اطلق المقاتلون الموالون للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي وابلا من الصواريخ وقذائف المورتر لصد هجوم الثوار على واحد من آخر معاقلهم في الصحراء الليبية واوقفوا ايضا تقدما داخل مدينة سرت مسقط رأس القذافي . وأجبرت قوة مدججة بالسلاح ومتحصنة بشكل جيد يقدر عددها بعدة مقاتلين طوابير من المقاتلين على التراجع من بلدة بني وليد في شاحنات صغيرة بعد يوم بدأ بالحديث عن انهاء الحصار واعتقال شخصيات رفيعة من النخبة الحاكمة القديمة. وفي سرت في وسط ساحل ليبيا المطل على البحر المتوسط استولت قوات المجلس الوطني الانتقالي على المطار الواقع في اطراف المدينة مسقط رأس القذافي وتحركت صوب جيوب المقاومة المتناثرة عبر مناطق مكتظة بالمباني. ولكن مع حلول الليل ظل المقاتلون الموالون للقذافي يقاومون بقوة في سرت ولا يوجد ما يشير الى نهاية سريعة لحصار استمر اسابيع. وقال مبروك سالم وهو مقاتل من قوات المجلس الوطني الانتقالي ان "قوات القذافي موجودة بين المباني ويوجد قناصة كثيرون على اسطح المباني. " نهاجمهم بالصواريخ وهذا يسبب اضرارا كثيرة ولكنها افضل وسيلة للسيطرة عليهم." ورغم مرور نحو اربعة اسابيع على اجتياح الثوار بدعم من حملة قصف جوي نفذها حلف شمال لا يزال الزعيم المخلوع هاربا ويقود مئات على الاقل من الرجال المسلحين الموالين له المتمركزين في سرت وبني وليد وفي عمق الصحراء حول مدينة سبها الجنوبية. وقال أسد الحموري أحد مقاتلي المجلس الوطني لرويترز وهو يفر من خط الجبهة "تلقينا أوامر بالتراجع. سقطت علينا صواريخ كثيرة. سنعود لاحقا." وقال مقاتل آخر يدعى سراج عبد الرازق "نحن بحاجة لإعادة تنظيم القوات وتخزين الذخيرة. ونحن بانتظار الاوامر بالعودة مرة أخرى." وسارع موسى ابراهيم المتحدث باسم القذافي والمختبيء مثل زعيمه الى التحدث بعد القتال بالتباهي في تعليقات صوتية بثتها قناة (الرأي) التي تتخذ من سوريا مقرا لها بانسحاب مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي ومحذرا من جديد من ان قوات القذافي تجمع السلاح والعتاد استعدادا لحرب طويلة. وقال ابراهيم "المعركة هى أبعد ما يكون عن النهاية." لدينا العدة والعتاد والسلاح ومنذ فهمنا المؤامرة جهزنا انفسنا لحرب طويلة." واضاف "نطمئن الجميع ان جبهات بنى وليد وسرت قوية رغم القصف الكثيف وغير المعقول من الناتو (حلف شمال الاطلسي) على العوائل والمستشفيات والمدارس دون رحمة."