الأمر يتجاوز الخلافات المادية، أو البحث عن الأموال في تركة المسرحي الراحل ألفريد فرج، فما يحدث يهدد بالفعل تراث واحد من أهم الكتّاب المسرحيين في الثقافة العربية.والحكاية أن ألفريد فرج والذي أقام سنوات عمره الأخيرة في لندن، كان قد أوصي بكل ممتلكاته ومقتنياته لزوجته بعد وفاته »5002« وهو ما حدث بالفعل، لكن بوفاة الزوجة »9002« كانت المفاجأة، فقد أوصت بكل ما تملكه بما فيه »إرث الفريد فرج بالطبع« إلي كنيسة لندن!!والمشكلة لسيت في الممتلكات والحقوق المادية »لتأخذها كنيسة لندن أو غيرها« ولكن القضية الهامة هي الميراث الثقافي والفني لألفريد فرج ويضم مخطوطات النصوص المسرحية وتخطيطات مسرحيات غير مكتملة، وأرشيفا كاملا من الصور الشخصية والمسرحية للعروض التي قدمت علي المسارح المصرية والعربية، إلي جانب عدد غير قليل من الأوسمة والجوائز والبراءات، اضافة إلي مكتبة ضخمة تحتوي العديد من الرسائل الجامعية العربية والأجنبية حول مسرح ألفريد فرج. القضية أيضا أن وصية الفريد فرج الصريحة والمسجلة في »2/7/4991« تنص أن إرثه الفني والثقافي يؤول بعد وفاة زوجته إلي »أكاديمية الفنون المصرية« علي أن يخصص أرشيف مسرحي لمؤلفاته ليكون مرجعا للباحثين داخل مكتبة الاكاديمية، ويخصص 3 جوائز مالية »إذا سمحت حقوق المؤلف« لأوائل خريجي قسم التمثيل والنقد بمعهد الفنون المسرحية، وجوائز سنوية للأول من خريجي كل معهد من معاهد الأكاديمية. وللأسف لم تتحرك أكاديمية الفنون لتفعيل الوصية، ولم تتحرك وزارة الثقافة، بينما تحركت كنيسة لندن للمطالبة بتنفيذ وصية الزوجة.. وهو ما دفع أهل الفريد فرج للاستغاثة فلا أهمية بالتأكيد ان تحتفظ كنيسة لندن بأرشيف مسرحي عربي وأوسمته وجوائزه وصوره الشخصية والمسرحية.. إنه ميراث مصري عربي صميم.. ومن حقنا بالفعل المطالبة به والمحافظة عليه.