هذا السؤال يتردد في عقل كل مصري, وطني, يشعر بالقلق الواجب علي أغلي, وأطهر قطعة من أرض مصر.. والكل محق في طرحه لهذا السؤال, وقلقه علي الأرض التي ضحينا من أجل استعادتها بدمائنا الطاهرة. ما يجب أن يدركه كل مصري, أن ما يحدث في سيناء حاليا, لا يقل بأي حال من الأحوال, عن ملحمة النصر العظيم التي أعادت لنا أرضنا, وحررتها من الاحتلال في أكتوبر1973, ويبقي وجه الاختلاف أننا كنا حينها نواجه جيش كيان معروف, ومعلوم لنا, بينما معركتنا الآن مع إرهاب أسود, يتحرك في الخفاء, وتدعمه دول وأجهزة استخبارات دولية. المؤكد أن مصر تخوض معركة حقيقية ضد الإرهاب في سيناء, كما أكد الرئيس السيسي, وهذه الحرب حشدت لها مصر نحو41 كتيبة تضم ما يقرب من25 ألف مقاتل. في الحروب, تصبح التضحيات واجبة, والخسائر واردة.. فما بالنا إذا ما كانت هذه الحرب ضد قوي ظلامية.. هدفها إسقاط الدولة.. وفق مخطط دعائي بالدرجة الأولي.. يعتمد علي بث رسائل تؤكد عدم الاستقرار وانعدام الأمن والأمان.. باستهداف أبطال الجيش والشرطة الذين تقدموا الصفوف دون خوف أو تردد.. وتصدروا خطوط المواجهة إيمانا بدورهم الوطني.. وإعمالا للعهد الذي اقسموا عليه. ما يحدث في سيناء ليس لغزا كما يحاول أن يروج البعض.. ما يحدث في سيناء إذا كان البعض لا يعرف معركة من أهم المعارك التي خاضتها وتخوضها مصر.. ما يحدث في سيناء معركة مصير لا تقبل الغمز واللمز.. ما يحدث في سيناء ليس نزهة أو مغامرة شيقة تتناقل تطوراتها المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام. إن ما يحدث في سيناء.. وفي كلمات موجزة وبسيطة عمليات عسكرية مادام الأمر كذلك.. فان التناول الإعلامي لمثل هذه العمليات لا ينبغي أن يترك سداحا مداحا.. ليفتي كل من شاء فيما لا يعرف.. أو يجتهد فينقلب اجتهاده البرئ إلي كارثة لا قدر الله نحن في غني عنها.. فكفانا الثمن الباهظ الذي ندفعه في مواجهة جماعات إرهابية جبانة اقتربت نهايتها. المعركة في سيناء معركة شرسة.. لأننا نواجه جماعات إرهابية مرتزقة.. تهاجم ثم تختفي في الجحور مثل الفئران.. المعركة في سيناء معركة النفس الطويل والأهداف المحسوبة بدقة.. فلو أرادت مصر حسم هذه المعركة في أيام معدودة لكانت لجأت إلي سياسة الأرض المحروقة.. إلا أن الحرص علي المدنيين المصريين في سيناء أوجب اللجوء إلي الأساليب القتالية التي تتجنب وقوع خسائر بين المدنيين مهما طالت المواجهات. يبقي تأكيد أهمية دور أهالينا في سيناء في دعم قواتنا المسلحة ورجال الشرطة في المعركة ضد الإرهاب التي تدور علي الأرض التي يحفظونها ويعلمون كل تفاصيلها.. والتي شاركوا مع أبطال جيشهم في تحريرها من الاحتلال في عمليات بطولية سجلها التاريخ.. الآن سيناء في حاجة إلي دورهم الوطني مرة أخري.. الآن لا مكان لمن يتاجر بقضية أو يقفز علي كل الحبال.. الآن نخوض معركة واحدة في وجه عدو واحد وثمن التردد أو المكاسب الوهمية سيكون باهظا.. فدعونا نصطف جميعا لنقطع دابر هذا الإرهاب الأسود الذي لن يستثني أحدا حتي نتفرغ لاستكمال مشروعات التنمية التي ستكون أولي ثمارها من نصيب أهالينا في سيناء.