يستعد الثوار الليبيون اليوم لشن هجمات جديدة قد تكون حاسمة ضد المعاقل المتبقية لمعمر القذافي غداة موافقة القادة على هذا الأمر، فيما أسفرت مواجهات هي الأولى بين الثوار عن 12 قتيلا في جنوب غرب طرابلس. في هذا الوقت، أعلن مارو أمادو وزير العدل النيجري والمتحدث باسم الحكومة أن أحد أبناء القذافي وصل اليوم إلى النيجر. وقال: “اليوم 11 سبتمبر اعترضت دورية للقوات المسلحة النيجرية موكبا كان يضم أحد أبناء القذافي”. وأضاف “في الوقت الذي أتحدث فيه يتوجه الموكب إلى أغاديز (شمال النيجر). لا أستبعد أن يصل الموكب بحلول الغد إلى نيامي” عاصمة النيجر. وصباحا، تجمعت عشرات من شاحنات البيك اب المزودة بمدافع مضادة للطائرات عند مدخل بني وليد التي تبعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس فيما تمركز مزيد من المقاتلين. وأكد مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي أنهم قاموا بالعديد من مهمات الاستطلاع حتى وسط بني وليد دون أن يصادفوا مقاومة من جانب مقاتلي القذافي. وقال أحدهم إن “عناصرنا رصدوا قناصة ومقاتلين في وسط المدينة، لكن الأطراف تحت سيطرتنا”، وأضاف أن “الثوار والسكان يتعاونون حاليا”. وقال العقيد أحمد علي محمد إن “تحدينا الأكبر كان وجود قناصة في الوادي. ولكن اليوم نأمل بدخول بني وليد”. واستمع سكان مدينة بني وليد، أحد آخر معاقل قوات معمر القذافي الذي لا يزال فارا، طوال بعد ظهر الأحد إلى رسالة تدعو إلى مقاومة قوات السلطات الليبية الجديدة. وقالت إذاعة موالية للقذافي في المدينة “اخرجوا إلى الشوارع لحماية ورفلة (القبيلة النافذة في بني وليد). إنهم قادمون لقتلنا. يريدون نشر الفساد والدمار في كل مكان. اخرجوا اليوم، اليوم، اليوم. الآن وقد تسلحتم لا عذر لكم. إنه وقت الجهاد”. وقد يكون لجأ إلى بني وليد مقربون من الزعيم الليبي الفار وخصوصا المتحدث باسم النظام السابق موسى إبراهيم. وكان الثوار الليبيون شنوا صباح السبت “هجوما على بني وليد” لكنهم “اضطروا إلى الانسحاب لأسباب تكتيكية” وفق عبدالله كنشيل مسئول التفاوض لدى المجلس الوطني الانتقالي. وقال مصطفى السنوسي المقاتل في صفوف الثوار والذي يتحدر من بني وليد إن “الحلف الأطلسي يقصف وقد طلبوا منا البقاء في الخلف”. وأفاد مراسل فرانس برس أن مقاتلين تجمعوا أيضا عند الساعات الأولى من الصباح في منطقة صحراوية تبعد حوالى 90 كلم عن مصراتة، بانتظار بدء الهجوم على بني وليد، أو حتى ضد سرت، مسقط رأس القذافي. وينتمي هؤلاء المقاتلون إلى كتيبة مصراتة، ويشمل عتادهم العسكري رشاشات وصواريخ من نوع “جراد” ومضادات للطائرات، وحوالى 200 سيارة يحمل بعضها مدافع خفيفة. وأمضى المقاتلون قرب مصراتة معظم مساء السبت في تجربة المعدات التي يحملونها، وتنظيف أسلحتهم وتوضيب أغراضهم بانتظار أوامر الهجوم. وبعد فشل المفاوضات بهدف استسلام معاقل القذافي في بني وليد وسرت وسبها (وسط)، أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل أن الكلمة باتت للسلاح. وكان عبد الجليل وصل مساء السبت إلى طرابلس في زيارة هي الأولى للعاصمة الليبية منذ بدء الثورة ضد القذافي في فبراير. وقال عبد الجليل “علينا أن نجمع كل قوانا لتحرير المدن” التي لا تزال بين ايدي قوات القذافي، وأضاف “علينا ألا ننسى أن معمر القذافي لا يزال حيا ولا يزال يملك المال والذهب لإفساد الناس”.