وفد من الأئمة والواعظات بشمال سيناء يزور متحف التراث السيناوي    بيانات سوق العمل الأمريكية تهبط بالدولار .. و«الإسترليني» يتعافى    منظمة العفو الدولية: الحكومات التي تمد إسرائيل بالسلاح تنتهك اتفاقية الإبادة    قرار لا رجعة.. سلوفينيا تعتزم المصادقة على قرار الاعتراف بدولة فلسطين    30 مايو.. الحكم على حسين الشحات في التعدي علي لاعب نادي بيراميدز    إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم على طريق جمصة- المنصورة بالدقهلية    تفاصيل مشروع تطوير عواصم المحافظات برأس البر.. وحدات سكنية كاملة التشطيب    «الهجرة» تكشف عن «صندوق طوارئ» لخدمة المصريين بالخارج في المواقف الصعبة    أمين «البحوث الإسلامية» يستقبل رئيس جامعة الشارقة والوفد المرافق له    إعلان شومان.. ماذا نعرف عن الاتفاقية التي أصبحت نواة تدشين الاتحاد الأوروبي؟‬    إصابة 11 شخصا بسبب انحراف طائرة بوينج 737 عن المدرج عند إقلاعها في مطار داكار    «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال قصف وهاجم العديد من الأحياء السكنية في رفح الفلسطينية    مدير مركز مصر لريادة الأعمال تشارك في حفل ختام مسابقة تطوير مصر للابتكار    الهلال يُجهز للإحتفال بدوري روشن على حساب الحزم    "الخارجية" تستضيف جلسة مباحثات موسعة مع وزير الهجرة واللجوء اليوناني    الطقس غدًا .. أجواء مائلة للحرارة نهارًا والعظمى على القاهرة 34°    30 مايو الحكم على حسين الشحات في التعدي علي لاعب نادي بيراميدز    مصرع سائق في انقلاب سيارتين نقل على الصحراوي الشرقي بسوهاج    انطلاق المؤتمر الصحفي لمهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة بحضور إلهام شاهين    مصطفى غريب يتسبب في إغلاق ميدان الإسماعيلية بسبب فيلم المستريحة    "فاصل من اللحظات اللذيذة" يتجاوز حاجز ال 49 مليون جنيه إيرادات    صابر الرباعي يطرح أغنية الباشا    لمواليد برج العقرب والسرطان والحوت.. توقعات الأسبوع الثاني من مايو لأصحاب الأبراج المائية    خالد الجندي: الذكر والتسبيح على وضوء يزيد الأجر والثواب    هل من زار قبر أبويه يوم الجمعة غُفر له وكُتب بارا؟.. الإفتاء تجيب    رئيس الوزراء يتابع جهود إنشاء مركز جوستاف روسي لعلاج الأورام فى مصر    متحور كورونا الجديد «FLiRT» يرفع شعار «الجميع في خطر».. وهذه الفئات الأكثر عرضة للإصابة    وزير الصحة يشهد فعاليات المؤتمر العلمي السنوي لهيئة المستشفيات التعليمية    محافظ الشرقية: الحرف اليدوية لها أهمية كبيرة في التراث المصري    قوات الدفاع الشعبى تنظم ندوات ولقاءات توعية وزيارات ميدانية للمشروعات لطلبة المدارس والجامعات    مساعد وزير الصحة: تسليم 20 مستشفى نهائيا خلال العام الحالي    فصائل عراقية: قصفنا هدفا حيويا في إيلات بواسطة طائرتين مسيرتين    بعد قرار سحبه من أسواقها| بيان مهم للحكومة المغربية بشأن لقاح أسترازينيكا    على معلول يحسم مصير بلعيد وعطية الله في الأهلي (خاص)    نشرة «المصرى اليوم» من الإسكندرية: تأجيل محاكمة المتهمين بأحداث سيدي براني وسموحة يصطدم ب«زد»    بعد ظهورها مع إسعاد يونس.. ياسمين عبد العزيز تعلق على تصدرها للتريند في 6 دول عربية    "الخشت" يستعرض زيادة التعاون بين جامعتي القاهرة والشارقة في المجالات البحثية والتعليمية    وزير الصحة: دور القطاع الخاص مهم للمساهمة في تقديم الخدمات الطبية    حكم هدي التمتع إذا خرج الحاج من مكة بعد انتهاء مناسك العمرة    محافظ الغربية يوجه بتسريع وتيرة العمل في المشروعات الجارية ومراعاة معايير الجودة    بعد أسبوع حافل.. قصور الثقافة تختتم الملتقى 16 لشباب «أهل مصر» بدمياط    وزيرة التضامن تشهد انطلاق الدورة الثانية في الجوانب القانونية لأعمال الضبطية القضائية    "العمل": تحرير عقود توظيف لذوي الهمم بأحد أكبر مستشفيات الإسكندرية - صور    تأجيل محاكمة المتهمين في قضية فساد التموين ل 8 يوليو    ما حكم قطع صلة الرحم بسبب الأذى؟.. «الإفتاء» تُجيب    السيسي يستقبل رئيس وزراء الأردن    برلماني: توجيهات الرئيس بشأن مشروعات التوسع الزراعى تحقق الأمن الغذائي للبلاد    مستشفى العباسية.. قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة جانيت مدينة نصر    القبض على المتهمين بغسيل أموال ب 20 مليون جنيه    21 مليون جنيه.. حصيلة قضايا الإتجار بالعملة خلال 24 ساعة    دفاع حسين الشحات يطالب بوقف دعوى اتهامه بالتعدي على الشيبي    جهاد جريشة يطمئن الزمالك بشأن حكام نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    مصدر عسكري: يجب على إسرائيل أن تعيد النظر في خططها العسكرية برفح بعد تصريحات بايدن    معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية يسجل 31.8% في أبريل الماضي    اليوم.. وزير الشباب والرياضة يحل ضيفًا على «بوابة أخبار اليوم»    دعاء الامتحانات مستجاب ومستحب.. «رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري»    موعد مباراة الإسماعيلي والداخلية اليوم الخميس بالدوري    تامر حسني يقدم العزاء ل كريم عبدالعزيز في وفاة والدته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير التربية والتعليم حرَّك المياه الراكدة الزيارات المفاجئة للمدارس وقرارات العقاب الفورية
نشر في الأخبار يوم 26 - 04 - 2010

أحدث وزير التربية والتعليم الدكتور أحمد زكي بدر حالة من الحراك داخل أروقة الوزارة.. ليس هذا فقط.. بل حالة من الترقب داخل كل مدارس مصر في مختلف المحافظات. الزيارات المفاجئة والقرارات الحاسمة التي تصدر بعد كل زيارة جعلت الناس تشعر بأن هناك وزيرا للتربية والتعليم.. لا يلزم مكتبه.. بل يتحرك هنا وهناك.. وأصبح اسمه يثير الخوف في المدارس.. ربما يهبط عليهم فجأة من حيث لا ينتظرون.
تباينت آراء الوسط التعليمي حول جولة الوزير ما بين أغلبية مؤيدة تراها اداة ووسيلة فعالة ومعايشة ضرورية لهموم تعليمية ازلية لم تفلح معها المسكنات ولابد من يد حديدية تقتلع التسيب والاهمال من جذوره وتعيد العملية التعليمية الي مسارها الصحيح باعتبارها قاطرة التنمية.
اما المعارضون وهم الاقلية فيرون قرارات الوزير لن تصلح شيئا في جسد التعليم المترهل المتخم بالجراح العميقة التي تحتاج الي البتر والاستئصال من الجذور مطالبين الوزير بمحاسبة السابقين واصحاب النفوذ وليس المعلمين الحلقة الاضعف.
اما عن الاراء فهناك من يري ان ما شاهده الوزير هو حال جميع مدارس الجمهورية وطالبوه بالتفكير في حلول حقيقية لمشاكل التعليم واجبار المدرسين علي العودة لفصول المدارس وتجريم الدروس الخصوصية وتوفير العمالة وتطبيق الكادر علي الجميع مدرسين وإداريين وعمالا لأنهم جميعا يخدمون العملية التعليمية.
كما تساءل أولياء الأمور بشأن الدروس الخصوصية التي تنظمها مراكز التعليم الخاصة، حيث إن تراخيص تلك المراكز تصدر من إدارات الشئون الاجتماعية بوزارة التضامن الاجتماعي، ولا سلطان لوزير التعليم عليها، برغم أنها تقدم خدمة تعليمية كما أن الوزير لا يمكنه اتخاذ أي قرار ضد أي من مدرسي هذه المراكز، الذين يضعون المذكرات ويؤلفون الكتب دون مراقبة من وزارته.
عاد الانضباط من جديد الي مدارسنا حتي ولو بتأثير الشائعات بدليل ما حدث في محافظة بورسعيد عندما سرت شائعة بين مديري المدارس بشأن قيام وزير التربية والتعليم أحمد زكي بدر بزيارة مفاجئة لمدارس المحافظة حيث سارعوا بإجراء اتصالات فيما بينهم تحسبا لتكرار ما حدث خلال جولة الوزير في مدارس محافظة حلوان وقد استمر سريان تلك الشائعة خمس ساعات، حتي تأكدوا من عدم وجود الوزير، لكن الترقب سيظل قائما بعد إطلاق الوزير حملاته الميدانية التي يبدو أنها حركت المياه الراكدة في العملية التعليمية، التي وصلت إلي مستوي لم يعد من الممكن السكوت عنه، وترتب علي تلك الشائعة التزام جميع المديرين والمدرسين والطلبة بالوجود داخل المدارس والإدارات.
جولات مطلوبة
سيد علي ولي أمر يري ان جولات الوزير مطلوبة ومهمة متمنيا أن يقوم باقي المسئولين بمثل تلك الجولات لانها بالتأكيد مفيدة وتصب في خانة المصلحة العامة مطالبا الوزير بالاستمرار في خطواته حتي ننهض بأهم منظومة في حياتنا وهي منظومة التعليم والتي تحتاج إلي جهود كل المخلصين أمثالك مستطردا بقوله " لقد دخلت بهذا الجهد عش الدبابير الذين من مصلحتهم إبقاء الوضع المزري للتعليم علي ما كان عليه، هذا العش الذي يعيش بداخله مدرسون فقدوا شرف المهنة ، ومديرو مدارس استمرأوا الاتكالية والفوضي، أو إداريون كل همهم قضاء مصالحهم الشخصية أثناء ساعات العمل. المنظومة تحتاج إلي إعادة تقييم وغيرها من منظومات حياتنا من ألفها إلي يائها، نريد من الوزير أن يعيد إلينا النظام التعليمي الجاد في مدارس الدولة والتي كنا ونحن صغار نحرص علي الالتحاق بها، بل وكنا نعتبر أن التلميذ الفاشل هو الذي يلتحق بالمدارس الخاصة ، فأنقلب الامر ولا أعلم لذلك سببا، إلا فقدان الضمير والاتكالية وسبق الاصرار علي تدمير المجتمع وعدم المراقبة بعد أن أمن الجميع العقوبة فأساءوا للتعليم وللشعب وأبنائه".
في حين يري " م سعيد " ان ما يفعله الوزير هو نقل للمشكلة فنقل مدرس غير كفء إلي مدرسة أخري ، أو مدينة أخري، هو بمثابة عقوبة لتلك المدرسة، أو تلك المدينة متسائلا "لماذا لا يستمر المدرس في نفس المدرسة مع إيقاع عقوبة مناسبة، و تهديد بعقوبة أقصي إذا تكرر الخطأ أو الفساد؟"
ويضيف " إن ما يفعله سيادة الوزير هو " تصدير المشكلة" ، أو"نقل المشكلة" إلي محافظات أخري ، و خاصة المحافظات المغضوب عليها، و تعتبر كمنفي، مثل محافظات الصعيد.
حلم الاصلاح
وعلي طريقة درامية يوضح " علاء ابراهيم " رأيه قائلا " حلمت فيما يحلم به النائم أن وزير التعليم الجديد أصدر مجموعة قرارات أثلجت صدور جميع أولياء الامور منها : تجريم الدروس الخصوصية واحالة من يمارسها الي المحكمة والغاء مميزات الكادر له .. ثم الغاء نظام التقويم الشامل بكل سلبياته لالغاء سطوة الاباطرة الجدد !! ثم اصدار قرار بنقل المدرسين الذين لهم أبناء في ذات المدرسة الي مدارس أخري منعا للمجاملات ولإعادة مبدأ تكافؤ الفرص الذي تم الغاؤه بسبب أولاد المدرسين!! ثم عودة اليوم الرياضي للمدارس من جديد وعودة أوائل الطلبة وتكريمهم ! وعودة القسم المخصوص والشرطة المدرسية والخطابة المدرسية وترتيل القرآن الكريم في الاذاعة المدرسية صباحا.. وعودة القيام للمدرس لنوفه التبجيلا .. ولا لعودة الضرب في المدارس.. فهل يحقق لي الوزير الجميل هذه الاحلام أو أعتبرها أضغاث أحلام؟!
اما احمد صادق فيقول في تعليقه علي زيارات وزير التربية " الوزير الجميل أحمد زكي.. أحييك وأقدر فيك وطنيتك ومصريتك .. انني متأكد أنك لاتنشد الشهرة ولاهي شدة الغربال الجديد- كمايقال- ولكنك لاتنشد الا الاصلاح مااستطعت فسرعلي بركة الله وسيكون التوفيق حليفك ويكفيك شرف المحاولة ودعوات المخلصين لهذا البلد الامين الذي تؤكد أعمالكم مدي حرصكم عليه وعلي أبنائه.. وخوفكم علي المال العام الذي شعرتم أنه يهدر هنا وهناك فأمسكتم بزمام الامور في أيديكم .. وانني اذ أدعو جميع مسئولي هذا البلد بالحذو حذوكم بمثل هذه الوطنية وهذه الروح الخلاقة .. أماالذين يؤدون مهمتهم تحت شعار "ليس في الامكان أحسن مماكان! فأقول لهم بالفم المليان : استقيلوا يرحمكم الله..
ويوجه " ايهاب ابوصير " تحية الي الوزير قائلا " تحياتي لقد اصبحت بطلا قوميا في نظر البعض واصبحت المرعب في نظر البعض حتي كثير ممن اعرفهم بدأوا يعملون لانك ربما تأتي للمدرسة لنقلهم وهذا سيكون لفترة ثم سيعودون لسابق عهدهم اما من يعمل اصلا فقد اصيب بالاحباط لانه يعلم سابقا انه سينقل وهذا مالانريده نريدك ان تأتي الينا لتري السلبيات وتضع يدك معنا لنصلحها ولنعمل بكد ونحل مشاكلنا ستكون حينها وزيرا للتربية قبل التعليم".
اما جمال مدرس اول اعدادي فيطالب كل وكيل وزارة ومدير ادارة ان يقدم يوميا للوزارة تقريرا عما قام به من زيارات للمدارس التابعة لهم وعلي الوزير الهمام ان يستمر بنفس الهمة ولا يخشي في الله الحيتان المتوحشة مافيا الدروس الخصوصية فهم بالتأكيد يتربصون به.
اما رجب سعد فله رأي اخر حيث يقول " ليس هكذا يجري العمل الوزاري وليس المطلوب من الوزير أن يتحول إلي فزَّاعة فالوزير مسئول سياسي تنفيذي، مهمته إدارة أطقم تتابع وتجازي وتعاقب، وتطارد. لأن الوزير - إن استمر في هذه المطاردات - سيفقد هيبته كوزير، وسيعتاد المرؤوسون علي اللعب معه لعبة القط والفأر؛ ولن تصلح هذه اللعبة أحوال التعليم المتردية، بل ستزيد الطين بلة.
اما ياسر المصري فيري انه ليس بالزيارات المفاجئة ينصلح حال التعليم...الموضوع اكبر واعظم ومتشعب....يجب اصلاح المنظومة ككل وهذا ليس دورك انت فقط... وعلي رأي المثل البلدي "يد لوحدها لا تصفق" .
خلي بالك يا وزير
اما عبير فبعفوية بالغة قالت " والله أنت راجل ميه ميه والعالم ديه كانت عوزاك من زمان خلاص معالي الوزير بقي الكل يعمل له الف حساب بس خلي بالك من اللي حوليك بكره ياخدوا رشاوي علشان يبلغوا المدارس بموعد وصولك قبل الكبسة".
ويطالب هشام الوزير بأن يبدأ من حيث انتهي الآخرون لان تطوير التعليم يبدأ من تطوير المنهج والمدرس. يعني تدريس المنهج البريطاني أو الألماني كما هو بالإضافة للعربي والدين، وتعيين المدرسين من النخبة المتعلمة بأعلي رواتب في مصر.
وتري منار "مدرسة " ضرورة ان يقتنع المعلم بضرورة انضباطه وايمانه بالعمليه التعليمية حتي يستطيع ان يعطي ويبذل كل ما تعلمه ولكن لا يقوده بدافع الخوف من تفتيش مفاجئ لاننا عندما نريد التغيير لابد ان نغير من الاساس لانه لو انتظم المعلم في ظل السيد الوزير الحالي بدافع الخوف فبعد ذلك مع وزير اخر لا ينضبط.
ويقترح السيد بسيوني ضرورة عمل خط ساخن للابلاغ عن مشاكل المدارس وعدم انتظام التعليم بها متسائلا لماذا الهلع والخوف من زيارة الوزير للمدارس طالما أن العمل سليم وعلي ما يرام ولا توجد سلبيات جسيمة مخالفة وأن التلاميذ يحضرون والحصص تؤدي علي أكمل وجه والمدرس يقوم بدوره بالفصل أري من وجهة نظري أنه لاتوجد خطة مدروسة ولا هدف للتعليم في مصر وأصبح ثوب التعليم المصري مهلهلا ولم يعد يتحمل الترقيع!
اما مصطفي الخولي فيقول "جميل ان يكون لدينا وزير بهذا النشاط وادعو الله ان يستمر ولكن هل المشكلة فقط في حضور المديرين والمدرسين الي المدرسه؟ حقا الانضباط مطلوب ولكننا لم نضع ايدينا بعد علي مشكلة التعليم. فالفصول المكدسة والمرتبات المتدنية للمدرسين هي السبب فيما نحن فيه فلا داعي لدفن رؤوسنا في التراب لو كان الوزير صادقا في اصلاح التعليم فليبدأ فورا في وضع خطوات الاصلاح والتي لابد ان تكون برفع الاجور ثم تخفيض عدد الطلبة بالفصول الامر ليس مستحيلا والحلول ممكنة.
اما سامي الفيومي فيقول "هل وصل الأمر أن يصبح وزير التعليم المخوفاتي لوكلاء الوزارة بمديريات التعليم ؟ هل الحل في إنقاذ التعليم هو الزيارات المفاجئة التي يرتعب منها المدرسون ؟ الحقيقة لا ، الحل هو كما قلته قبلاً ، الاهتمام بالمناهج ، تعيين أهل العلم وليس الثقة في المناصب الهامة ، هدم مراكز الدروس ، الغاء الكتب الخارجية تماماً لأنها مخالفة صريحة لقوانين التربس ، تجريم الدروس الخصوصية ، ربط الدرجات بالحضور للمدرسة توظيف البرامج التنموية للهيئات المانحة بطريقة عملية والاهتمام بالامتحانات ، كل هذا يحمي بلدنا من الانهيار التربوي وليست الزيارات المفاجئة فقط.
خطوات شجاعة
ولكن ماذا عن رأي الخبراء في زيارات وزير التربية وهل ستنجح في تحريك مياه التعليم الراكدة ؟
يقول الدكتور عبد المطلب عبد الحميد الاستاذ باكاديمية السادات للعلوم الادارية " اشيد بوزير التربية والتعليم علي قيامه بتلك الزيارات المفاجئة لان زيارات الوزراء كل في وزارته بشكل عام تكشف له سلبيات الجهاز الحكومي والتي نعاني منها بشدة في مصر خاصة مع شيوع الاهمال الشديد والتصرفات غير المسئولة التي تراكمت علي مدار سنوات طويلة وهو ما لمسه الوزير في المدارس الحكومية ولا يقتصر علي الاخيرة فقط بل توجد ايضا في المدارس الخاصة التي يجب ان تطالها يد الانضباط من جديد لذا فانا اؤيد الوزير في قراراته الحازمة لانه من الضروري تكوين سلوك ايجابي في المجال التعليمي لانه من الخطورة ان تكون مسئولا عن تخريج مخرجات تكون في كثير من الاحيان قد تربت علي سلوك خاطئ وسلبي مما ينعكس في النهاية علي تخريج طالب يفتقد للانضباط والاحترام.
واضاف الدكتور عبد المطلب: وزارة التربية والتعليم من اخطر الوزارات لانها تتعلق بتربية النشء وتعليمه من اجل ان يكون عنصرا فعالا في مجتمعه لذا يجب ان نربي فيه السلوك القويم ونغرس فيه قيم الالتزام والاداء المتميز لذا فلابد لمن يتولي هذا الملف الخطير ان يشعر من تحت ادارته بوجود رقابة صارمة عليهم تتضمن سياسة الثواب والعقاب من اجل القضاء علي السلبيات والعيوب التي استشرت في مدارسنا التي تحولت الي مرتع للفوضي والاهمال والتسيب لذا يجب الضرب بيد من حديد علي مواطن الخلل وهو الامر الذي يجب ان تتضافر جميع الجهود من اجل انجاحه وخاصة من الجهاز الاداري المساعد للوزير الذي يجب الاشادة بدوره وجهده المضاعف ودوره في القضاء علي السلبية واعادة الانضباط الغائب وسياسة الحزم مطلوبة وبشدة في المرحلة الراهنة من اجل اعادة التعليم الي سابق عصره وانقاذه من الانهيار.
ويؤكد الاستاذ باكاديمية السادات ان يد الوزير وحده لن تصفق بل لابد من التعاون من قبل جميع الادارات وخاصة مديري الادارات التعليمية وطريق الاصلاح يحتاج الي جهد شاق من اجل اعادة السلوك الايجابي والانضباطي وتحسين الاداء داخل العملية التعليمية ويجب العمل فورا علي القضاء علي مافيا الدروس الخصوصية وان تخضع المراكز التابعة للوزارة للرقابة والمتابعة من جانب المسئولين وانهاء عمل المخالف منها وفي الوقت الذي يتم فيه تطبيق مبدأ الحزم والعقاب يجب في الوقت نفسه تشجيع السلوك الايجابي والثواب بالدعم المادي والمعنوي واجراء مسابقات مستمرة لاختيار افضل مدرسة وافضل معلم وافضل مدير مدرسة وذلك من اجل خلق روح تنافسية بين المدارس ومنح الفائزين جوائز قيمة وشهادات التقدير وكلها عوامل تؤدي الي تفعيل ايجابيات زيارات الوزير.
ويطالب الدكتور عبد المطلب بوجود قاعدة بيانات تتضمن معلومات اساسية عن المدارس والمنظومة التعليمية بشكل عام توفر للوزير المعلومة الصحيحة والمسبقة قبل زيارته للمدرسة وتضمن له المتابعة الجيدة فيما بعد وعلي الوزير ان يوفر النواقص التي تحتاجها المدارس كي لا تكون هناك حجة او ذريعة لعدم الانجاز مع مواصلة خطواته نحو اجراءات جديدة لتصحيح المناهج الدراسية مع الاعتراف بوجود اخطاء وسلبيات يجب التعامل معها ومعالجتها كي تتكامل المنظومة التعليمية .
بدوره يطالب الدكتور محمد يوسف رئيس جامعة بني سويف بوجود تصور وورقة عمل محددة للعملية التعليمية والنموذج المأمول الذي ينبغي الوصول اليه من خلال تبني استراتيجية واضحة لها اهداف مخطط لها تحقيقها ومقارنتها بالنموذج الواقعي الموجود في مدارسنا ومن ثم يمكننا بعد ذلك تحديد الفجوة الموجودة والعمل علي سدها ومعالجتها وهي مهمة تقع علي عاتق المستشارين داخل الوزارة بالبحث عن الاسباب الحقيقية وراء تردي العملية التعليمية سواء تلك المسئول عنها اشخاص سواء المدرسون او المديرون او اسباب لا ارادية بوجود نقائص داخل المدرسة او يكون سببها الوزارة او المحافظة او نقص الدعم المادي .
ويضيف الدكتور محمد يوسف: يجب ان نعلم جيدا ان ما كشفه الوزير في زياراته ليس غريبا بل هو حقيقة معروفة منذ امد طويل وفي تلك الحالة المهم هو تشخيص الخطأ ومعرفة المسئول عنه ومعاقبته اما الحكم العام للاهمال او اصدار عقوبات بشكل عام فهو امر غير موضوعي خاصة ان التركة التعليمية ثقيلة للغاية ومسئولية وزراء كثيرين ولن يمكن اصلاحها بين ليلة وضحاها بل تحتاج الي جهد دؤوب وسياسة واضحة بعيدا عن الاهتمام الاعلامي المكثف الذي أعقب زيارة الوزير لان القضايا التعليمية لا تحتاج للمتاجرة او المزايدة بل تحتاج الي ارادة صادقة وحقيقية وخطة موضوعية تتضمن الواقع والمستهدف مع توفير جميع الامكانيات التي تضمن تحقيق الاهداف المرجوة فكيف نطالب بتطوير التعليم دون وجود موارد مادية.
ويشير رئيس جامعة بني سويف الي ان منصب الوزير سياسي في المقام الاول والمسئولية تقع علي فريق عمل الوزارة سواء الخبراء ووكلاء الوزارة كما توجد خطة واستراتيجة لتطوير التعليم في مصر حتي عام 0202 يجب العمل علي تنفيذها ومتابعة خطوات تطبيقها علي ارض الواقع والعمل علي حل السلبيات والعقبات التي تحول دون تنفيذها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.