الإسلاميون يريدون أن يحكموا البلد، ليس فقط لرغبتهم في الحكم وتطبيق الشريعة، وإنما أيضاً لخوفهم من الاستبعاد التام والطرد الزؤام إذا ما جاء حاكم ليبرالي أو علماني أو حتي معتدل، وما ينطبق علي الإسلاميين ينطبق تماماً علي غيرهم من الذين يريدون أن يحكموا لرغبتهم في الحكم ولضمان عدم تطبيق الشريعة ولخوفهم من حجرة الفئران التي سيدخلونها إذا ما حكم الإسلاميون البلاد، وهذا معناه أن كل فريق متربص بالآخر وينتظر الفرصة للإنقضاض عليه، وهنا مكمن الشر وبيت الفتنة، وهنا أيضاً يتجلي دور مبادرة »التوافق الشعبي« التي أطلقها إئتلاف شباب الثورة، والتي يجب أن تستهدف أولاً الإخوان والسلفيين وإلا ستتحول إلي مبادرة »للإنقسام الشعبي« ونحن نعاني من »تخمة« في »الإنقسام« ولدينا منه فائض يكفي للتصدير.