هل هناك ضرورة للمشاركة في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية؟ الإجابة من وجهة نظري نعم هناك ضرورة بل وضرورة ملحة، لن أتحدث عن أسباب طرحها البعض من أن هذه التعديلات ليست بدعة، وأن هدفها معالجة الثغرات التي ظهرت عند تطبيق الدستور الحالي، وإنما الضرورة التي أراها هي أن المواطن هو الوحيد صاحب الحق في إقرار هذه التعديلات، والمواطن المصري لم يخذل بلده أبدا في أي موقف يستدعي المشاركة، فبعد نكسة 67 رفعنا كمصريين شعار »لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»، لذلك نجحنا وانتصرنا وأخذنا بثأرنا، وأحسب أننا الآن في حاجة ماسة لرفع شعار: »لا صوت يعلو علي صوت المشاركة»، لمزيد من الاستقرار، لا أقول ذلك، لتقصير ألمسه هنا أو هناك، ولكن رغبة في مزيد من تضافر الجهود، فقوي الشر التي تتربص بنا في الداخل والخارج، لن تنال منا ونحن يقظون متراصون، الكل في خندق واحد، لنقول لقوي الشر بصوت واحد: لن تنالوا من مصر مهما فعلتم، وأن جميع المصريين، في خندق واحد، وعلي كل شرائح المجتمع أن تشارك بما يمليه الضمير، فلا أحد يقف معك وأنت تدلي برأيك، فقط مطلوب ألا يقف أحد في خندق المتفرجين، وأن ندرك جميعنا، كلا في موقعه، شابا أو رجلا أو امرأة ، إننا في ظرف استثنائي، تجب فيه المشاركة وإبداء الرأي، فما أسهل أن نجلس في مقاعد المتفرجين، علينا ألا نتعامل مع الوطن بنفس الأسلوب والمنطق الذي تعامل به اليهود مع نبي الله موسي عندما قالوا له: اذهب أنت وربك فقاتلا، لقد أدركنا بأنفسنا أننا قادرون علي التغيير عندما نتكاتف وعندما يساند بعضنا البعض، والأمثلة كثيرة، ماحدث في ثورتي يناير ويونيو، نزول الجماهير بالملايين إلي الميادين هو الذي حسم القضية، وأذهل العالم، المليارات التي جمعت في أيام قليلة لحفر قناة السويس الجديدة، التكاتف الشعبي هو الحل، فعلينا أن نتكاتف، وأكرر علينا أن ندرك بوعي، أننا نمر بمرحلة خطيرة نواجه فيها تحديات، ومخاطر وجماعات ودولا يتربصون بنا، يجب أن نتغلب علي كل ذلك، رضينا أم لا، فليس أمامنا خيار آخر، لنحافظ علي بلدنا وعلي أنفسنا كمصريين، لذلك أقول لكل مواطن شارك بصوتك في التعديلات الدستورية، بما يمليه عليك ضميرك وحسك الوطني.