كعادته بدأ شهر رمضان في الرحيل مبكرا،نصف الشهر ولي دون أن نشعر وستعدو أيام الشهر الكريم لاحقة بالنصف الأول دون أن نشعر بها. هذا العام أتي الشهر الكريم وسط ظروف مختلفة، قامت الثورة المصرية وسقط النظام وكان لهيب حرارة الحياة السياسية والاجتماعية، أقسي من حرارة الجو، ورغم كل الصعوبات ، فقد فاضت نفحات الشهر المبارك علينا كما تفيض كل عام. أيام هذا الشهرالكريم ليس كمثلها أيام ، ففيها تعلو النفوس عن كل الصغائر وتترفع عن ارتكاب المعاصي ، وتفيض المشاعر الروحانية التي تسمو بالنفوس الي أعلي درجاتها نتيجة لحرص الجميع علي طاعة الله وعدم ارتكاب المعصية. كم تكون الحياة مختلفة بلا كذب أو نفاق ، بلا كره وحقد ، كم تكون في أبهي صورها مع انتشار الحب وإذا عمت الفضيلة والأخلاق ، بلا أي شك فإنها تصبح الحياة الأفضل. اللهم اسبغ علينا من فضلك وعلي مصرنا الغالية وجنبنا شرور المندسين في الميدان وكل الميادين، وتب علينا من الاعتصامات والمظاهرات وارحم شهداءنا الذين سقطوا من أجل حرية مصر وكل المصريين، واشف مصابينا الذين خرجوا لنصرة اخوانهم. ليت كل شهور العام هي شهر رمضان.