مختال معجب بنفسه يرتدي دائما ألوان الربيع لاقتناعه التام أنها تبعد عنه علامات السن لا يقترب من التدخين خوفا من أضراره ولكونه شغل مناصب عدة رفيعة المستوي خرج منها بكثير من المال الذي يحرص عليه حرص القطة علي صغارها ويخفيه عن زوجته وأولاده، مدعيا أن كل دخله هو معاشه الشهري، حياته في الذهاب إلي النادي العريق القريب من بيته في الصباح، ومساء حتي يغلق النادي أبوابه في الثانية عشرة.. فيه يجلس كالطاووس منفوش الريش هذا يلقي عليه الصباح وذاك المسا له مكان مخصص للجلوس.. يدعو الجميع للجلوس بحفاوة ويظهر بمظهر الناصح الأمين، يرحب أكثر بالفتيات الصغيرات ليقدم حل المشكلات والدعم النفسي لمن خرجت من علاقة مكسورة الخاطر أو من لا تجد سبيلا للوصول للحبيب المنشود الذي لا يراها ولا يهتم بها أو من تخطت حدود المسموح في علاقة لها يتخير من ضمنهن من يلمح في عينيها نظرة الممكن ويبدأ في رمي شباكه التي تجذب دوما الصيد الثمين الذي يتماشي معه ويحكم سيطرته عليه بأسالبيه المتعددة التي لا تدع مجالا عن التراجع أو الشك فيه.. يتخيل أنه يخدع الجميع وأن لا أحد علي الإطلاق يشك به أو بنواياه وتصرفاته.. لكن الحقيقة الواضحة التي لا يراها هو أو يدركها أن الجميع من المحيطين به يدركون كل ما يفعله في الخفاء.. من باب عدم التدخل فيما لا يعنيهم، وأنه دائم استضافتهم علي طاولته، ينتظرون انصرافه أو عدم تواجده وسطهم في أي من الأيام وتبدأ القصص والحكايات تروي سواء كانت عن مشاهدة أو استنتاج أو كلمة قيلت بالخطأ وتصرف يمكن تأويله.. سيرته تملأ المكان وصولا لعمال الكافيتريا يتمني البعض أن يهديه الله ويعود عما يفعل، والآخر يستحسن تصرفاته وتجديد شبابه بكل الأشكال والألوان ومن يري أن الله يمهل ولا يهمل وأن ستره قد لا يدوم لقوله تعالي »حتي إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة».