صدمة كبيرة سيطرت علي الوسط السينمائي بسبب الايرادات الهزيلة التي حققها الفيلمان اللذان افتتحا سباق الصيف وكان يعلق عليهما الجميع الآمال في جذب الجمهور لدور العرض مرة اخري بعد شهور من المقاطعة خلال هذه المرحلة المضطربة التي تسببت في أزمة اقتصادية عنيفة للسينما المصرية. »الفاجومي« لعصام الشماع الفيلم الاول الذي طرح بدور العرض منذ اسبوع في اكثر من 06 نسخة واعتقد الجميع انه الانسب موضوعا لافتتاح هذا الموسم الشائك لانه الاقرب للمزاج العام والحالة الثورية التي يعيشها الناس حيث يروي السيرة الذاتية للشاعر احمد فؤاد نجم ورحلة كفاحه ونضاله مع رفيقه الشيخ إمام.. فاجأ الجميع بايرادات لم تصل الي 003 ألف جنيه خلال الاسبوع الماضي والاول له.. ففي افضل الايام الجمعة الماضية حقق 45 ألف جنيه تقريبا!! رغم ان الفيلم بطولة نجم له جماهيريته ويعيش مرحلة تألق فني وهو خالد الصاوي. أما الفيلم الثاني »صرخة نملة« لسامح عبدالعزيز والذي تبع الفاجومي بيومين فقط فلم يكن حظه افضل كثيرا.. فقد حقق في الثلاثة ايام الاولي لعرضه حوالي 002 ألف جنيه وهو رقم هزيل ايضا خاصة بعد الدعاية التي صحبته بعرضه في مهرجان »كان« في برنامج خاص لتكريم السينما والثورة المصرية غير أن موضوعه يتواءم ايضا مع الاحداث الجارية ويختتم احداثه بالثورة ونجمه عمرو عبدالجليل الذي حقق جماهيرية في فيلمه الاخير كل هذا اعطي صناعه مزيدا من الامل في النجاح الجماهيري لكن الامور اختلفت كثيرا.. ولم تتفق مع التوقعات المتشائمة اصلا وإن لم تصل بتشاؤمها لما يحدث الان.. وما يثير القلق ان الايام الاولي لاي فيلم هي المقياس والمؤشر لما ستكون عليه ايراداته فنادرا ما تتصاعد الارقام بعد الاسبوع الاول بل هبوطها هو الوارد والمتوقع كلما مرت الأيام! يقول المنتج والموزع محمد حسن رمزي: »لم نكن نتوقع ابدا هذه الايرادات لكنها الاحداث المتلاحقة التي تؤثر حتما في الاقبال الجماهيري علي دور العرض.. وقد صدمنا في الفاجومي صدمة كبيرة فلم تصل ايراداته الي ربع ما توقعناه.. فقد اعجبت بالفيلم جدا وتوقعت له ايرادات لا تقل عن 051 الف جنيه يوميا فاذا به يحقق في المتوسط 04 ألف جنيه يوميا وهو كارثة بكل المقاييس.. فقد تكلف انتاجه حوالي عشرة ملايين جنيه وهو ما يشير الي خسارة كبيرة يتكبدها المنتج الان«. وعن السبب في فشل الفيلم في تحقيق الايرادات المتوقعة يقول رمزي »يبدو ان الناس ملت مشاهدة الموضوعات السياسية الجادة ومظاهر النضال والمظاهرات وخلافه.. ولذلك ينسحب الكلام علي »صرخة نملة« الذي لم يحقق ايضا ايرادات جيدة فاحداثه ايضا تتواكب مع الحالة الثورية وما يحدث الآن.. والمفاجأة الحقيقية هي عدم نجاح الفيلمين في تحقيق ايرادات.. وليس امامنا الان إلا انتظار الفيلم الكوميدي »سامي اكسيد الكربون« لهاني رمزي والذي سيعرض بعد أيام ربما يكون حظه أفضل لاشتياق الجمهور للكوميديا والموضوعات الخفيفة.. وعلي نجاح هذا الفيلم سنحدد ان كنا سنعرض افلاما اخري مهمة في هذا الموسم ام ستنسحب الافلام مفضلة العرض في ظروف أفضل«. الأفلام الأمريكية كامل العدد! المفاجأة الحقيقية كانت في الافلام الامريكية المعروضة في مصر حاليا والتي يتزامن عرضها هنا مع عرضها العالمي الاول في امريكا ودول عديدة اخري.. فالاقبال الجماهيري عليها فاق التوقعات.. بعض الافلام رفعت لافتة كامل العدد في معظم الحفلات علي مدار اليوم.. علي رأسها طبعا »قراصنة الكاريبي 4« لروب مارشال بطولة النجم المدهش جوني ديب الذي استطاع انتزاع الضحكات من الجمهور المصري الذي تجاوب مع الفيلم بشدة لينفي ادعاءات صناع السينما المصرية بأن عزوف الجمهور عن مشاهدة الافلام المصرية يعود للمزاج العام للجمهور وليس لحال الافلام المصرية نفسها! »قراصنة الكاريبي« حقق الاسبوع الماضي في مصر ايرادات تجاوزت مليون جنيه وهو رقم كبير لفيلم يعرض في خمسة نسخ فقط وليس 06 أو 07 مثل الافلام المصرية! »هانج أوفر« الجزء الثاني الذي اعتلي قمة الايرادات الامريكية الاسبوع الماضي.. حقق ايضا ايرادات جيدة في مصر وتزامن مع عرض في امريكا.. ليصل الي 053 الف جنيه في الاسبوع وهو ايضا يعرض في خمس نسخ وينطبق نفس الكلام علي »x men«.. يقول الموزع السينمائي انطوان زند: لاشك ان السينما الامريكية تأثرت ايراداتها في مصر خاصة مع عدم وجود حفل منتصف الليل المفضل لدي قطاع كبير من الجمهور وذلك ادي الي انخفاض الايرادات بنسبة حوالي 3٪ عما كان متوقع لها لكن الايرادات بشكل عام مرضية خاصة اذا ما قورنت بالسينما المصرية وسر تفوق الافلام الامريكية يعود لجماهيريتها فما يعرض الان ينتمي لافلام الاجزاء وهي تستمد شعبيتها من نجاح اجزائها الاولي السابقة وارتباط الجمهور بمتابعتها أو افلام الثري دي والتي يفضلها الجمهور الان ايضا. المراهقون الورقة الرابحة! ما يحدث الان في المشهد السينمائي يؤكد ان المراهقين هم الورقة الرابحة التي تستحق الرهان عليها.. فهم العدد الاكبر بين جمهور السينما وكان ينبغي ان تؤخذ رغباتهم واهتماماتهم في الحسبان عند انتاج وعرض الافلام.. فهم الذين يعززون صدارة اي فيلم ولذلك كانت الصدارة للافلام الامريكية المتنوعة في موضوعاتها ونجومها في حين لم تلتفت الافلام المصرية للمراهقين بأي حال ولم تتناسب مع اهتماماتهم فكانت المنافسة محسومة لصالح السينما الامريكية التي اثبتت براءة الثورة من دم السينما المصرية!!