نحتفل هذا الأسبوع بعيد تحرير سيناء التي عادت إلينا كاملة يوم 25 ابريل سنه 82.. وأعتقد أن مصر تقوم بإنجاز لا يقل أهمية عن استعادة سيناء من العدو الإسرائيلي وهو تحريرها من الإرهاب والإرهابيين الذي حاولوا الاستيلاء عليها وجعلها مقرا لعملياتهم الإجرامية.. نحن نخوض معركة جديدة وبإذن الله سننتصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي صاحب ملحمة سيناء فهو يعمر ويبني وتتكرر زيارته إلي أرض المعركة مرة لمتابعة العمليات الحربية علي أرض الواقع وأخري لمتابعة المشروعات وعمليات التنمية والبناء والتعمير فهو يقود معركتين: الحرب ضد عدو خفي إرهابي جبان، وحرب التنمية والبناء لتعود إلينا سيناء الغالية خالية من الإرهاب. فقد خضنا في سبيل تحريرها معركتين معركة بالدم والتضحية خاضها جيشنا فكان نصر أكتوبر 1973م ثم معركة لا تقل ضراوة علي طريق طويل تعد أحد معالمه مبادرة الرئيس السادات التاريخية الشجاعة في نوفمبر 1977 بزيارة القدس وإلقاء كلمة بالكنيست الإسرائيلي وبعدها كانت موقعة التحكيم التي استطعنا خلالها إثبات أن طابا مصرية والتي طال أمدها واستخدم فيها العدو كل الحجج والأباطيل للاحتفاظ بجزء من الأرض في كل مراحل التفاوض، فاستجمعت مصر قواها واستخدمنا فيها كل ما نملكه من وثائق ووسائل دفاع. فكان الإصرار المصري المشهود حتي تحرير آخر حبة من الرمال في طابا، وتمر الأيام وتتعرض سيناء لقوي ظلامية تعطل مسيرة التنمية، وبعد 30 يونيو تنشط قوي الشر وتتوازي معارك استكمال التحرير مع معارك البناء، وهذه المرة أيضا نحارب ضد عدو لا يعرف دينا ولا وطنا يعيش علي الدماء ويعتبر الحرب وقتل البشر جزءا من عقيدته الظلامية.. فلا نجد بدا من استكمال معارك التحرير من دماء أبنائنا الذين يستشهدون دفاعا عن الأرض والعرض والشرف ويتسابقون للتضحية والفداء حتي كان آخر حبة من عنقود الشهداء الأطهار البطل مصطفي الخياط ابن عم الزميل العزيز عمرو الخياط الذي أتقدم له وللأسرة بخالص العزاء فقد استشهد منذ أيام قليلة في معركة سيناء 2018. وستبقي سيناء مطمعا لكل الغزاة، ولكل إرهابي جبان مستغلا مساحتها الشاسعة وخلوها وعدم تنميتها وهو ما يحتم الحرب الجديدة لتحريرها من جيوش الإرهابيين المدعومين من دول ومخابرات دولية.. والذين عانينا من إرهابهم وخستهم بعد عدد من العمليات الوحشية التي لم يرحموا فيها طفلا ولا امرأة بل قتلوا المصلين في المسجد، وحربا أخري للتنمية والتحديث التي يقودها بعزيمة لا تهدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يفكر دائما ويعمل للبناء والتنمية وللمستقبل فوضع خطة للتنمية ولتعمير سيناء تم خلالها توسعة قناة السويس فأصبحنا نشهد قافلتي الشمال والجنوب من السفن التي تعبر القناة دون توقف مع استيعاب الحاويات العملاقة التي لم تكن تستطع المرور في القناة، بالاضافة إلي مشروعات تنمية إقليم شمال السويس ومشروعات بورسعيد ثم كانت زيارة الرئيس أمس الأول لتفقد طريق العين السخنة أحد ملامح الاحتفال بتحرير سيناء والعمل الجاري في جبل الجلالة والإسماعيلية الجديدة بمبانيها الجميلة التي خلقت حياة كاملة علي ضفتي القناة و6 أنفاق لتسهيل الحركة سواء الاجتماعية أو التجارية والتي تمنح قبلة الحياة لسيناء وتجعلنا نستغل كنوزها التي لم نكن نستطيع الوصول إليها.. ومن وجهة نظري أن الهدف من تنمية سيناء، ليس اقتصاديا فقط ولكن الأهم هو دمجها في وطنها وربطها بالنسيج القومي المصري. مصر تخوض الآن حربا أكثر شراسة وجميعنا شركاء فيها.. مسئوليتنا ليست فقط التأييد ولكننا جميعا نعرف أن أهالينا في سيناء يعانون وعلينا أن نكون معهم وبجوارهم وأن نتحمل ونصبر لنحصد النصر ونجني الثمار معا.