الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق له بصماته الواضحة علي الساحة الدينية في مصر والعالم الإسلامي.. تناولنا معه في هذا الحوار ذكرياته في شهر رمضان الكريم بدءا من طفولته مرورا بمرحلة الشباب وحتي وقتنا الحالي : * ما هي ذكريات د.هاشم في شهر رمضان بمرحلة الطفولة؟ ** لشهر رمضان ذكريات عديدة وغالية في كل مراحل حياتي.. في مرحلة الطفولة كنا نعيش في قريتنا عزبة الشيخ أبوهاشم التابعة لبني عامر مركز الزقازيقشرقية والتي تتميز بالعلماء الموجودين فيها فقد كنا نقضي رمضان في طفولتنا بالساحة الهاشمية في قريتنا التي كانت تضم حجرات كبيرة للضيوف والغرباء الذين ينزلون فيها ويعيشون وقتا كبيرا. كانت من عادات القرية أن يخرج كل بيت مائدة طعام وقت الافطار. فكان والدي رحمه الله يستقبل عليها الضيوف والغرباء وأبناء السبيل. وكانت في هذه الساحة أيضا موائد أخري للعارف بالله للشيوخ أحمد ومحمود وحسن أبوهاشم. وكانت هذه الموائد منتشرة قبل أن تظهر موائد الرحمن الموجودة حاليا. أما عن حياتي وأنا طفل فقد كنت أقضي رمضان مع أقراني خارج البيت علي المائدة التي نخرجها من المنازل وكنا نتنافس نحن الأطفال علي جذب الصائمين من الغرباء وأبناء السبيل ليفطروا علي مائدتنا وهذه لاشك كانت ظاهرة تدل علي كرم الضيافة وبعد أن ننتهي من طعام الافطار نذهب الي المسجد التي تقام فيه الندوات الدينية كل يوم يقوم عليها المغفور له حسن أبوهاشم يشرح فيها أحكام الصيام والوضوء والصلاة والعبادات بصفة عامة وذلك بين صلاتي المغرب والعشاء. ثم نقوم لصلاة العشاء والتراويح ونقضي معظم الليل في قراءة القرآن حتي صلاة الفجر. رمضان في مرحلة الشباب * وماذا عن ذكرياتك في مرحلة الشباب؟ ** كانت ذكرياتي الرمضانية في عهد الشباب نابضة بالعمل الدعوي والحركة المبكرة مساهمة في خدمة الإسلام.. فقد بدأت مرحلة التعليم بالمرحلة الابتدائية بمعهد الزقازيق الديني. وكنا آنذاك لانقبل بالمرحلة الابتدائية بالمعهد إلا بعد اجتيازنا بنجاح في حفظ القرآن الكريم ومن أهم ذكرياتي في هذه المرحلة أن أول خطبة جمعة في حياتي أديتها ارتجالا كانت في شهر رمضان وكنت يومها في السنة الأولي الابتدائي وكانت المرحلة الابتدائية توازي المرحلة الاعدادية اليوم وكان عمري آنذاك إحدي عشرة سنة وجاء الي بلدتنا عمدة القرية المجاورة وطلب من فضيلة الشيخ محمد أبوهاشم رحمة الله أن يؤدي خطبة الجمعة الأولي من شهر رمضان في بلدهم. فقال له : انني لا أستطيع أن أبرح الساحة الهاشمية في يوم الجمعة. ولكني أرشح لك من يؤدي هذه الخطبة وهو أحد الشباب. فكنت أنا الذي طلب مني أن أذهب معه. وكانت أول تجربة في حياتي لأداء أول خطبة جمعة ومازلت أتذكر موضوعها وهو عن التوبة ويومها اصطحبت معي أحد الشباب من زملائي وقلت له إن نسيت ركنا من أركان الخطبة فذكرني ولا حرج. وكان فضل الله علي عظيما حيث أديت أول خطبة بتوفيق من الله بل رغب المصلون في هذه القرية وتسمي بقرية الأربعين أن أصلي بهم مرات ومرات. ومن هذه الذكريات في هذه المرحلة أننا كنا حريصين علي حضور الندوات الدينية في شهر رمضان والتي كان يدعي اليها كبار العلماء والدعاة الذين يأتون من القاهرة ومن شدة اعجاب شيوخنا بنا ونحن شباب ومن تشجيعهم أنهم كانوا لأمثالي بعض المشاركات في بعض الندوات والمحاضرات. وبعد حصولي علي الشهادة الثانوية الأزهرية التحقت بكلية أصول الدين وكان مجموعي يتيح لي ألتحق بأي كلية ولكن رغبة والدي رحمه الله كانت تؤكد لي أنه نذرني للأزهر ووهبني لخدمة الكتاب والسنة. ومن أجمل ذكرياتي في شهر رمضان وأنا في السنة الرابعة في كلية أصول الدين : أنني رأيت رؤيا في المنام فرحت بها حيث رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يطوف في البيت عند باب الكعبة وأنا أسير خلفه في الطواف. فسألت والدي رحمه الله عن تعبير الرؤيا فقال لي سيوفقك الله لتسير علي الهدي النبوي وستنجح إن شاء الله. فما مر أسبوع إلا وبعث لي رئيس جامعة الأزهر وقال لي لقد تم اختيار طالب عن كل جامعة ليؤدي فريضة الحج هذا العام ووقع الاختيار عليك فكانت فرحتي بهذا النبأ لا حدود لها وكانت أول مرة أؤدي فيها فريضة الحج. قصائد رمضانية * قرأنا أنك تؤلف شعرا فهل لك قصائد عن رمضان؟ ** كانت أولي مساهماتي في التليفزيون المصري وأنا طالب في كلية أصول الدين ولي في هذا اللقاء قصيدة شعرية دينية وكان هذا في شهر رمضان في برنامج نور علي نور للإعلامي الكبير أحمد فراج رحمه الله. وقلت في هذه القصيدة : يا صائم الشهر الحبيب نعمت وارتاحت رؤاك أخراك قد عمرتها واليوم قد عمرت دناك كما أن هناك أبياتا كتبتها عن شهر رمضان قلت فيها : شهر الصيام له جود وإحسان والصائمون لهم أجر وغفران يا صائم الشهر جنات مفتحة للصائمين بها حور وولدان يا صائم الشهر نلت الأجر مجتمعا لك الهنا والمني والخير هتان والله ضاعف فيه الخير جاء لنا جزاء إحسانكم يا قوم إحسان * وكيف تقضي رمضان حاليا؟ ** أقضي رمضان مع أسرتي معظم الوقت بين أبنائي وأحفادي حيث وهبني الله بنتين وولدا وثمانية من الأحفاد.. في الصيام نقرأ القرآن وكتب الأحاديث التي تتناول فضائل شهر رمضان وأحكام الصيام لأعلمها لأحفادي ثم نجتمع حول مائدة الأفطار ثم نلتقي علي قراءة القرآن والذكر مرة أخري ونحرص علي صلاة العشاء والتراويح جماعة في المسجد.