجلاء فقد قاموا بكامل طاقاتهم بالاشراف المباشر علي العملية الانتخابية في كافة المقار ولم يغادروا مواقعهم إلا بعد اتمام العملية بالكامل.. كما حضروا عمليات الفرز وحتي إعلان النتائج وهو جهد شاق جدا استمر حتي ظهرت النتائج النهائية للانتخابات.. أما عن شعب مصر العظيم فمنهم المرشحون الذين تقدموا للانتخابات دون تردد واخذ كل منهم فرصته الدعائية كاملة من لقاءات وندوات وزيارات وإعلانات كل بطريقته وأسلوبه الخاص بالرغم من الاشاعات التي حامت حول بعض الفصائل.. بالاضافة إلي اصرارهم علي الاستمرار في الحملة الانتخابية بكل ثقة ومعتمدين علي رأي الناخبين الذين خرجوا بالآلاف منذ الصباح الباكر لأداء دورهم الوطني في الانتخابات التي تتم لأول مرة منذ ثورة 52 يناير -وكثير منهم لم يشارك في الحملات الانتخابية من قبل- والتزموا بالوقوف ساعات متصلة امام اللجان الانتخابية دون الاكتراث بحالة الجو البارد ودون ملل وقد سمحوا لكبار السن بأولوية التقدم للادلاء بأصواتهم دون اعتراض من أحد -كما كان للاعلام دور فاعل في نقل الأحداث والتطورات أولا بأول ليشاهدها الجميع ويتأكد من حسن سير العملية الانتخابية خلال اليومين المقررين لذلك.. ويمكن القول بان ما تم يعتبر عرسا حقيقيا للديموقراطية تدعمها شفافية رجال القضاء الذين تمكنوا من التغلب علي العديد من الصعاب التي واجهتهم .. كما حققت العملية الانتخابية ارتياحا نفسيا لدي المواطن المصري وتأكيدا لالتزام المجلس العسكري بمخطط تسليم السلطة في موعدها المحدد.. وتجدر الاشارة إلي أجهزة الإعلام الأجنبية التي تابعث العملية الانتخابية في مصر معربة عن سعادتها للتحول الحقيقي للديمقراطية للشعب المصري.. وعلي ذلك يمكن الخروج من تلك المرحلة ببعض الدروس منها أهمية التأكيد علي وصول اللجان الانتخابية في المواعيد المحددة حتي لا يحدث تأخير في بدء عملية الاقتراع - كذا ضرورة توفير صناديق اضافية إذا ما اقتضت الحاجة إليها.. وعلي رؤساء اللجان الانتخابية إدخال المواطنين بالفناء الداخلي للمقر قبل الوقت المخصص لانتهاء التصويت حتي يمكنهم الادلاء بأصواتهم لو اقتضي الأمر بعد الوقت المحدد وهو ما نصت عليه الإجراءات.. بالاضافة إلي أهمية المراقبة الخارجية لعدم السماح بأي أعمال دعاية انتخابية واتخاذ ما يلزم من الإجراءات القانونية ضد تلك المخالفات.. بهذا يمكننا القول اننا عبرنا في المرحلة الأولي اعتاب الديمقراطية الحقيقية.
