في مصر 28 ألف مدرسة حكومية.. وما شهده الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم في مدرسة الخلفاء الراشدين الاعدادية بنين بحلوان ما هو سوي نموذج مصغر لما آل إليه معظم المدارس المصرية الحكومية.. فوضي.. استهتار.. غياب.. ومرافق متهالكة.. ولو طبق الوزير ما طبقه علي مدرسة الخلفاء الراشدين من قرارات علي غالبية المدارس سنصحو ذات يوم لنجد أن المدرسين في أسوان نقلوا إلي القاهرة ومن في الإسكندرية تحولوا إلي إدارة الجيزة التعليمية والمدرسون في الشرقية تم نقلهم إلي الفيوم.. فهل بعد كل ذلك سينصلح حال العملية التعليمية؟! أزعم أن الوزير نفسه يدرك جيداً أنه لكي يعود الانضباط إلي المدارس فهناك الكثير والكثير من الأمور التي تحتاج إلي تغيير وإعادة نظر حتي تعود المنظومة التعليمية إلي مسارها الصحيح «فالقضية ليست مجرد غياب ناظر أو مدرس أو تلميذ.. بل هي أكبر من ذلك بكثير.. كما أن الوزير لايمكنه القيام بزيارات مفاجئة لكل مدارس مصر فما الحل إذن؟! وزراء تعليم سابقون اخترعوا أجهزة داخل الوزارة تحت مسميات مختلفة.. جهاز للتفتيش.. أو جهاز للمتابعة مهمته القيام بزيارات يفترض أنها مفاجئة لعدد من المدارس في جميع أنحاء الجمهورية.. وبمجرد ما يتحرك أعضاء هذا الجهاز من القاهرة تكون الإدارة التعليمية علي علم بهذه الزيارة حتي ولو كانت في أسوان فتعلن الطوارئ في مدارسها لتصبح كل الأمور علي ما يرام.. وبمجرد ما يغادر أعضاء الجهاز تلك المحافظة تعود ريما إلي عادتها القديمة!! لقد وضع الدكتور أحمد زكي بدر بزيارته المفاجئة لمدارس حلوان يده علي الجرح.. ولكن تبقي المشكلة أن هذا الجرح ممتد من حلوان إلي أسوان.. وبالتالي لاينفع معه البتر بقدر ما ينفع العلاج.. وتلك هي المهمة الصعبة التي يجب علي الوزير القيام بها.. علاج المنظومة التعليمية.. والمدرس ما هو إلا ترس من تروس هذه المنظومة.. فهناك إدارة مدرسية.. وهناك تلاميذ وأولياء أمور فقدوا الثقة في مدارس الحكومة.. وهناك إدارات تعليمية لا تؤدي دورها علي الإطلاق.. وهناك إدارة مناهج تحتاج إلي فكر جديد.. وهناك ديوان عام الوزارة الذي يتابع ويراقب كل هذه الإدارات! أدرك أن المهمة الملقاة علي عاتق الوزير الجرئ أحمد زكي بدر صعبة لكنها ليست مستحيلة.. ولنعتبر ما فعله في مدرسة الخلفاء الراشدين بحلوان كمن يذبح القطة لعروسه في ليلة الدخلة أو علي أقصي تقدير في الصباحية!! كلام في الهوا: خبر يتكرر كل عام مع حلول شم النسيم «ضبط مئات الأطنان من الفسيخ والرنجة والأسماك المملحة الفاسدة وغير الصالحة للاستهلاك الآدمي».. تري كم عدد أطنان الأغذية الفاسدة التي يتناولها المواطن علي مدار العام.. هذا هو الخبر الذي لم ينشر بعد؟! الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بدأ نشاطه في مصر بزيارة المساجد.. ثم الكنائس.. ويبدو أن برنامجه سينتهي باللف علي موالد أولياء الله الصالحين.. وما أكثرها في مصر!!.. بالمناسبة تلك كانت نهاية السفير الأمريكي السابق ريتشارد دوني في القاهرة!!