هناك معارك لا تحدث في ميادين القتال، بل تحدث في حياتنا اليومية، وينجح أبطالها في تحويلها إلي قصص تحدٍ ونجاح. عمر شعراوي، هو واحد من هؤلاء الأبطال المحاربين، هو »وش الخير« الذي رسم الضحكة علي وجوه أطفال 57357 في أغنية سميرة سعيد الشهيرة، هو المهرج، الذي كان يواسي الأطفال ويساندهم ويخفف عنهم، ثم اكتشفنا في نهاية الإعلان انه متعافي من السرطان، مر بنفس الظروف الصعبة، لكن قرر يحارب، ويحول محنته لطاقة أمل ونجاح. عمر رفض الاستسلام للمرض الذي هاجمه 3 مرات، واختار بكل تحدٍ، ممارسة مهنة صعبة تعتمد علي القوة البدنية، مهنة يشارك من خلالها في صناعة أبطال رياضيين، ليؤكد لنفسه وللجميع أن المرض لم يهزم روحه، وأن قوة الروح تمنح القوة للجسد حتي لو أنهكه المرض. • ........... ؟ - عمري الآن 26 عاما، درست إدارة الأعمال والتسويق في إحدي الجامعات الخاصة، وتخرجت عام 2015، كنت شابا نشيطا، أعشق البيزنس وأمارسه من قبل التخرج، وأعشق كرة القدم، وألعب كمحترف في نادي الشمس، لم يكن يعكر صفو حياتي سوي رحيل أبي عام 2011، ثم رحيل أخي الأكبر أقرب إنسان لي عام 2013، وربما كان حزني عليه أحد أسباب إصابتي بالمرض دون أن أدري. •........... ؟ اكتشفت مرضي بالصدفة البحتة بعد تخرجي عام 2015، كنت مع والدتي في عيادة طبيب أمراض جلدية، وأثناء الكشف علي والدتي، لاحظ الطبيب وجود أورام صغيرة برقبتي، فسألني عنها وقلت له إنها لا تضايقني وأنني أعالجها بالمضادات الحيوية، فطلب مني سرعة تحليلها، وبعد التحليل اكتشفت أنني مصاب بسرطان الغدد الليمفاوية، وأنني في المرحلة الرابعة الخطيرة بسبب تأخر العلاج. •........... ؟ من هنا بدأت مرحلة جديدة من حياتي، فبدأت العلاج فورا وبعد 3 شهور تحسنت كثيرا، ولكن عند الشهر السادس اكتشف الأطباء ارتداد المرض بصورة أقوي بسبب تحور الخلايا، وكان العلاج هذه المرة قاسيا جدا، لدرجة أني فقدت كل قوتي وتركت عملي ودخلت الرعاية المركزة فترة طويلة، ولكن أكرمني الله أخيرا وشفيت وقرر الأطباء زراعة نخاع ذاتي لإتمام الشفاء. • ........... ؟ مرحلة زرع النخاع صعبة جدا، عزلة كاملة في حجرة منفردة لمدة شهر كامل، بسبب ضعف المناعة، حتي أهلي لا أراهم إلا من خلال الفيديو كول. هذه التجربة غيرت كل نظرتي للحياة، خاصة أنني خرجت بعد هذا الشهر ضعيف الجسد لا أستطيع القيام بأي مجهود، لكني فجأة قررت أن أعافر، وأن أتحدي هذا الضعف، ووجدت الملجأ الوحيد هو الرياضة، فبدأت أعود للجيم وللتمرين تدريجيا، وقررت دراسة كورسات لأعمل بالتدريب، ودرست فعلا عدة كورسات وبدأت أعمل كمدرب أحمال، وبدأت حياتي تتغير للأفضل. • ........... ؟ في يناير 2018 كنت أجري التحاليل الدورية، لأكتشف فجأة ارتداد الورم بنوع جديد أكثر شراسة، لا أنكر أنني أصبت بصدمة كبيرة لدرجة أنني انفعلت علي طبيبي، لكن طبيبي قال لي «احمد ربنا، لأن الورم الجديد من نوع مختلف لا توجد بالجسم مناعة ضده وإن شاء الله سيسهل علاجه». وفعلا الحمد لله انتهيت من علاجي منذ عام، وأنا الآن متعافي والحمد لله. •........... ؟ يبتسم قائلا: «نسيت أقول لك اني بعد زرع النخاع وشفائي، شعري عاد للنمو بشكل طبيعي، وكنت سعيدا جدا بعودة صورتي الأولي، لكن فجأة هاجمني مرض مناعي أدي لسقوط كل شعري مرة أخري، وللأسف فإن علاجه يضر بحالتي كمريض سرطان سابق، فقررت فورا أن أتقبل الأمر، وأوقفت العلاج، وأنا الآن أشعر بالرضا ولا أفكر في هذا الأمر أبدا، فالحياة بها أشياء أهم كثيرا. •........... ؟ المرض غير نظرتي لكل شيء، واكتشفت أن الإنسان يمكن أن يواجه في أي لحظة أزمات عصيبة، ولحظات ضعف رهيبة، والمهم أن يواجه ويحارب، «أنا كنت بارجع من جلسة الكيماوي، أعزم أصحابي علي الأكل وأطبخ لهم بنفسي رغم اني تعبان جدا، لكن كنت عايز أثبت لنفسي ولأمي ولأهلي إني كويس». • ........... ؟ اكتشفت أيضا أن الله وهبنا نعما كثيرة لا نشعر بها عادة إلا إذا فقدناها، فالشعور بالراحة نعمة، والتنفس نعمة، والقدرة علي تناول الطعام أو حتي دخول دورة المياه نعمة كبيرة جدا. •........... ؟ من خلال تجربتي اكتشفت أن معظم مرضي السرطان عايشين «مستخبيين، يعني عايشين في عزلة، أو مخبيين مرضهم عن الناس»، لدرجة أن معظم الناس تخشي من مجرد ذكر اسم المرض، فنحن بالفعل في حاجة إلي توعية كبيرة بهذا المرض، خاصة أنه منتشر جدا في كل العالم. • .......؟ طموحاتي كبيرة، وأهم أحلامي أن أنجح في عملي كمدرب أحمال، وأكون رقم واحد في هذا المجال، وأنا الآن أبذل كل جهدي لأحقق حلمي، وأثق أن الله سيعينني، فلكل مجتهد نصيب.