عاجل - "تعالى شوف وصل كام".. مفاجأة بشأن سعر الريال السعودي أمام الجنيه اليوم في البنوك    اختفاء عضو مجلس نواب ليبي بعد اقتحام منزله في بنغازي    أنباء عن حادث على بعد 76 ميلا بحريا شمال غربي الحديدة باليمن    كاسترو يعلق على ضياع الفوز أمام الهلال    موعد انتهاء امتحانات الشهادة الإعدادية الترم الثاني محافظة الإسماعيلية 2024 وإعلان النتيجة    برلمانية عن حوادث شركات النقل الذكي: هناك خلل رقابي.. وسلامتنا خط أحمر    حكايات| «نعمت علوي».. مصرية أحبها «ريلكه» ورسمها «بيكمان»    خالد أبو بكر: لو طلع قرار "العدل الدولية" ضد إسرائيل مين هينفذه؟    رقص ماجد المصري وتامر حسني في زفاف ريم سامي | فيديو    طبيب حالات حرجة: لا مانع من التبرع بالأعضاء مثل القرنية والكلية وفصوص الكبد    فانتازي يلا كورة.. هل تستمر هدايا ديكلان رايس في الجولة الأخيرة؟    التشكيل المتوقع للأهلي أمام الترجي في نهائي أفريقيا    موعد مباراة الأهلي والترجي في نهائي دوري أبطال أفريقيا والقناة الناقلة    ننشر التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي قضاة مجلس الدولة    رابط مفعل.. خطوات التقديم لمسابقة ال18 ألف معلم الجديدة وآخر موعد للتسجيل    زيلينسكي: الهجوم على خاركيف يعد بمثابة الموجة الأولى من الهجوم الروسي واسع النطاق    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    حلاق الإسماعيلية: كاميرات المراقبة جابت لي حقي    تدخل لفض مشاجرة داخل «بلايستيشن».. مصرع طالب طعنًا ب«مطواه» في قنا    حماية المستهلك يشن حملات مكبرة على الأسواق والمحال التجارية والمخابز السياحية    ملف يلا كورة.. رحيل النني.. تذاكر إضافية لمباراة الترجي والأهلي.. وقائمة الزمالك    أحمد السقا يرقص مع ريم سامي في حفل زفافها (فيديو)    مفتي الجمهورية: يمكن دفع أموال الزكاة لمشروع حياة كريمة.. وبند الاستحقاق متوفر    الأول منذ 8 أعوام.. نهائي مصري في بطولة العالم للإسكواش لمنافسات السيدات    موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 في محافظة البحيرة.. بدء التصحيح    عيار 21 يعود لسابق عهده.. أسعار الذهب اليوم السبت 18 مايو بالصاغة بعد الارتفاع الكبير    سعر العنب والموز والفاكهة بالأسواق في مطلع الأسبوع السبت 18 مايو 2024    مصطفى الفقي يفتح النار على «تكوين»: «العناصر الموجودة ليس عليها إجماع» (فيديو)    عمرو أديب عن الزعيم: «مجاش ولا هيجي زي عادل إمام»    لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي البلاد    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    بعد عرض الصلح من عصام صاصا.. أزهري يوضح رأي الدين في «الدية» وقيمتها (فيديو)    هل مريضة الرفرفة الأذينية تستطيع الزواج؟ حسام موافي يجيب    مؤسس طب الحالات الحرجة: هجرة الأطباء للخارج أمر مقلق (فيديو)    تعرف على موعد اجازة عيد الاضحى المبارك 2024 وكم باقى على اول ايام العيد    نحو دوري أبطال أوروبا؟ فوت ميركاتو: موناكو وجالاتا سراي يستهدفان محمد عبد المنعم    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    خبير اقتصادي: إعادة هيكلة الاقتصاد في 2016 لضمان وصول الدعم لمستحقيه    ماسك يزيل اسم نطاق تويتر دوت كوم من ملفات تعريف تطبيق إكس ويحوله إلى إكس دوت كوم    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    حظك اليوم برج العقرب السبت 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    «اللي مفطرش عند الجحش ميبقاش وحش».. حكاية أقدم محل فول وطعمية في السيدة زينب    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    «الغرب وفلسطين والعالم».. مؤتمر دولي في إسطنبول    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    فيضانات تجتاح ولاية سارلاند الألمانية بعد هطول أمطار غزيرة    محكمة الاستئناف في تونس تقر حكمًا بسجن الغنوشي وصهره 3 سنوات    سعر اليورو اليوم مقابل الجنيه المصري في مختلف البنوك    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    انطلاق قوافل دعوية للواعظات بمساجد الإسماعيلية    حدث بالفن| طلاق جوري بكر وحفل زفاف ريم سامي وفنانة تتعرض للتحرش    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



»الأخبار« تحاور رجل الصناعة الدگتور عادل جزارين گشاهد عيان علي 4 عصور:
نظام »مبارك« احتضن الفساد واغتال حلم تصنيع سيارة مصرية


د. عادل جزارىن اثناء حديثه مع محررى الأخبار
عاطف عبيد ومختار خطاب خربا شركة النصر للسيارات وحرماني من دخول »وادي حوف«
خزينة أسرار ومعمل تجارب عاشها من خلال وجوده كشاهد عيان علي أربعة عصور.. فقد كرمه الملك فاروق وشق العمل العام في ميدان الصناعة لاكثر من 05 عاما وعاصر الرؤساء جمال عبدالناصر وأنور السادات ومحمد حسني مبارك.. انه الدكتور المهندس عادل جزارين رجل الصناعة.. كشف في حوار شامل مع »الأخبار« علاقته مع الرؤساء الثلاثة وآرائه في انظمتهم وتعاملهم مع الصناعة الوطنية.. وصف عبدالناصر بالوطنية والانتماء.. واعطي السادات حقه في عودة التماسك الوطني.. بعد انتصار اكتوبر بينما وصف الرئيس السابق مبارك بعصر الفساد الأكبر.. استعرض شريط وقائع الصناعة المصرية بدءا بشعار من »الابرة للصاروخ« ومرورا بسياسة »الانفتاح الاقتصادي« وانتهاء بالخصخصة التي خربت المصانع وشردت العمال وأهدرت أموال الشعب كما كشف سر اغتيال حلم المصريين في سيارة وطنية.
كنت شاهد عيان علي تطور الصناعة المصرية علي مدي اكثر من 05 عاما.. ما أهم المحطات في مسيرة الصناعة المصرية عبر العصور والأنظمة المختلفة؟
- عبدالناصر كان كزعيم مهتم ببناء صناعة وطنية واقتصاد قوي شاملا الزراعة والصناعة.. باختصار كان يريد أن »يوقف الاقتصاد المصري علي رجليه«.. هو الذي انشأ وزارة الصناعة عام 6591 وهو الذي استعان بالدكتور عزيز صدقي مهندس الصناعة الحديث في مصر بعد طلعت حرب.. وفي هذه الفترة كان هناك طموح كبير لانشاء صناعة قوية بدأت بمشروع السنوات الخمس الأولي للصناعة معتمده علي قرض من الاتحاد السوفيتي وانشاء عدد من المصانع الكبري ومعهد عال للتنمية وهو الذي تبني بعض المشروعات ومنها الحديد والصلب الذي انشأته الحكومة وطرحت جزءا من اسهمه للشعب وكان بضمان نسبة ربح مضمونه »01٪« ومن أجل هذا حدث إقبال كبير علي المشروع ثم تلاه مشروعه شركة »الخزف والصين« الذي طرح جزءا من اسهمه للشعب ومشروع »كيما« للاسمدة في اسوان لاستغلال كهرباء السد العالي وكان بنسبته 001٪ ملكا للدولة.
عزيز صدقي
ماذا كان دور الدكتور عزيز صدقي في هذه المرحلة المهمة؟
- الدكتور عزيز صدقي وقع العقد الأول لبدء الصناعة المصرية في مصر بقرض قيمته 001 مليون روبل ثم أعد خطة الخمس سنوات الأولي للصناعة والتي بنيت علي عدة مشروعات كما اسس مكتبا لمتابعة القرض السوفيتي وضمان توريد المعدات اللازمة لهذه المشروعات وكان برئاسة المرحوم ابراهيم شركس كما تأسست الهيئة العامة لتنفيذ برنامج الخمس سنوات الأولي من الصناعة وتولاها أمين حلمي كامل الذي توفي منذ شهر.. ودخل مع هذا البرنامج أول مشروع لصناعة السيارات في مصر وكانت بدايته لتصنيع سيارات النقل من اللواري والاوتوبيسات.
بداية الصناعة
هل لنا في بعض التفاصيل عن هذا المشروع المهم الذي كان بداية لحلم تصنيع سيارة مصرية؟
- هذا المشروع بدأته وزارة الحربية في ذلك الوقت لتغطية احتياجات الجيش وبعد انشاء وزارة الصناعة دخلت في المشروع لتغطية الاحتياجات المدنية وتأسست لجنة مشتركة من الحربية والصناعة وكنت أحد اعضائها وذلك في الفترة ما بين عامي 7591 و8591 وطرحت مناقصة عالمية للتنفيذ اشتركت فيها 5 شركات وبدأ المشروع عام 0691 وكان هدفه التصنيع الفعلي لنقل نسبة المكون المحلي الي 29٪ من الوحدة منها 74٪ داخل المصنع والباقي للصناعات المغذية.
هل كان هذا المشروع هو الوحيد في إطار القرض الروسي؟
- تأسست داخل القرض الروسي عدة شركات للمطروقات والمسبوكات والغزل والنسيج كما تضمنت الخطة الأولي للصناعة ايضا بعض المشروعات خارج القرض وكانت كلها ملكا للهيئة العامة لتنفيذ برنامج الخمس سنوات الأولي للصناعة.
إيديال وعبود
لم تذكر شيئا عن القطاع الخاص في هذه الفترة.. هل كان قد اختفي تماما؟
- أبدا في هذا الوقت كانت هناك صناعة قطاع خاص ناجحة جدا وعلي سبيل المثال شركة »ايديال« وشركات »عبود« واهمها مصنع اسمدة السويس بجانب صناعات نسجية كثيرة كان يمتلكها القطاع الخاص المصري وعدد من السوريين.. وظل القطاع الخاص المصري قويا حتي عام 1691 ويعمل جنبا الي جنب مع القطاع العام حتي حدثت الغلطة الكبري.
غلطة
ما هذه الغلطة.. ولماذا تعتبرها كبري؟
- في يوليو 1691 كان التأميم وتم تأميم كل شركات القطاع الخاص واعتقد ان ذلك غلطة كبري لأن القطاع الخاص كان »عايش كويس« واكن يؤدي دوره بنجاح ويجب ان يستمر وقد كانت فكرة التأميم من اساسها خاطئة.
وماذا حدث بعد ذلك؟
- بعد عام 1691 جاءت مشروعات الخطة الثانية للصناعة وكان من بينها مشروع سيارات الركوب ومشروع الجرارات الزراعية.. وعن مشروع سيارات الركوب فقد كان بالتعاون مع شركة »فيات« الايطالية بينما كان مشروع الجرارات الزراعية بالتعاون مع احدي الشركات اليوغوسلافية الكبري.
من الإبرة للصاروخ
كيف يمكن لنا توصيف التوجه الصناعي المصري في تلك الفترة؟
- كان طموح جمال عبدالناصر والذي شاركه فيه عزيز صدقي هو لتبني شعار »الاكتفاء الذاتي الصناعي« »من الابرة للصاروخ« وفي اعتقادي ان ذلك كان شعارا خاطئا لأنه لا توجد دولة في العالم يمكنها تصنيع كل شيء. كما ان عددا كبيرا من المشرعات في هذه الفترة لم تراع الأهمية الكافية لدراسات الجدوي الاقتصادية مثل مشروع مصنع سيارات الركوب والذي استهدف 21 الف سيارة وكان هذا غير ذي جدوي اقتصادية واتضح بعد ذلك انه غير اقتصادي.. وفي هذه الفترة كانت الجدوي الاقتصادية ليست مهمة بل كان هناك طموح زائد نحو الشعار الذي تبنته الدولة.. ايضا من اخطار هذه الفترة هو عدم اعطاء الأهمية الكافية للتصدير الصناعي فقد كان التوجه للاكتفاء الذاتي اكبر من التوجه للتصنيع من أجل التصدير.
القطاع العام
عاصرت بدايات انطلاقة القطاع العام.. ما تشخيصك لما آل إليه هذا القطاع المهم؟
- القطاع العام بدأ قويا في سنواته الأولي وكانت هناك جدية كاملة من الادارة والعمالة في شركات القطاع العام الصناعية وأدي هذا القطاع دوره تماما في الحروب التي دخلت فيها مصر وحقق الاكتفاء الذاتي بالفعل الي حد كبير.. وتأسست 8 مؤسسات عامة كل مؤسسة منها تملكت عددا من الشركات ثم تحولت الي هيئات ثم الي شركات قابضة في الوقت الحالي واستمر القطاع العام قويا الي ان ظهرت تدخلات من وزارات كثيرة في شئون هذا القطاع وكان ذلك في الفترة ما بين 6691 الي 7691 حيث بدأت الدولة تدخل البيروقراطية الحكومية في القطاع العام.
سلبيات الانفتاح
كيف حدث التحول لسياسة الانفتاح الاقتصادي.. ولماذا لم تنجح هذه المرحلة بالقدر المأمول؟
- أعلنت سياسة الانفتاح في عصر الرئيس السادات وبالتحديد 6791 ومرت بعدة مراحل متضاربة جدا.. المرحلة الأولي تم خلالها التصريح لشركات قطاع الأعمال بالتحول للقطاع الخاص من خلال الدخول في شركات مع مستثمرين عرب واجانب مثل مشروع »بوليدون« للبطاريات ولكن تراجعت الدولة عن هذا الاتجاه.. وفي اعتقادي ان هذا التوجه كان سليما جدا وسأضرب مثالا علي ذلك بعقد تقسيم شركة النصر للسيارات والتي كنت أرأسها إلي 4 شركات مشتركة الأولي للنقل اللوري والاوتوبيسات والثانية للجرارات الزراعية والثالثة لسيارات الركوب والرابعة للصناعات المغذية والخدمات.. في ذلك الوقت كان وزير الصناعة هو عيسي شاهين وطلب موافقة مجلس الوزراء برئاسة ممدوح سالم وصدرت الموافقة بشرط موافقة النقابة واتحاد العمال بالشركة.. ونجحت بعد مجهود كبير في اقناع العمال لتحويل الشركة الي قطاع مشترك وبدأنا بمشروع الجرارات مع شركة »ماسي فيرجسون« وهي من كبريات الشركات العالمية في انتاج الجرارات وكان المشروع يتضمن شرطا قبلته الحكومة في البداية وهو عدم اقدام الدولة علي انشاء مصنع مماثل خلال 5 سنوات وأري ان ذلك شرط مناسب ولكن فجأة توقف هذا المشروع والسبب هو اعلان الرئيس السادات بثقة ومعه المهندس عثمان أحمد عثمان وزير الاسكان في ذلك الوقت ورئيس شركة »روديس« الالمانية عن اقامة مشروع مماثل.. وهنا انسحبت شركة »ماسي فيرجسون« واغلقت ملف انشاء المشروع في مصر.
هل كان ذلك بداية لظهور سلبيات سياسة الانفتاح؟
- الانفتاح الاقتصادي لم يكن حقيقيا وحال استمراره وفق توجه المشروعات المشتركة لكانت قد نجحت شركات كثيرة مثل شركة »ايديال« التي انضم اليها مستثمرون مصريون وكذلك شركة المراجل البخارية التي انضمت لها احدي الشركات الكندية ونجحت في البداية. ولعل أبرز سلبيات الانفتاح هو دخول المصالح الشخصية مما أدي الي ايقاف هذا التوجه وشهدت هذه الفترة عزل بعض رؤساء الشركات وظهور الفساد الي حد ما.
الفساد الأكبر
ننتقل الي مرحلة الخصخصة التي يجري بشأنها محاكمات بعد الثورة المصرية الملهمة في 52 يناير.. ما هو تقييمكم لهذه الفترة؟
- الخصخصة نقلت الفساد المحدود الذي شهدته مرحلة الانفتاح الي فساد اكبر لا حدود له حيث عرضت الشركات في شبه مزاد لتباع بأعلي سعر بغض النظر عن خبرة المشتري أو ضمانة استمرار النشاط مما أدي الي تحول أراضي الشركات والمصناع الي عقارات.
ايضا من اكبر سلبيات الخصخصة هو نظام المعاش المبكر الذي يعد كارثة وطنية حيث تفاقمت البطالة وصرفت نفقات هائلة تقدر بالملايين علي هذا النظام وكان من الأجدي توجيه هذه الأموال الي استثمارات في الشركات فمنذ اعلان الخصخصة توقف ضخ الاستثمارات لشركات القطاع العام الصناعية واستمر ذلك علي مدار 81 عاما مما ادي تقادم المعدات بالمصانع خاصة المحلة الكبري وكفر الدوار والحديد والصلب وغيرها. ولم يستثن من ذلك سوي المحلة الكبري التي اخذت استثمارات »بالقطارة« لمواجهة ضغوط العمالة.. ولكن بشكل عام كانت الاستثمارات أقل من الاحتياج الفعلي للصناعة مما ادي الي انهيار اغلبية الشركات الصناعية بالقطاع العام وهذا الاتجاه استمر منذ اوائل الثمانينيات مع توجه الخصخصة وحتي الآن وكانت نتيجته انهيار شركات وخروج عمال كثيرين بالمعاش المبكر وارتفاع معدلات البطالة وتصفية عدد كبير من الشركات الصناعية مثل شركة النصر للسيارات التي كانت قلعة صناعية ضخمة تصدر لمعظم الدول العربية وفي مقدمتها العراق والكويت وسوريا وليبيا ووصلت نسبة التصنيع المحلي فيها 57٪ للاوتوبيس واللوري و54٪ لسيارات الركوب وتم فيها تصنيع المحرك 0051 سي سي وكل هذا توقف الآن وتحول الي خردة.
سيارة وطنية
الحديث يقودنا لعنوان كبير هو اغتيال حلم سيارة وطنية مصرية ما الحكاية والأسباب؟
- الدولة بعد إعلان الانفتاح دعت 61 شركة اجنبية لدخول مجال تصنيع سيارات الركوب في مصر من خلال مشروعات مشتركة مصرية واجنبية وتأسست في هذا السياق شركات مثل »مرسيدس وسامي سعد« و»هيونداي« و»جنرال موتورز« وغيرها وهذا ساهم في تفتيت السوق فالدولة اشترطت الوصول الي نسبة تصنيع محلي تصل الي 04٪ للحصول علي تخفيضات جمركية منها 61٪ نسبة تصنيع في التجميع والدهان وغيرها والمعروف عالميا ان التجميع ليس صناعة جدية وفوائدها محدودة مما ادي الي تفتيش السوق المصري المحدود والقي عبئا كبيرا علي الدولة لاستيراد قطع غيار سيارات من ماركات كثيرة ومتنوعة واصبح حلم وجود مصنع وطني لسيارات الركوب مستحيلا.
هل تري أن هذا الوضع سيستمر وأن حلمنا في تصنيع سيارة مصرية سيظل الي ما نهاية؟
- السوق المصري الآن يستوعب 051 الف سياراة ركوب سنويا وهذا يفوق باضعاف سيارات النقل وله نتائج خير جيدة وما نراه من مشاكل في المرور والطرق نتيجة حتمية لزيادة اعداد السيارات ولكن الآن يمكننا اعادة النظر في اجتذاب شركة اجنبية عالمية لاقامة مشروع عملاق لانتاج سيارة وطنية مصرية مثلما فعلت ماليزيا والمغرب وتركية وجنوب افريقيا وغيرها من الدول.
ذكريات وادي حوف
قضيت 42 عاما منها 61 عاما رئيسا لشركة النصر للسيارات.. ألم تفكر يوما في أن تأخذ سيارتك الشخصية وتذهب الي »وادي حوف« لتري ما آلت إليه القلعة الصناعية التي ساهمت في بنائها؟
- اصدقكم القول ان قلبي لم يطاوعني يوما لأذهب لهذا المكان منذ أن تركت رئاسة الشركة عام 2891 فقد كانت قلعة تحولت الي خرابة بسبب استعانتهم بخبرة اجنبية رغم ما تزخر به الشركة من كفاءات مصرية عالية والاجانب اقترحوا تقسيما خاطئا للشركة حيث تم تقسيمها الي 4 شركات وركزوا كل الديون في شركة النصر للسيارات مما ادي الي انهيارها وبيع معداتها بالقطاعي.. واعتقد ان حكومة الدكتور عاطف عبيد هي الاكثر اضرارا بشركة النصر لصناعة السيارات حيث كان مختار خطاب وزيرا لقطاع الأعمال العام حيث جابوا »عاليها واطيها«.
الآن ما رؤيتك لكيفية تطوير القطاع العام خاصة الصناعي؟
- يجب وقف الخصخصة نهائيا ودعم ما تبقي من شركات في حوزة القطاع العام وتشجيعها علي الدخول في مشروعات مشتركة مع الاستثمار المصري والعربي والأجنبي ولابد من استمرارها في النشاط فشركة الحديد والصلب علي سبيل المثال هي الوحيدة التي تنتج من العام حتي المنتج النهائي فقد تركوها حتي انهارت والآن تحتاج لاستثمارات كبيرة لاعادة هيكلتها.
السلطة مع المال
ما رأيكم وانتم جمعتم بين العمل العام والخاص فيما يطلق عليه تزاوج السلطة بالمال؟
- كنت من انصار ذلك في البداية وكنت متفائلا ولكن بشرط أن من يدخل الوزارة من رجال الأعمال يجب أن يبتعد تماما عن شركاته ومصالحه.. وكان مبدئي أن من نجح في ادارة استثماراته الخاصة وحقق الارباح حتما سينجح في تحقيق المصلحة العامة ولكن هذا لم يحدث تماما.. بل استغل بعضهم مراكزهم في تحقيق مصالح ومكاسب شخصية وللأصدقاء والأقارب.
عاصرت 4 عصور مرت علي مصر وشهدت ثورة مصر السلمية المبدعة في 52 يناير 1102.. من منطلق هذه الخبرة الطويلة لماذا انهار نظام »مبارك«؟
- نظام الرئيس السابق مبارك انهار بسبب الخلط بين السياسة والاقتصاد وتدخل السياسيين في القرارات الاقتصادية وصدور العديد من هذه القرارات لخدمة مصالح اشخاص بعينهم كذلك سيطرة الحزب الوطني علي جميع المشروعات الاقتصادية خاصة في مجال العقارات والتي شهدت اكبر عمليات فساد من خلال بيع الأراضي والمباني ومثال ذلك تدخل أحمد عز أمين التنظيم في الحزب الوطني المنحل في صناعة الحديد والصلب واحتكاره لها.. لقد سيطر الحزب الوطني علي مقاليد الاقتصاد واصبح مثل الأخطبوط الذي يدير كل شيء لصالحه.
نحو المستقبل
بعد الثورة.. ما رؤيتك لمستقبل مصر الاقتصادي؟
- لدي تفاؤل بمستقبل مصر الاقتصادي شريطة الاسراع باستقرار الأمن والأوضاع الاقتصادية والسياسية فبدون أمن واستقرار سندخل في مشاكل اقتصادية كبيرة فاعادة الأمن مطلب عاجل يجب العمل عليه باقصي سرعة وحسم.
قلت إنك متفائل.. ما الأسباب؟
- جميع دول العالم أو أغلبيتها اشادت بالثورة المصرية وابدت استعدادها لتقديم المساعدات لمعاونة مصر والمشاركة في الاستثمارات والبنية الاساسية وجميع الانشطة الاقتصادية بعد التأكد من أن العهد الجديد سيكون فيه انفتاح بدون فساد مع توقع ان تلعب مصر دورا محوريا في المنطقة.. وكل هذا عامل جذب كبير لدول كثيرة لتصبح مصر بحكم وضعها الجغرافي منطقة تصدير لكل افريقيا والدول العربية خاصة مع التوجه الجديد واستعادة دور مصر العربي والافريقي.
وهناك فرص كثيرة لاستثمار قناة السويس من خلال انشاء مشروعات للنقل البحري في ظل هذا المستقبل المتفائل ومن المهم كذلك ايجاد علاقات جديدة بين اصحاب الأعمال والعاملين من خلال ثقة متبادلة وهدف واحد لصالح الطرفين.
هل تعتقد أن قوانين العمل في مصر تحتاج الي تغيير؟
- نعم.. الي حد ما فالحد الأدني للأجور اصبح لا يواكب الواقع ولابد من حوار بين اصحاب الأعمال والعمال وهذا ليس جديدا فقد اجرينا حوارا بالفعل عام 0991 بين اصحاب العمال والأعمال ووصلنا لورقة عمل ناجحة جدا ولكنها لم تطبق.. لماذا لم تطبق؟ لانه »اذا كان رب الدار بالفساد ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الفساد«.
نظام مبارك
هل يمكن أن تحدد لنا أبرز مظاهر الفساد في عصر مبارك؟
- كانت العمولات التي اتضح انها كانت سمة كل المشروعات في البنية التحتية وغيرها بابا واسعا للفساد ولاهدار أراضي الدولة باسعار منخفضة بعيدة عن الواقع مقابل مصالح ايضا كان هناك خطأ كبير تمثل في التغيير المستمر للقوانين لصالح جهات معينة مما لم يتح للاقتصاد الاستقرار اللازم لجذب الاستثمارات.. كذلك الفساد الذي حدث في برامج الخصخصة وابرزه بيع شركات استراتيجية مثل شركات الاسمنت رغم انها كانت تحقق ارباحا وتنتج سلعا مهمة للبلاد بصرف النظر عن بيعها بأي سعر أو ما الربح منها.. ايضا كانت شركات الكابلات تحقق ربحا ولكن تم بيعها.. الصناعات الاستراتيجية يجب ألا تباع مثل الاسمنت والحديد وما حدث في حديد الدخيلة.. مأساة حيث استولي عليها أحمد عز مما مكنه من احتكار هذه الصناعة المهمة.
3 عصور
في كلمات قليلة بماذا تصف عصر كل من: جمال عبدالناصر .. محمد أنور السادات.. محمد حسني مبارك؟
- عبدالناصر: وطنية متدفقة وانتماء للوطن وكان عصره متميزا ويحبه الشعب رغم نكسة عام 7691. أما عصر السادات فيمكن وصفه بعصر التماسك الوطني بعد انتصار عام 3791 كذلك الأمل في احداث تطور سريع وعصر تدفق الآمال والتطلعات.. أما عصر مبارك فتميز وللأسف الشديد بتركيز السلطة وازدياد التدخلات الحكومية في كل شيء.
حكايتي مع مبارك
بحكم توليك رئاسة اتحاد الصناعات المصرية لمدة 3 سنوات وجمعية رجال الأعمال المصريين 3 سنوات اخري تعاملت مع الرئيس السابق مبارك.. ما انطباعاتك الشخصية عنه؟
- قابلت الرئيس السابق مرتين وخرجت منهما بأنه شخصية عنيدة يتمسك برأيه جدا ولايرحب بالرأي الآخر.. وكانت المقابلة الأولي بمناسبة زيارة احدي الشركات الاجنبية الكبري التي تعرض مشروعا مماثلا تماما للنصر للسيارات.. واللقاء الذي كان خلال ترأسه لمجلس ادارة الهيئة العامة للاستثمار وكنت عضوا بمجلس الادارة ممثلا لاتحاد الصناعات المصرية.. وبشكل عام لاحظت انه لا يوجد ولا حتي رئيس وزراء يستطيع معارضة مبارك فقد كان يستمع ولكن في النهاية القرار قراره ولا رئيس للوزراء.
ألم يحدث نقاش بينكما خلال هذه اللقاءات؟
- نعم حدث نقاش خلال مجلس ادارة هيئة الاستثمار برئاسته حيث تم عرض مشروع كان يساهم فيه نجل احد وزراء التموين في مصر في ذلك الوقت بالتعاون مع مستثمر سويسري.. والمشروع كان ممتاز امن الناحية الاقتصادية ويتوقع ان يدر عائدات جيدة ولكن عيبه الوحيد هو ضآلة حصة الشريك المصري »3٪« مقابل 79٪ وانه من الواجب بل الضروري زيادة حصة مصر في المشروع ولكنه قطع الشك باليقين ووافق علي المشروع وقال لي: انت توقف »المراكب السايرة«.
أنا والوزارة
هل ندمت أنك رغم هذه السنوات الطويلة في العمل العام لم تحظ بالوصول للمنصب الوزاري؟
- حكايتي مع الوزارة حكاية طريفة.. وتعود الي فترة تولي الرئيس السابق مبارك منصب نائب رئيس الجمهورية فقد حدث ان خفض الدكتور فؤاد محيي الدين الرواتب لرؤساء الشركات وفي احد اللقاءات سألني نائب الرئيس كم راتبك؟
فقلت له ثلاثة آلاف جنيه سنوات فقد كانت رواتب رؤساء الشركات قبل التخفيض تصل الي أربعة آلاف جنيه.. منها الفا جنيه اساسي والفا جنيه اخري بدل تمثيل.. وتابعت اثناء حديثي للنائب مبارك بأن الراتب الذي اتقاضاه سنويا يتقاضاه أي موظف في شركة قطاع خاص في الشهر الواحد.. فغضب النائب وقال لي: الراتب الذي تأخذه كويس وانتهي النقاش عند هذا الحد ولكنه في الواقع لم ينته في ذهن النائب فقد تذكرها لي عندما أصبح رئيسا للجمهورية.
عندما شكل ممدوح سالم رئيس الوزراء في ذلك الوقت حكومته رشحني وزيرا للصناعة وكنت اعرفه جيدا منذ ان كان محافظا للاسكندرية.. حينها أبلغني الدكتور أشرف غربال وكان سفيرا لمصر في الولايات المتحدة الامريكية بهذا الترشيح وكان صديقا لي ايضا.. انتظرت طوال ذلك اليوم ولم يتصل بي أحد وفوجئت في اليوم التالي بتعيين المهندس فؤاد أبو زغله وزيرا للصناعة بعد ذلك علمت من مصدر موثوق أن الرئيس مبارك شطب اسمي من قائمة الوزراء قائلا: ان جزارين لا تعجبه رواتب الحكومة.
هل ندمت أو حزنت في يوم ما عن عدم توليك المنصب الوزاري؟
- اطلاقا لم أتأثر ولماذا أحزن فانا الآن أشهر كرجل صناعة من وزراء كثيرين تولوا منصب وزير الصناعة ولا يعرفهم أحد.. وأري ذلك واضحا في وجوه الكثيرين عندما يقابلونني في أية مناسبة.. ثم أن الأمر بسيط فماذا ستعطيني الوزارة؟.. الوزارة ليس فيها سوي امارة من الرئيس وانتقاد حاد من الصحافة ثم الطرد في النهاية.
الرئيس القادم
ما رؤيتك لرئيس مصر القادم؟
- أريد أن يكون رئيس مصر القادم صاحب رؤية ووطنية وهدفه الاساسي تمويل مصر الي دولة متقدمة عالميا وأن يكون ولاؤه لمصر فقط ونظيف اليد ويتمتع بالخبرة والسن هنا ليس العامل الفاصل ولكن يحبز ان يتراوح عمره بين 05 و56 عاما.
وسام الاستحقاق
طوال مشوارك حصلت علي مجموعة من الاوسمة.. ما الوسام الذي تعتز به؟
- حصلت علي وسام التجارة والصناعة من الرئيس جمال عبدالناصر ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولي من الرئيس السادات وشهادة تقدير من الرئيس السابق مبارك كما حصلت علي أعلي وسام ايطالي وهو »جراند أوفيسيال« وكذلك وسامين من رئيس بولندا ورئيس رومانيا ولكن للوسام الذي اعتز به هو وسام الاستحقاق من الطبقة الأولي الذي أهداه لي الرئيس الراحل السادات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.