ابناء مصر جميعا مسلمين وأقباط بكوا ضحايا الأحداث الأليمة التي هزت وجدان الجميع.. المسلمون حرصوا علي تنظيم مسيرة إلي مستشفي القبطي لمشاركة إخوانهم المسيحيين تشييع جثمان 71 قبطيا إلي مدافن مدينة 6 أكتوبر. قصص ومآس كثيرة خلفتها الأحداث الأليمة لكل شخص من الضحايا. »الأخبار« شاركت أهالي الضحايا أحزانهم والتقت مع ذويهم وكانت هذه بعض فصول من حكاياتهم الإنسانية. سادت حالة من الهدوء والحزن بمنطقة المنشية الجديدة والتي يسكن بها أسرة جرجس راوي »03 سنة« والذي لقي مصرعه اثر اصابته بطلق ناري بالصدر اثناء أحداث ماسبيرو.. التقت الأخبار بعمه عادل راضي، والذي حاول تمالك اعصابه للامساك بدموعه المنهمرة وقال ان جرجس هو أوسط اخوته الثلاثة وانه تزوج منذ 9 أشهر، واضاف انه كان أحن أخوته علي والده ووالدته وكان في حالة حزن شديدة علي ما يجري بكنيسة أسوان وانه كان يريد ان يشارك في المظاهرات مع اخوته الاقباط أمام مبني ماسبيرو واكمل حديثه انه كان كثير التردد علي بيوت جميع أقاربه وجيرانه ولم يتوان لحظة في خدمة أي شخص يعرفه.. والتقط انفاسه واخذ نفسا عميقا وقال انه مساء يوم الاحد المشئوم كان جالسا أمام التليفزيون وشاهد الاحداث المؤسفة وشعر بقلق علي ابن اخيه فاتصل به ووجد هاتفه المحمول مغلقا علي غير العادة وتلقي اتصالا من زوجة جرجس بعد نصف ساعة تصرخ في الهاتف »جرجس مات« واضاف عادل لم اصدق ما قالته وسألتها »ايه اللي بتقوليه ده« فقالت له انها رأت اسم زوجها ضمن قائمة المتوفيين في احداث ماسبيرو علي شاشة التليفزيون.. فتوجهوا مسرعين إلي مستشفي القبطي لاستلام جثته.. منتظرين مستقبل زوجته ومولوده الذي لم يره حيث أهل جرجس بتشييع جثمانه قبل أيام من استقباله لمولوده الأول، راجيين من الله والقضاء المصري العادل ان يأخذ بثأر ابنهم. والتقت الأخبار بأسرة عيسي إبراهيم المتوفي في احداث ماسبيرو بعد خروجه في مسيرة من دوران شبرا للمطالبة ببناء كنيسة »الماريناب والتنديد بالاحداث المتتالية ضد الاقباط. وكان متزوجا وله 4 أبناء منهم ليزا متزوجة ترك عمله بالمطعم الذي يعمل فيه ليخرج مع زملائه المسيرة ولم نعلم عنه شيئا إلا عندما اتصلت بالبيت ليزا واخبرتنا بانه قد قتل بالرصاص أمام ماسبيرو فأصرعنا إلي المستشفي القبطي فلم نجده واخبرونا انه نقل إلي مستششفي شبرا العام.. وطالبوا بضرورة معاقبة الجناة الذين قاموا بدهس وقتل المتظاهرين. أحمد والرصاصة الطائشة أحمد محمد عادل متولي »92 سنة« محاسب بالبنك الأهلي.. هذا الشاب شاء قدره أن يكون في مسرح أحداث ماسبيرو الدامية رغم إرادته.. كان عائدا من عمله ليلا متوجها إلي منزله بشارع الدكتور حجازي بميت عقبة وفجأة وجد نفسه في ساحة للقتال المجنون بميدان التحرير.. حاول مسرعا بسيارته أن يتخطي منطقة الخطر ولكن كان للقدر رأي آخر، اخترقت رصاصة طائشة رأسه من الخلف بعد أن حطمت زجاج السيارة الخلفي واصيب بنزيف شديد في المخ وأسرع أهل الخير باستدعاء سيارة اسعاف ونقله إلي مستشفي شبرا العام ولكن فاضت روحه الطاهرة إلي بارئها تاركا خلفه طفله الوحيد »كريم« عمره 3 أشهر وزوجته الشابة التي تركها تلاطم أمواج الحياة بمفردها بعد قتله برصاصة غادرة من يد آثمة. مات أحمد وترك لأسرته وأقاربه واصدقائه حزنا كبيرا وألما جما لا تتحمله الجبال.. انتقلت »الأخبار« إلي مسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين حيث تم تشييع جنازة الشهيد ظهر أمس ودفنه بمقابر القطامية بالقاهرة. حرص أهالي منطقة الشهيد وأصدقائه علي تشييع جنازته وتوديعه إلي مثواه الأخير.. وانتاب والدته حالة من البكاء الهيستيري وتجمع أفراد الأسرة والاصدقاء يقدمون لهما العزاء والمواساة.. وقال »حسام« أحد اقارب الشهيد ل»الاخبار« ان احمد لم يكن مشاركا في الأحداث وإنما قاده قدره للمرور بسيارته بمنطقة الأحداث لينتهي أجله.. وأشار حسام إلي ان تقرير الصفة التشريحية لجثة الشهيد جاء به ان سبب الوفاة اصابة بطلق ناري من مسدس 9مم من مسافة قريبة جدا تسببت له تهتك في الجمجمة من الخلف. زفاف لم يتم تعاهدا علي الزفاف في نهاية العام، عروسان في مقتبل العمر، مايكل مسعد جرجس »52 عاما« الباحث الاعلامي في المنظمة المصرية لحقوق الانسان والذي شارك مع خطيبته فيفيان في المسيرة السلمية التي بدأت من روض الفرج حتي ماسبيرو، وتشابكت ايديهم مع احلامهم، التي كانت اكبر من ايامهم، ولكن اثناء المسيرة فوجئا بأعيرة نارية وضرب بالعصي، فطلبت خطيبته منه الرجوع وحاولا العودة للمنزل ففوجئا بالسيارات تمشي بطريقة عشوائية فسقط تحت عجلات سيارة وحمله اربعة الي مستشفي القبطي لانقاذ حياته وبذل الاطباء اقصي ما في وسعهم لانقاذ حياته ولكن القدر اسرع، وتوفي مايكل في المستشفي القبطي وتم الصلاة عليه في الكاتدرائية بالعباسية.