هي دي مصر يا عبلة، جملة بليغة قالها ضابط المخابرات للجاسوسة المصرية في فيلم الصعود إلي الهاوية، تعبيرا عن جرم ما فعلته في حق مصر، وأقولها الآن بعد ما حدث من ملحمة وطنية كتبها توافد الناخبين علي المقار الانتخابية للاستفتاء علي التعديلات الدستورية، لقد كشف هذا المشهد الرائع، عن معدن الشعب المصري الأصيل، الذي يتكاتف في الأزمات، وبإدراكه العميق المستمر عبر آلاف السنين أن كل مصري بمختلف انتماءاته السياسية والفكرية والعقائدية، يدرك أنه في مرحلة يجب فيها الاصطفاف، وأنه في مرحلة يجب أن يفكر الجميع في مصر، ولنقرأ التاريخ، عام 56 وقف الشعب وقفة رجل واحد، فاستطاع أن يغير وجه التاريخ، لتذهب إلي غير رجعة إمبراطورية بريطانيا العظمي، التي كان يقال إنها لا تغرب عنها الشمس، وفي عام 73 كانت الملحمة التي أنهت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وعندما ثار الشعب في 25 يناير بكل فئاته ضد الظلم، كسر قيود الخوف وكانت ثورة أذهلت العالم، وعندما قرر إقصاء الاخوان إلي غير رجعة في يونيو، كانت ثورة من أهم نتائجها القضاء علي أي مفهوم للوصاية أو الهيمنة علي هذا الشعب، وأن صندوق الانتخابات والرقم القومي هما الفيصل، فالشعب المصري بثوراته العظيمة عرف الطريق، وأعتقد أنه لزم هذا الطريق، وسيظل يحافظ عليه، ولن يجعله عرضة لقطاع الطرق، ولمن يدعون الوصاية علي هذا الشعب، وأن التعديلات الدستورية لن يتم الموافقة عليها إلا باختيار الشعب، فهو وحده صاحب الحق الأصيل في الموافقة أو الرفض، وهو وحده القادر علي أن يصحح أي خطأ قد يقع فيه، ولنفهم جيدا الرسائل التي وجهها الإقبال الكثيف للناخبين، والتي من أهمها أن الغالبية يهمها الاستقرار، وأن دولاب العمل يجب أن يستمر، وأن مصر فوق الجميع، وأن الوقوف بجانب مصر واجب وطني من أجل استكمال مسيرة البناء والتنمية وتحقيق مزيد من الاستقرار السياسي وضرورة استكمال ما بدأناه، وكما قلت الأسبوع الماضي التكاتف الشعبي هو الحل، فنحن نمر بمرحلة خطيرة نواجه فيها تحديات، ومخاطر وجماعات ودول يتربصون بنا، لذلك أقول لكل مواطن: بمشاركتك في التعديلات الدستورية، بما يمليه عليك ضميرك وحسك الوطني، سوف نتغلب علي كل ذلك، ونحافظ علي بلدنا وعلي أنفسنا كمصريين.