قال روكا الحرامي للملك رمسيس الثاني: بتاع الدخل المحدود زوِّدها يا عم رمسيس . داير يلسِّن ع الحكومة ويقول حرمتنا من اللحمة . بسلامته زعلان عشان كيلو الكندوز البلدي بقي بستين جنيه . طب وهو ماله باللحمة سيادتك؟ ده مرتبه يا دوبك يكفيه هو وعياله عيش حاف . واللي يشوفه بيحزق من جنابه يقول انه يعرف شكل اللحمة ، وانه كان بياكلها لما كانت بأربعين جنيه . قال الشيخ : خدوهم بالصوت ! قال روكا: بتاع المحدود فشار . عمره ما يقدر يمشي في الشارع اللي فيه جزار . الجزار أول ما يشم ريحته من بعيد يبعت صبيانه يهشوه بالمقشة عشان اللحمة ما تتنظرش . أصله بيقف قدام الدبيحة ويبحلق فيها بعينه اللي تندب فيها رصاصة .. ويفضل يبص ويعيط ويهلفط بكلام مالهوش معني . تقولش مجنون سيادتك . قال الملك : الحكومة هي السبب لأنها غير قادرة علي ضبط الأسواق . قال روكا: ما تظلمهاش يا عم رمسيس. الحكومة الود ودها كيلو اللحمة يبقي باتنين جنيه . بس التجار مفتريين سيادتك . بيلعبوا بيها عشان طيبة ومالهاش في الشَكَل. وبييجوا ع المواطن عشان مالهوش ضهر. بس الحكومة مش ساكته . بتدعي ع التاجر وتقول ربنا يجازيه . وبتدعي ع الجزار وتقول ربنا يهده ويحرق دكانه. وكده كتر خيرها قوي سيادتك . أصل ما عادش فيها صحة للمناهدة . قال الشيخ : ولا لغيرها ! قال روكا : لكن لما سعر اللحمة ضرب في العليوي ، صُعُب عليها بتاع المحدود وقالت مش معقول الراجل الطيب ده يتحرم من اللحمة هو والمساخيط ولاده . وقعدت تفكر لحد ما وصلت للحل. ح تدبح عجل وتسلخه وتحطه جوه متحف والفرجة للي عاوز . عشان المحدود وولاده والأجيال الجديدة يعرفوا اللحمة ويشوفوها بعينهم ويحسسوا عليها باليمين شوية وبالشمال شوية . واللي عاوز يشم أهلا بيه . يشم لحد ما يشبع ويتكرع. بس من غير ما يدفس مناخيره في الفخدة . ولما الأيام تلف لفتها، وابن المحدود يكبر ويتجوز ويخلف عيال وكيلو اللحمة يوصل خمس تلاف جنيه ، ح يقدر يرفع راسه قدامهم ويقول بالفم المليان : أنا شفت اللحمة. وطبعا العيال مش ح يصدقوه . وساعتها يسحب صورته في المتحف من تحت المرتبة ويحطها في حبابي عينيهم . قال الشيخ : من حقه ! قال روكا : تذاكر دخول المتحف مدعومة سيادتك عشان ماحدش يبقي محروم . التذكرة ح تكلف الحكومة 05 جنيه ورق وحبر وطباعة وهالك وعمولات ومكافآت للجان اللي سهرت ليالي عشان تصمم شكل التذكرة وتنمرها . الحكومة تدفع من جيبها 04 جنيه دعم لكل تذكرة ، وبتاع المحدود يدفع حاجة رمزية . عشرة جنيه سيادتك مافيش غيرها . والعيل اللي أقل من سنة عليه نص تذكرة بتسعة جنيه وخمسة وسبعين قرش . العيلة كلها ح تشوف اللحمة والكبد والكلاوي والمخ عيني عينك من ورا الإزاز وبتراب الفلوس . وكده تبقي الحكومة عملت اللي عليها سيادتك وضربت التجار في مشتل . قال الشيخ : قصدك في مقتل يا معلم !