استمرت أمس عمليات الكر والفر بين القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي والثوار علي جبهتي سرت وبني وليد أبرز المعاقل التي لا تزال خاضعة لكتائب القذافي. وبعد أن نجح الثوار في اختراق تحصينات مداخل بني وليد، تراجعوا مرة أخري تحت وابل من الصواريخ ورصاص قناصة كتائب القذافي. وقال المتحدث باسم القذافي موسي إبراهيم "لدينا العدة والسلاح، ومنذ أن فهمنا المؤامرة جهزنا أنفسنا لحرب طويلة وممتدة لأشهر". وأضاف إبراهيم "نطمئن الجميع بأن جبهات بني وليد وسرت قوية رغم القصف الكثيف وغير المعقول من حلف شمال الأطلنطي (الناتو) علي المستشفيات والمدارس دون رحمة". واضاف أن الضربات الجوية للناتو علي سرت أمس الأول أصابت مباني سكنية وفندقا وقتلت 354 شخصا. من جهته قال قائد ميداني للثوار "لا يفيد بشيء الاحتفاظ بمواقع خلال الليل في بيئة معادية"، ملمحا إلي أن عددا كبيرا من القناصة المتحصنين في وسط بني وليد يشكلون خلال الليل تهديدا لرجاله. وأضاف أن التراجع في بني وليد "تكتيكي" من أجل إعادة التمركز. وقال "ضوء الصالحين" قائد قوات الثوار في منطقة بني وليد أن كتائب القذافي بالمدينة تلقت تعزيزات جديدة بدخول قوة تتكون من 30 سيارة عن طريق وادي شميخ. وكان الثوار قد أكدوا في وقت سابق أنهم سيطروا علي ثلاثة أحياء في بني وليد، وأنهم يواجهون مقاومة عنيفة من كتائب القذافي. وفي مدينة سرت الساحلية الإستراتيجية، تمكن الثوار من السيطرة علي مطار المدينة ومحيطه. كما سيطروا علي وادي جارف كبري مناطق تجمع قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها معمر القذافي. ويخوض الثوار معارك شرسة لتأمين هذه المنطقة في انتظار اقتحام وسط المدينة الواقعة علي مسافة 450 كلم شرقي طرابلس. وقال قائد ميداني في سرت إن الثوار يسيطرون علي 70٪ من المدينة. ومن جهته قال القيادي أحمد الترهوني في سرت إن السيطرة الكاملة علي المدينة باتت مسألة وقت فقط. وقال إن الثوار يعتقدون أن المعتصم نجل القذافي موجود داخل المدينة ويقود العمليات العسكرية، إلا أنه أكد أن القدرة القتالية القوية والتعزيزات الضخمة التي وصلت إلي الثوار ستكون كافية لحسم المعركة في أقرب وقت ممكن. وأعلن قائد المجلس العسكري في مدينة مصراتة سالم جحا أن ستة آلاف مقاتل تابعين للسلطات الليبية الجديدة و1200 سيارة مدرعة منتشرون علي جبهة سرت. واضاف "اننا نركز الآن علي مجموعة من مباني المدينة وضواحيها لا سيما في وادي ابو هادي حيث تتجمع قوات القذافي". وفي تطور لاحق أعلن الثوار سيطرتهم بالكامل علي مدينة هراوة شرق سرت. من جهة أخري أعلنت الحكومة النيجرية أنها لن تعيد إلي ليبيا في الوقت الراهن الساعدي القذافي اللاجئ لديها. وأجاب المتحدث باسم الحكومة مارو امادو علي سؤال عما إذا كانت الحكومة ستسلم الساعدي القذافي إلي السلطات الليبية الجديدة، قائلا: "كلا .. ونظرا إلي التزاماتنا الدولية، لا نستطيع إعادة أحد إلي بلد لا تتوافر له فيه أي فرصة للحصول علي محاكمة عادلة وحيث يمكن أن يتعرض لعقوبة الإعدام".
