وسط كم من العناوين غير المشجعة والجدل الدائر حول معرض الكتاب هذا العام وكيف تحولت الكتابة إلي فن غث رخيص، فجأة وجدته أمامي »أهرام القرن ال21»، كتاب صاغته أنامل فنان يبحث عن الجواهر ليصقلها ويبرزها،مع اصرار صاحبه مصطفي سامي ألا يترك النساء في حالهن، يعانين الظلم والتجاهل.. فوضعهن مكانهن الصحيح، وسط مجموعة النجوم التي نسجها بخيوط من حرير،بمجرد أن تبدأ القراءة تنتهي وأنت تنتظر المزيد، لاتشعر بالوقت، ولا تترك الكتاب إلا مع صفحته الأخيرة. حاولت أن أنتقي من جواهره فتوقفت عند أسماء مثل نوال المحلاوي التي كانت حلقة الاتصال بين هيكل بكل سلطاته وانشغالاته وبين جموع الصحفيين، واليد التي توقع قراراته والعين التي يري بها، ورغم ثقافتها الرفيعة، ورؤيتها الصحفية التي لاتخيب، استطاعت أن تؤدي دورها بموضوعيه حتي بعد اعتزالها الوظيفة الرسمية وخروج هيكل وتولي علي أمين وسناء البيسي درة الصحافة المصرية، بدأت حياتها في مدرسة أخبار اليوم واستقت منها أسلوبها الحريري المميز في كتابتها وفي »هو وهي» وفرضت حبها علي كل الدنيا، وليس فقط نصف الدنيا، التي أسستها ووضعتها علي القمة من أول يوم.. ولفتت نظري فتحية بهيج أول من أدخل »باب المرأة» في الصحافة المصرية ويكفي أنها الوحيدة التي بكي عليها هيكل يوم رحيلها.. أما بهيرة مختار فهي ملكة التحقيقات الصحفية بلا منازع وهبت نفسها للصحافة وقضايا المرأة فشهد لها الجميع. شكرا أستاذ مصطفي سامي أعدتني للقراءة بعد أن وجدت أخيرا في كتابتك الجميلة من ينصف نجوم الظل في بلاط صاحبة الجلالة.