نشأنا وترعرعنا علي أن ليالي رمضان اللي هيه دلوقتي بقي اسمها رمضان نايتس معرفش ليه نايتس في سبيل الله، موسم عبادة نجتهد فيه لنتقرب إلي الله زلفي، يعني مصاحفنا في إيدنا، مصليتنا تحت باطنا، رايحين جايين علي صلوات العشاء جماعة والتهجد والشفع والوتر، إتربينا علي إن النايتس دي فرصة عظيمة لصلة الرحم وقعدة وسط العيلة مع التفاف حول طبق قطايف وطبق كنافة بالمكسرات عادية، اللي هية دلوقتي الزمن جه عليها واتمسح بكرامتها الأرض وبقت بالمانجا شوية وبالريد فالفيت اللي طعمه زي دوا الكحة ده شوية وبالكركديه شوية، وبالخشاف، وبالكولا !!! تخيلوا العبث بالثوابت لما يوصل لدرجة إن الكنافة تبقي بالكولا.. ما علينا، نرجع لرمضان نايتس عشان منتوهش من بعضينا، لا أعرف سببا واضحا لدوران فكرة رمضان نايتس في رؤوس أصحابها غير أنها خطة محكمة لاستهداف جيوب أكبر عدد ممكن من الناس وتقليبهم حتي لو علي حساب طقوس وهوية الشهر الفضيل، رمضان ييجي من هنا وخيم الفنادق وأماكن الvip تكشر عن أنيابها من هنا، ماراثون لجذب الجمهور والجمهور ما شاء الله مبقاش يتوصي، وبقي في البورتريه العام لينا مساحة باينة أوي لشريحة مجتمعية مخصصة حياتها في رمضان بالكامل للسهر حتي مطلع الفجر في أماكن تعرض بروجرامات لا تمت للشهر الفضيل بصلة، ويتكلفوا فيها فواتير فلكية يرفعوها لنا علي السوشيال ميديا عشان يعرفونا أد إيه هما روشين وبيصرفوا، وفي كمان حسناوات النخبة اللي بقي رمضان بالنسبة لهم رمضان ديفيله لاستعراض براندات العبايات والقفاطين والتصوير بالعباية في وضع بوز البطة واللي متلبسش القفطان وتتصور بيه تبقي ياااااي رمضان مجاش عندها لسه، حتي الكافيهات والقهاوي تكتظ بمرتاديها من الشريحة الأقل ولا موضع لقدم إلا بالحجز!!، صحيح كل شخص حر في تصرفاته مادام لم يتجاوز القانون والآداب العامة، وصحيح لا وصاية لأحد علي أحد، لكني أكتب تلك السطور بحثاً عن الهوية، بحثا عن طقوس وتقاليد كانت غاية في الدفء والروعة والآن تراجعت جداً بفضل رمضان نايتس وشوية حاجات تانية فوق بعض، بالعربي كدة معانا شريحة مجتمعية لعبت في طقوس رمضان البسيطة الجميلة اللي بتميزنا عن شعوب العالم كله وكلكعتها وحولت كل حاجة فيها لمسخ، فمعلش يعني لو فيها مضايقة.. لا داعي لاستعراض تقاليع رمضان نايتس بتاعتكم، لا داعي لتوثيق كل خطوات أقدامكم وفواتير سهراتكم في نايتس الفنكوش ورفعها علي السوشيال ميديا، لأنها مزعجة جدا للشريحة اللي تجيد النظر لليالي رمضان وتفهم أهدافه والأيديولوجيا التي فرض من أجلها وتجتهد فيه من أجل التارجت المرجو منه، لا تقرفوا جيرانكم في البورتريه اللي علي قديمو واللي نفسهم ومني عينهم رمضان يرجع زي زمان ومش عارفين يقولوا للزمان إرجع يا زمان.