طرحت صفحة أدب في عدد الثلاثاء2010/3/9 قضية تراث الأدباء الذي يقوم أبناؤهم أو أفراد أسرهم بنشره بعد رحيلهم, وإنقاذه من الضياع. ولأن تراث الأدباء الذين يعدون ضمير الأمة ليس شأنا عائليا فقط, فإني أود أن أضيف الي الأسماء التي ذكرت في هذه الصفحة اسم الكاتب المسرحي ألفريد فرج(1929-2005) الذي قمت بعد رحيله بنشر بعض أعمال له لم يسعفه الزمن لأصدارها, منها كتاب ذكريات وراء القضبان الذي يتناول فيه في عشرة فصول تجربة الاعتقال التي تعرض لها من1959 الي1963 دون اتهام ودون محاكمة. ومع هذا استطاع في أسر الحبس أن يكتب درة أعماله المسرحية حلاق بغداد التي يدافع فيها عن العدل والحرية. وكان ذلك الكتاب الذي يعالج تجربة السجن قد نشر مسلسلا علي حلقات في بيروت في أواخر القرن الماضي, في احدي المجلات الأسبوعية محدودة التوزيع في مصر. كما اخترت مجموعة متنوعة من مقالاته المتفرقة في الدوريات الصحفية, يتحدث فيها عن نشأته في الاسكندرية وتعلقه بالمسرح ومغامراته الفنية التي تكشف عن منهجه وآرائه ومعاناته في عالم الكلمة, او- حسب عنوان الكتاب- في دنيا الكتابة. من هذه الكتب أيضا رسائل وأحاديث ألفريد فرج ويتألف من مجموعة الرسائل الخاصة التي تلقيتها منه, في مراحل المختلفة, والأحاديث الأدبية التي أجريتها معه بعد أن تبوأ مكانه في الحياة الثقافية, ولولا الخوف من الإطالة لأوردت مقتطفات من هذه الرسائل التي كتبها الي أسرته حين عقد العزم علي الزواج. وعلي الرغم من أن ألفريد فرج لم يعرف كمترجم, وليس له في الترجمة غير كتاب صور أدبية لمكسيم جوركي, الذي صدر في1957, فقد رأي المركز القومي للترجمة اعادة طبعه في سلسلة ميراث الترجمة ولايزال في تراث ألفريد فرج الموزع بين القاهرة ولندن الكثير من المخطوطات في المسرح والشعر والدراسات والترجمة, بحاجة الي من يرتبها ويحققها وينشرها. وهذا ما ستقوم به اكاديمية الفنون بناء علي الوصية التي كتبها ألفريد فرج في سنة1994, وتنص علي أن تشرف أكاديمية الفنون علي تراثه, وأن تئول اليها كل حقوقه.