الشيخ إبراهيم أحمد إسماعيل وكيل وزارة الأوقاف بالمنوفية ينتمي إلي محافظة الشرقية. حصل علي الليسانس في أصول الدين عام 1974 من جامعة الأزهر.. عمل واعظاً ثم مفتشا وتدرج في الوظائف حتي وصل إلي وظيفة وكيل وزارة الأوقاف بالبحيرة وأخيراً بالمنوفية. "المساء" التقت معه لتتعرف علي ذكرياته في شهر رمضان. ذكريات الطفولة * كيف كنت تقضي طفولتك في رمضان؟ ** كنت كأي شخص يحاول والداه تعويده علي الصيام في سن مبكرة وكنت أصوم جزءاً من النهار أو بعض الأيام دون تكملة الشهر رغم حرارة الصيف. وعندما شببت وفي سن ما قبل البلوغ قرابة الثماني سنوات بدأت أصوم نهار رمضان كاملاً وهذه كانت من أمتع أيام الطفولة في حياتي حيث نشأت في ريف مصر والذي يتسم بطقوس معينة بخلاف المدينة. * ما الفرق بين رمضان زمان وهذه الأيام؟ ** رمضان قديماً كان له مذاق خاص في الريف حيث كان حب التعاون والتراحم بين الناس رغم حالة البسطاء إلا أنه كان هناك رباط من التعاون والمحبة فكل من كان يقوم بطهي طعام لا يأكله وحده في منزله بل يقدمه للجيران ليأكلوا معه علي "الطبلية" في الشارع ومن يذبح ذبيحة يوزع منها علي جيرانه مما يشيع الألفة والمحبة بين المواطنين. ورغم أنه لم تكن هناك كهرباء. كانت الفوانيس التي تضاء بالشموع وسيلة للسهر واللعب. وكان الشهر الكريم موسماً للأطفال من ناحية اللعب والفرحة. وحالياً في رمضان يلاحظ أن الطفولة لم تأخذ حقها. كما أنه قديماً كانت الروحانيات غالبة عن العصر الحالي لعدم وجود وسائل لهو آنذاك مثل الموجودة حالياً كالتلفزيون الذي لم يعرفه الريف المصري إلا في السبعينيات وكان مصدر التسلية الوحيد وقتها المساجد حيث استماع الدروس والوعاظ الذين كانوا يتحدثون عن فضائل وأحكام الصيام والقصص القرآنية المحببة للأطفال وعقب صلاة التراويح نعود إلي منازلنا للنوم مبكراً حتي نتمكن للاستيقاظ قبل أذان الفجر. الكنافة.. صناعة محلية أضاف أن الكنافة لم تكن تباع قديماً بل كان الأهالي يقومون بتصنيعها وتوزيعها علي الجيران وكانت هناك لمسة روحانية فريدة نفتقدها هذه الأيام. ولم يكن الزخم الإعلامي والقنوات الفضائية والسلسلات والأعمال الدرامية بهذه الصورة.. مشيراً إلي أن المسجد كان المتفرد علي الساحة آنذاك رغم قلة أعداد المساجد والوعاظ الذين كانوا يجوبون البلاء وكان الواحد منهم بمثابة "شيخ أزهر". يتم استقباله بالركوبة والاحتفاء به وهذا يمثل جانباً روحانياً مفقوداً في العصر الحالي ويجتمع أهالي القرية في المسجد الذي يتواجد به الواعظ. أوضح أن شهر رمضان الآن مثل أيام زمان. فهو شهر القرآن لذا نجد الأهالي يجلسون في جماعات بالمساجد المختلفة وكل يمسك مصحفاً ويقرأون من 3 أو 4 أجزاء يومياً ويختمون القرآن كاملاً 3 أو 4 مرات خلال الشهر الكريم. أشار إلي أننا نشعر بالفرحة هذه الأيام. ولكن ليست بنفس الدرجة في الزمن الماضي لأن الحياة كانت بسيطة ولم تكن هناك تطلعات لدي الناس. وأفراد العائلة كانوا يسكنون في بيت واحد في جو من الرخاء والقناعة. موضحاً أن اليوم به روحانيات ولكن كل علي حسب درجة إيمانه. وعلي المسلم أن يجعل لنفسه برنامجاً طوال الشهر بالصوم والعمل علي الوجه الأكمل وقضاء مصالح الجماهير بدون عصيبة حيث إن الصيام يحث علي العمل وقضاء حوائج الناس مادياً أو خدمياً وهذا الشهر يعتبر شهر الجود والكرم والتعاون. بالإضافة إلي قراءة قدر من القرآن الكريم يوميا طوال الشهر مع الالتزام بتعليماته وأداء السنن لأن ثواب العبادة مضاعف فيه وهو أشبه بكازينو للمسلمين حيث يدخله المسلم فيغترف منه ما يشاء من الحسنات أي أنه منبع الحسنات والخيرات وعلي الإنسان الاجتهاد فيه ليفوز بثواب الله الذي أعده له لأن الصيام هو العبادة الوحيدة الموكولة إلي الله تعالي وهو الوحيد المطلع عليها لقوله الحديث القدس: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به". موقف طريف * موقف طريف حدث لك في شهر رمضان؟ ** كنت في مكان بعيد عن قريتي "بنايوس" مركز الزقازيق وتأخرت في العودة إلي المنزل وعندما أذن المغرب لم أجد شيئا أفطر عليه فتوجهت إلي إحدي الترع وشربت منها وسبحان الله ارتويت وشبعت كأنني تناولت طعاماً كثيراً وهذا ببركة الشهر الكريم. * كيف تقضي نهار رمضان؟ ** الالتزام فيه لأنه شهر الخيرات فأحاول أن أجني أكبر قدر من الثمرات لأنه بمثابة منجم للحسنات. ففيه نزل القرآن وقراءة الحرف منه بعشر حسنات ولأنني أصوم عادة يومي الاثنين والخميس أسبوعياً خلال شهور السنة فالصيام ليس بغريب علي وهذا الشهر فيه روحانية. كما أن وظائف الجسم تتحسن فيه. أوضح أنه يحرص علي قراءة القرآن الكريم وقيام الليل وأنصح بتقليل مشاهدة الأعمال الملهية بالتليفزيون وأطالب المسئولين بالاهتمام بهذا الشهر ومعايشة روحانياته وليس لتضييع الوقت. الأسرة * نبذة عن أسرتك الصغيرة؟ ** أسرتي تضم الزوجة والأبناء شيماء طبيبة وتحفظ 15 جزءآً من القرآن الكريم ومحمود حاصل علي بكالوريوس علوم جامعة الأزهر وأتم حفظ القرآن كاملاً في الحادية عشرة من عمره وأحمد طالب بكلية الشريعة والقانون ومحمد حاصل علي بكالوريوس تربية رياضية ويعمل مشرفاً رياضياً. وأكد أن تربية الأبناء امتداد لحسنات الإنسان في حياته وبعد مماته. * ما هي أهم اهتماماتك؟ ** الاهتمام بتربية الأبناء لقوله صلي الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" وكذا العمل علي أكمل وجه لأن المرء مسئول عنه أمام الله وكذا عن الوقت والفعل والكلمة. أشار إلي أن من بين هواياته مشاهدة مباريات كرة القدم والاطلاع علي مختلف العلوم وفنون الثقافة خاصة الشرعية والدينية لأن هذا الاطلاع واجب وأساس عمل كل داعية.