استطاعت ريشته ان تعبر عما عجز لسانه عن قوله فهو فنان مرهف الحس استطاع ان يعبر عما يراه ويدور في مخيلته من خلال موهبته الربانية وان يكسر كل حواجز العجز.. انه الفنان الاصم علي نصر للوهلة الاولي انتابني شعور بالقلق من الحديث معه هل سأستطيع ان أفهم ما يدور بداخله.. وبمجرد الالتقاء به شعرت بارتياح فحالة المرح التي يضفيها علي المحيطين به تجعلك لا تشعر بعجزه فمن خلال حركات يديه وتعبيرات وجهه البشوش يستطيع ان يشرح لك ما عبرت عنه لوحاته اكتشف الفنان موهبته منذ نعومة أظافره عندما أصيب بالصمم في سن السابعة فقرر ان يجسد كل ما يشعر به ويدور بداخله في لوحاته وكانت المصادفة ان التقي فنان الاسكندرية سيف وانلي والذي التحق بمرسمه فترة من الزمن حتي انه في بعض لوحاته يظهر تأثره بأستاذه. ويعتبر الفنان علي نصر البالغ من العمر 74 عاما معرضه الذي يقام خلال هذه الفترة بمركز الاسكندرية للحرية والابداع ميلاداً جديداً لموهبته الفنية التي طالما عاني من تجاهلها فهو المعرض الاول الذي يحمل اسمه منفردا فلم يلتفت أحد لموهبته طوال حياته.. وبلغة الاشارة يحكي الفنان تجربته مع كوكب الشرق أم كلثوم عندما قام برسم بورتريه لها منذ اكثر من أربعين عاما وذهب الي القاهرة ليهديها لوحته ففوجئ بها تقول لخادمتها أعطيه 5 جنيهات.. الامر الذي أحزنه كثيرا لعدم تقديرها لموهبته ليعود الي الاسكندرية رافضا إعطاءها لوحته معتبرها إهانة له.. ولكن روح الفنانة جعلتها تعتذر له لعدم تقديرها موهبته للوهلة الاولي من خلال نظرة عابرة للوحة. وشارك الفنان في العديد من المعارض الجماعية والتي نال خلالها العديد من شهادات التقدير وآخرها شهادة تقدير من وزير الثقافة عماد أبو غازي ويشعر نصر بسعادة بالغة لأنه لاول مرة يقيم معرضا فنيا خاصا به وبالرغم من كبر سنه الا انه لديه طاقة كبيرة كامنة بداخله يستطيع ان يخرجها في لوحاته فتناول الفنان عبر مسيرته كل صور الحياة المحيطة به من خلال التنوع بين الطبيعة الصامتة ولوحات الصيادين والبحر والريف والحقول.. الفنان علي نصر يتمني ان يجد من يتبني موهبته ويمده بخامات الرسم والتي يعاني من ارتفاع تكلفتها لكي يستطيع ان يواصل مسيرة العطاء .