شاب طويل القامة يرتدي زي المهرح، يحمل فى يده باقة زهور، يضعها على دراجته ويسير بها إلى مستشفي سرطان الأطفال 57357، عند دخوله المستشفى يراه الأطفال المصابين، يلتفوا حوله لأخذ فروع من باقة الزهور، تتحرك الكاميرات بين المشاهد حتى تأتي بالأخير، يظهر المهرج وهو يزيل الألوان من على وجه، لحظتها يكتب على الشاشه "عمر الشعراوي" مريض سرطان متعافى، قرر يساعد أطفال 57357. هذه مشاهد من إعلان مستشفى سرطان الاطفال 57357 "وش الخير"، الذي يبث الأن على القنوات، شارك فيه "عمر الشعراوي" بدور المهرج مع الفنانةة سميرة سعيد، كعملا تطوعيًا لصالح المستشفى. "عمرو الشعراوي" 24 عامًا، يعمل مدرب أحمال بعد تخرجه من إدارة الأعمال، عام 2015 أصيب بسرطان الغدد الليمفاوية، وبعد تلاقيه للعلاج الذي استمر عامًا كاملاً تعافى، يروى ل"التحرير"عن كواليس مشاركته في الإعلان: "كنت عايز أساعد الناس دي.. وقلت لو تعافيت هعمل ليهم حاجة، فحد من القائمين على الإعلان كان يعرفني بشكل شخصي، قالى أنهم عايزين حد عاش التجربة ومر بكل لحظة عشان يطلع بشكل واقعي، وفقت على طول، خلال يومين الإعلان كان تم تصويره".
من عامين، ذهب "عمر الشعراوي" مع والدته إلى طبيب أمراض جلديه، وأثناء الكشف نظر الطبيب له قائلا: "رقبتك ورمه ياعمر"، وأمره بالاسراع في إجراءات أخذ عينة، "يومين عملت العينة ويومين عملت العملية وفي الآخر اكتشفت أني مريض بسرطان الغدد اللمفاوية". لم ترغب أسرة "عمر" بالبوح له بإصابته بالمرض، خاصة أنه كان حديث التخرج يقول: "قالولي أنه بكتريا بس دخلت أنا على النت وعملت سيرش على الأعراض، وعرفت أنه سرطان.. خوفت ومكنتش فاهم وبسأل دايما هو أنا هعيش ولا هموت". فى مستشفي وادي النيل، تلقى عمر علاجه، يول، "6 شهور علاج وفي الآخر حصلي تحول في الخلايا، يعني الخلايا السرطانية أكثر نشاطًا بجانب أني باخذ الكيمو برضو"، تدهورت حالته الصحية والنفسية، إلى أن طلب منه الطبيب زرع نخاع شوكي: مضيفًا، "كانت فترة علاج صعبه جدا..عايش ومش عايش..أقوي من الفترة الأولى عشان كان لازم يموتوا الخلايا النشطة، فضلت شهر كامل على السرير عشان أتاهل لزرع النخاع، وقتها كنا فى 2015 فى شهر 8 لحد أخر شهر 9.. وبعد التحاليل عرفت أنى تعافيت".
رغم الألام النفسيه والجسدية التى تعرض لها "عمر" بسب السرطان طول مدة إصابته، إلا أنه يعترف الأن أنه كان سببًا في تغير حياته للأفضل: "أتغيرت تمامًا.. قبل ما يجيلي كان عندي مشاكل كتير، أخويا توفى في سنة والسنة اللي وراها أبويا وبعدين أصابني أنا، خبطات كتير وراه بعض، أول ما عرفت أني تعافيت قولت لازم أعيش صح".
لحظات إلم ووجع وقلق وخوف عاشها "عمر" خلال مدة علاجه، وشارك بيها أصدقائه عبر "إنستجرام": "كنت عايز الناس تعرف المرض دا ايه وإللى بيجيله عايش إزاي، كنت بصور كل حاجة حتى وأنا على السرير ومتركب في أيدي المحلول، ودلوقت تعافيت وحققت اللي نفسي فيه، وبقيت مدرب أحمال لاعيبة مشهورة وأتمنى أن تجيلي الفرص لمساعدة مصابي السرطان"، موجهًا رساله للجميع: "السرطان بيلف ومابيقفش عند حد".