موسم سينمائي «مضروب».. هذا هو الشعار الذي رفعه منتجو الأفلام التي تم عرضها في دور العرض السينمائية بعد ثورة 25 يناير، فبالرغم من قرار عدد من المنتجين تحدي حالة الكساد والفوضي التي يمر بها البلد بطرح أقلامهم، جاءت إيرادات الأفلام مخيبة للآمال حيث حقق فيلم «صرخة نملة» في أسبوعه الأول 700 ألف جنيه رغم الدعاية الضخمة التي أقامتها الشركة المنتجة للفيلم خاصة بعد اختياره من ضمن الأفلام المشاركة في مهرجان كان في البرنامج الذي خصصه المهرجان لتحية ثورة 25 يناير، وهذا عكس ما توقعه صناع الفيلم الذي رأي أبطاله أنه لو تم عرضه في موسم آخر كان سيحقق المليون جنيه كل يوم عرض خاصة أنه لا ينافس أي فيلم لنجوم الشباك. الفيلم من بطولة عمرو عبدالجليل ورانيا يوسف ومن تأليف طارق عبدالجليل وإخراج سامح عبدالعزيز الذي قام بإقحام مشاهد الثورة «25 يناير» لينقل فيلمه لشريحة مختلفة عن الذي كان من المفترض أن يكون عليه قبل الثورة، وبالرغم من كل هذه المحاولات لم يحقق الفيلم الإيرادات المطلوبة مقارنة بآخر أفلام عمرو عبدالجليل «كلمني شكرًا» الذي حقق إيرادات كبيرة جدًا مما وضع عمرو في صف نجوم الشباك. والصدمة الكبيرة تعرض لها صناع فيلم «الفاجومي» الذي أوشك أن يكمل أسبوعه الأول في دور العرض السينمائية بعد أن تكبد المنتج حسين ماهر خسائر كبيرة حيث فشل الفيلم في تجميع 300 ألف جنيه وحقق بالضبط 298 ألف جنيه فقط وفقًا لما أكده المنتج محمد حسن رمزي المشرف علي إنتاج الفيلم والذي قال أنا مشفق علي صديقي المنتج حسين ماهر من هذه الصدمة لأنه سيتكبد خسائر فادحة بهذا الفيلم الذي أنفق عليه ميزانية كبيرة ولذلك توليت مهمة الإشراف علي الإنتاج معه كنوع من الدعم لموقفه الشجاع حيث قرر المغامرة بطرح الفيلم في هذه الظروف الصعبة أملاً في أن تدور عجلة الانتاج ولكن للأسف النتيجة جاءت محبطة تماما حيث توقعنا أنه في أسوأ الأحوال سيحقق الفيلم مليون جنيه خاصة أن الفيلم جيد جدًا ويعتبر بداية لعودة السينما الجادة علي عكس كثير من الأقلام التي كانت تقدم قبل الثورة ولكن للأسف الانفلات الأخلاقي الذي نعيشه حاليا قضي علي الأمل في عودة السينما ولن أقول انفلات أمني الآن الشرفاء في مصر كانوا قادرين علي حماية الأمن في كل الأزمات التي مررنا بها من قبل هذا الانفلات الاخلاقي لم تشهده مصر منذ أكثر من 9 آلاف عام منذ عصر مينا موحد القطرين. فلابد من عودة هيبة الدولة والتعامل بقسوة وحزم مع البلطجية لردع كل من تسول له نفسه إلحاق الضرر بأمن هذا البلد واقتصاده أما عن مصير فيلم سامي أكسيد الكربون الذي اعلنت الشركة المنتجة عن قرب عرضه في دور السينما قال للأسف بعد صدمتنا في «الفاجومي» فالأمل الوحيد أصبح متمثلاً في فيلم هاني رمزي لأن الرهان الوحيد أصبح علي الكوميدية للمساهمة في عودة روح الكوميديا لهم في هذه الظروف الصعبة ونأمل في أن يتحسن حال السينما خاصة أننا نحاول أن نتماسك بأي شكل ولكن لم نعد قادرين علي دفع رواتب وأجور العمال ويكفي أن بعض دور السينما وسط البلد لم تتخط إيراداتها اليومية ال 300 جنيه وهذا لن يغطي قيمة فاتورة الكهرباء . الفيلم الثالث هو «إيه يو سي» الذي يحتل رأس قائمة ايرادات أفلام موسم الصيف بعد الثورة حيث استطاع أن يحقق 2 مليون و700 ألف جنيه في اسبوع الخامس في دور العرض السينمائية وهو من إنتاج شركة «نيوسنيشري» ويعتبر أول فيلم تم عرضه..بعد ثورة 25 يناير واحتل النصيب الأكبر من المغامرة خاصة أنه فيلم شبابي لا يضم أي اسم من نجوم الشباك ويشارك في بطولته عمرو عابد وكريم قاسم ومحمد سلام ومنة عرفة وملك قورة ومن الكبار لطفي لبيب إخراج أكرم فريد وتأليف عمر جمال وهو من الشباب وتعمد في هذه التجربة مناقشة مشاكل التعليم في مصر بشكل مختلف من خلال مجموعة من الشباب الذين يواجهون صعوبات في التعليم وفي الحصول علي مجاميع جيدة وبعد كثير من المحاولات يفكرون في نظام تعليم جديد ويحاولون إنشاء جامعة خاصة وفقا لمفهومهم وهذا هو الفيلم الوحيد الذي حقق ايرادات معقولة وليست جيدة ولكن لا يمكن أن تطلق علي منتجه لقب «خاسر» خاصة أنه تعاون في هذه التجربة مع وجوه جديدة وتم طرح الفيلم في أيام الحظر الأولي ولكنه حقق ايرادات تفوقت علي ايرادات أفلام الكبار مقارنة بفيلم «الفاجومي» لخالد الصاوي و«صرخة نملة» لعمرو عبدالجليل ورانيا يوسف. الفيلم الرابع بعنوان «سفاري» من بطولة سليمان عيد ورامي أمير وحسام داغر. ويشارك كضيف شرف الفنان أحمد بدير وتدور الأحداث حول مدرس بالجامعة يجمع الطلاب ويسافرون في رحلة للفيوم ويتعرضون خلالها لعدد من المواقف الغريبة. ويتم اختطاف بعضهم مما يجعل كل طالب يعيد النظر في حياته ومواقفه ويسافر في رحلة داخل نفسه ليكتشف كثيرًا من الحقائق مع الجمهور وهو من اخراج مازن الجبلي وتأليف محمد سليمان..دوبالرغم من تخطي الفيلم للأسبوع الرابع في دور العرض السينمائية إلا أنه لم يستطع تحقيق ايرادات سوي 249 ألف جنيه ما وضع صناعه في مأزق كبير لأن هذه الايرادات لم تغط حتي تكلفة توزيعه وايجار دور العرض التي تقوم بعرضه وبالرغم من أن صناعه لم يتوقعوا ايرادات ضخمة إلا أنهم لم يتوقعوا كل هذه الخسائر خاصة أنهم ظنوا أنهم قاموا باختيار التوقيت المناسب لعرضه بعيدًا عن أفلام الكبار التي تلتهم الايرادات دائما.