مشهد حزين يدمي القلوب أمام مشرحة زينهم.. حيث تجمع المسلمون والمسيحيون يواسي كل منهم الآخر في وفاة ذويه. حضروا من المحافظات لتشيع جنازات ذويهم ونقلهم لبلداتهم بعد الصلاة عليهم ودفنهم هناك من يستطيع أن يتمالك نفسه والدموع محبوسة في العيون والصراخات مكتومة تنطلق عندما يشاهدون جثامين ذويهم.. كما تجمعت سيارات الموتي للمسلمين والمسيحيين لنقل الجثامين وصورة القرآن وتراتيل الانجيل ينطلق من اجهزة التسجيل ويواسي كل من الحاضرين بعضهم البعض.. انتقلت الأخبار إلي مشرحة زينهم بالسيدة زينب والتقت ببعض الأسر من المسلمين والمسيحيين. يقول والدة وشقيقة المتوفي مدحت مجدي فرج الله »32 سنة« انه كان يعاون والده في عملية كمبيض محارة وشارك في الانفاق علي أسرته.. وأضاف أن المتوفي سمع أصوات الطلقات وعلم أن الكنيسة يتم اطلاق النار عليها فأسرع متوجها إليها ودخل مع كثير من الأقباط لحماية الكنيسة فأصابه طلق ناري ولقي مصرعه.. كما التقت الأخبار بأسرة المتوفي محمود عبدالعزيز »12 سنة« ميكانيكي فقالت خطيبته زينب انه كان ينتقل بالتوك توك لشراء متطلبات المنزل وشاهد الاشتباكات فنزل لاستطلاع الأمر وأصابته رصاصة ولقي مصرعه.. وتضيف خطيبته انهما كانا يستعدان للزواج خلال شهور. والآن بدلا من ارتداء الثوب الأبيض في العرس ارتشحت بالسواد. وجاءت لتودع خطيبها ومن بين الضحايا سيدة تدعي »أم خيري 25 سنة« وحضرت شقيقتها رانية وقالت انها كانت داخل منزلها وطرق الجيران عليها الباب لاخبارها بما يحدث بالكنيسة فخرجت مسرعة لاستيضاح الأمر وأصابت شقيقتها رصاصة طائشة قتلتها في الحال ومن ناحية سيطرت حالة من الوجوم والسكون علي اسر ضحايا احداث امبابة الذين وقفوا امام المستشفيات في انتظار استلام جثامين ابنائهم الذين لقوا مصرعهم خلال الاحداث.. تجمعت اعداد غفيرة داخل اروقة المستشفيات من الاهالي الذين حضروا للاطمئنان علي اقاربهم المصابين.. وخارج المستشفيات انفجر جميع الاهالي في البكاء والنحيب عندما حان موعد خروج الجثث. انتقلت »الأخبار« الي مستشفي امبابة العام حيث قرر د. صلاح الدين نصر مدير المستشفي انه استقبل 15 حالة بينهم اثنان متوفيان هما علي فوزي عبدالحليم »مصاب بطلق ناري بالرقبة« وابانوب مكرم عبدالسيد »مصاب بطلق ناري بالرأس« وتم تحويل 5 مصابين لمستشفي قصر العيني ومعهد ناصر لخطورة حالتهم. ويضيف د. احمد عبدالحميد مدير الطواريء ان 99٪ من المصابين بطلقات نارية سواء خرطوشا او حيا بأنحاء الجسم والباقون مصابون بجروح قطعية وحروق. داخل قسم المسالك البولية بمستشفي امبابة يرقد 3 مصابين ويقول محمد عمر عبدالله 81 سنة طالب: انه كان عائدا من يومه الدراسي بجامعة القاهرة واثناء سيره بشارع المشروع الواقع به كنيسة مارمينا فوجيء باطلاق رصاص كثيف وعشوائي من الشارع واعلي المنازل فأصيب بطلق ناري بقدمه اخترقت فخذه وقام سائق موتوسيكل بنقله للمستشفي واكد محمد انه لم يكن يعرف ما يحدث او من هؤلاء الا بعد افاقته داخل المستشفي. في ذات الغرفة يرقد احمد سعيد 12 سنة سائق قال: انه كان واقفا امام محل يملكه بشارع المشروع وفجأة بدأ الطرفان من السلفيين والاقباط بالمنطقة تبادل الطلقات النارية وإلقاء القنابل الحارقة فأصيب بطلق ناري في قدمه.. وداخل قسم الجراحة بالمستشفي كان احمد علي 71 سنة راقدا وتحدث بكلمات تتساقط من فمه لخطورة حالته، انه يسكن ببشتيل البلد وكان في زيارة لأعمامه واثناء سيره بالشارع فوجيء بطلقة اخترقت قدمه فسقط في الارض غارقا في دمائه حتي تم نقله للمستشفي. ويقول مصطفي شعبان 42 سنة سائق ميكروباص انه كان يقوم بزيارة خالته التي تقيم بشارع الاقصر وفجأة بدأ الطرفان اطلاق النار والقاء قنابل المولوتوف من البيوت المجاورة للكنيسة فأصيب بطلق ناري في يده وكسر في اليد الأخري.. وداخل قسم الجراحة بمستشفي امبابة العام كان حسين عمر حسين 72 سنة وقال: انه اثناء توجهه لعمله في مقهي بشارع المشروع اصيب بقطع بشرايين يده و61 غرزة في رأسه. رغم اعاقته الجسدية فلم ترحمه الرصاصات الطائشة التي انهمرت كالسيل علي كل المتواجدين بالشارع، يقول والده ان ابنه محمد احمد حسين 53 سنة معوقا بشلل اطفال في يده كان في زيارة احد اقاربه واثناء خروجه من عند اقاربه للعودة الي منزله اصيب برصاصة في ظهره. انتقلت »الأخبار« الي مستشفي التحرير العام وقرر د. حسام الحازق مدير المستشفي انه تم استقبال 55 مصابا بينهم 7 متوفين وجميعهم مصابون بطلقات نارية بالرأس والصدر، كما تم السماح بخروج 54 مصابا بعد تماثلهم للشفاء بينما تم احتجاز 3 لخطورة حالتهم. وخارج المستشفي وقف العشرات من الاهالي تعتصر قلوبهم الحسرة والألم والحزن وانهمرت من بعضهم الدموع. حاولت »الأخبار« اختراق حاجز الحزن والتقت بأسرة المتوفي مدحت مجدي 42 سنة، قالت شقيقته انه كان متواجدا بالكنيسة لأداء فريضة الصلاة ولقي مصرعه عندما اخترقت رصاصة جانبه الايمن وخرجت من الاخر لتودي بحياته في الحال.