جاء ذكر ميلاد السيد المسيح وحياته واحداث الصلب في عدة مواقع في التوراة. ففي سفر المزامير الذي كتب ما بين عامي 1440 ، 586 قبل الميلاد يأتي في المزمور 89 ان المسيح سيأتي من نسل داود. اما عن ولادته في بيت لحم وفي سفر ميخا النبي (اصحاح 5 : 2) فنجد »اما انتي يا بيت لحم افراته مع انك قرية صغيرة بين ألوف قري يهوذا الا ان منك يخرج لي الذي يكون متسلطا علي اسرائيل واصله منذ القدم ومنذ الازل». اما عن الميلاد العجيب فيأتي سفر اشعياء ( 7 : 14) »ولكن السيد نفسه يعطيكم آية: ها العذراء تحبل وتلد إبنا وتدعو اسمه عمانوئيل (الذي تفسيره الله معنا). اما في عهد بطليموس الاول فقد جاءت اوامره بترجمة التوراة من العبرية الي اليونانية ضمن حزمة من الاصلاحات. وتألفت مجموعة لترجمة التوراه »الترجمة السبعينية لانها تمت في سبعين يوما كان من ضمن هذه المجموعة سمعان الذي توقف عند كلمة العذراء، خشي ان يكتبها كما هي فيسخر منه الملك واراد ان يستبدلها بكلمة الفتاة وفي وسط صراعه الداخلي بين ثقته في الكتاب المقدس وبين استحالة تحقيق ذلك رأي في حلم من يقول له »انك لن تعاين الموت حتي تري عمانوئيل هذا مولودا من عذراء». عاش سمعان قرابة 300 عام كل فيها بصره وبعد ولادة السيد المسيح ذهب الي الهيكل، وحمل السيد المسيح علي ذراعيه وابصر وبارك الله قائلا: »الآن يا سيدي تطلق عبدك بسلام حسب قولك لان عيني قد ابصرتا خلاصك الذي اعددته قدام جميع الشعوب نورا تجلي للأمم ومجدا لشعبك. ثم يأتي يوحنا المعمدان الذي قيل عنه في اشعياء صوت صارخ في البرية خرج اليه الشعب ليعمدهم في نهر الارول قائلا: »انا اعمدكم بالماء لاجل التوبة لكن الاتي بعدي اقدر مني وانا لا استحق ان احمل حذاءه هو سيعمدكم بالروح القدس والنار. وفي انجيل لوقا (1 : 29) ذهبت مريم الي بيت زكريا وسلمت علي اليصابات نسيبتها، ولما سمعت اليصابات سلام مريم، قفز الجنين داخل بطنها وامتلأت من الروح القدس وهتفت بصوت عال قائلة: »مبارك انتي بين النساء ومباركة هي ثمرة بطنك، فمن اين لي هذا ان تأتي الي ام ربي فماان وقع صوت سلامك في اذني حتي قفز الجنين ابتهاجا في بطني».. اما عن قصة المجوس فلها اهمية خاصة وكلمة مجوس تعني في الفارسية مفسر الرؤي والاحلام ويشير اليهم انجيل متي بانهم حكماء وتعلن زيارة المجوس لبيت لحم تعلن حقيقة شخصية الطفل الوليد باعتباره المسيح المنتظر تحقيقا للنبوءات العديدة، وقد بدأ هذا بظهور النجم اذ انهم كانوا علي علم بنبوءة بلعام »يبرز كوكب من يعقوب» وتحقيقا لنبوءة فيخا عن بيت لحم التي منها سيخرج الذي سيكون متسلطا علي اسرائيل. ويعني اهتمام المجوس بولادة المسيح ورحلتهم المضنية من فارس الي بيت لحم ان يسوع المسيح لم يأت لليهود فقط بل للامم ايضا وهكذا نجد الامم يؤمنون بينما لم يؤمن الشعب اليهودي به والمعروف ان المجوس قد وصلوا الي بيت لحم بعد عام او اثنين في رحلة شاقة وسجدوا للطفل المولود وقدموا له هدايا وذهبا ولبانا ومرا وهذه شهادة اممية علي الميلاد العجيب. • عضو اتحاد الكتاب