جثمان الشهيد أحمد محمود بعد ان فشلت محاولات انقاذه أسفرت أحداث السبت الدامي عن استشهاد شاب واصابة 057 متظاهرا بينهم 02 مجندا نتيجة الاشتباكات المؤسفة بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي والتي استمرت لساعات طويلة.. استقبلت خلالها عددا من المستشفيات فيض من المصابين بحالات اختناق وجروح قطعية وطلقات نارية وخرطوش لتعلن حالة الطوارئ القصوي بدءا من استقبال أول شهيد في الأحداث وهو أحمد محمود محمد (32 سنة) مقيم بالسيدة عائشة نتيجة اصابته برصاصة مباشرة في الصدر أودت بحياته بعد نقله لمستشفي المنيرة العام بلحظات قليلة.. »الأخبار« قامت بجولة بالمستشفيات لرصد حالات الاصابة وأجرت لقاءات مع المصابين لكشف وقائع ما حدث. البداية كانت بمستشفي المنيرة العام حيث صرح الدكتور محمد شوقي مدير المستشفي ان عدد الحالات التي تم استقبالها بالمستشفي حتي ظهر أمس 18 مصابا بينهم 3 مجندين وجثة الشهيد أحمد محمود محمد وتم تحويل 6 حالات إلي مستشفي قصر العيني القديم لحالتهم الحرجة نتيجة اصابتهم بالأعين وكسور بالجمجمة.. وأشار تم السماح بخروج باقي المصابين بعد تقديم الاسعافات اللازمة لهم. وواضح انه منذ اندلاع الأحداث ظهر أمس الأول حتي الساعة الثامنة مساء كانت الاصابات تتراوح ما بين كدمات وخدوش وجروح بسيطة.. وعقب استقبال جثة الشهيد في حوالي الساعة الثامنة والنصف مساء تبدلت اصابات المتظاهرين ما بين طلقات نارية وطرطوش ومطاطية حيث بلغ عددهم تقريبا 22 مصابا من اجمالي المصابين الذين استقبلهم المستشفي.. وكشف الدكتور محمود سعيد الذي استقبل حالة الوفاة الوحيدة ان رصاصة واحدة اخترقت صدره من مكان مرتفع لتخترق الرئة وتستقر في القلب. التقت »الأخبار« مع المصابين اللذين تم حجزهما بمستشفي المنيرة بينهما مجند يدعي صلاح سليم زكي (12 الدكتور محمود سعيد نائب مدير المستشفي أنه تم حجز حالتين، بينما سنة) بمركز مغاغة بالمنيا مصاب بقطع غائر بالشفة العليا من الداخل والخارج نتيجة رشقه بحجارة.. وقال المجند »للأخبار« انه أصيب أثناء محاولته وزملائه التصدي للمتظاهرين أمام وزارة الداخلية بعد أن انسحبوا من ميدان التحرير وفشلهم في فض اعتصام حوالي 002 متظاهر نتيجة تجمع آلاف من المتظاهرين الذين حضروا فجأة إلي الميدان وقاموا برشقهم بالطوب والحجارة.. وأكد المجند أنهم كانوا يتعاملون مع المتظاهرين أثناء فض الاعتصام بالعصي والقنابل المسيلة للدموع فقط ولم يحمل أحد منا رصاصة واحدة. وقال المصاب الثاني ويدعي عمرو محمد كمال (62 سنة) مقيم بالمريوطية انه توجه للميدان في حوالي الساعة 11 مساء بعد ان طلب منه صديقه التوجه معه للميدان لمتابعة الأحداث.. وأثناء وقوفه في ميدان شارع محمد محمود شعر بشيء يستقر في قدميه ويديه وبطنه والوجه وسقط مغشيا عليه حتي فاق بغرفة العناية المركزة بالمستشفي ويخبره الطبيب بأنه تم اجراء جراحة له في بطنه لتفتق أمعائه بسبب طلقات الخرطوش.. وأضاف انه شاهد المتظاهرين يقومون بإلقاء الطوب والحجارة وزجاجات المولوتوف تجاه رجال الأمن المركزي الذي بادلهم باطلاق القنابل المسيلة للدموع ورصاص الخرطوش. ومن ناحية أخري استقبل مستشفي أحمد ماهر 76 مصابا وتم تقديم العلاج والاسعافات اللازمة لهم والسماح بخروجهم لاصابتهم الطفيفة.. فيما تم حجز حالة واحدة بالمستشفي للاصابة بطلق ناري بالقدم اليسري.. المصاب صلاح سالم (43 سنة) استورجي أكد ل»الأخبار« انه لم يكن مشاركا بالأحداث من قريب أو بعيد.. وأن سبب تواجده بالقرب من الأحداث هو البحث عن محل مأكولات بعد أن أنهي عمله في ورشة موبيليا بشارع محمد علي بعابدين في طريقه إلي موقف عبدالمنعم رياض ليستقل ميكروباص إلي منزله بامبابة.. وفوجئ برصاصة خرطوش تستقر في قدمه اصابته بالعجز التام فمنعته من التحرك وقام بعض المتظاهرين بنقله في سيارة اسعاف إلي المستشفي.. وقال صلاح سالم بعد أن أصابه اليأس انه يعمل باليومية في ورشة الموبيليا ويتولي مسئولية الانفاق علي شقيقته الأرملة وأبنائها الثلاثة ووالدته العجوز فهو عائلهم الوحيد واذا غاب يوما عن العمل لا يجد ما يطعم والدته وشقيقته وأطفالها. وتساءل »آخد حقي من مين يعوضني عن اصابتي التي أعجزتني عن العمل«؟