خلال الأيام القلائل الماضية، طفت علي سطح الأحداث، ثلاثة نماذج لشخصيات مصرية شابة ورائعة، كلها من نبت هذا الوطن ومن ثراه. المعطاء بالخير دائما والفياض بالحب والنماء أبدا، والذي كان منذ فجر التاريخ معلما للإنسانية وهاديا للبشر وموئلا للحضارة. ولكل من الثلاثة قصة كفاح وتحد وفعل عظيم يستوقفنا جميعا بالاعجاب والتقدير ويدعونا للاحترام والاكبار بما فعلوه، لما له من دلالة وما يشير اليه من معني أول السطر والثلاثة يراهم البعض ظاهرة استثنائية، ويعتبرهم طفرة غير مألوفة في السلوك وغير قابلة للتكرار،..، بينما اراهم غير ذلك رغم إدراكي لعظم ما فعلوه واعجابي وتقديري الكبيرين لما انجزوه، انطلاقا من اقتناعي الكامل بأن ما قاموا به رغم ضخامته وعظمه، إلا أنه يعبر في جوهره ومضمونه عن حقيقة هذا الشعب، ومعدنه الأصيل وقيمه الرائعة وروحه المتوهجة بالخير والسلام وحب البشر. أول هؤلاء، هو ذلك الشاب المحارب في جيشنا العظيم، جنديا كان أو ضابطا الذي كان يتولي قيادة الدبابة التي احبط بها العملية الإرهابية، التي كانت تستهدف احد كمائن القوات المسلحة جنوبالعريش،..، وتمكن بما قام به من عمل بطولي بالغ الشجاعة، من انقاذ عدد كبير من المدنيين والعسكريين. والثاني هو الشاب الرائع ياسين الزغبي الذي تحمل بصبر جميل ما ألمَّ به من مصاب جلل، وتحدي كل الصعاب، وأصر واستطاع قهر كل دعاوي الاحباط، حتي أصبح ايقونة للأمل والاصرار ومبعثا للبهجة والتوهج، واحتل مكانة كبيرة من الحب والاحترام في نفوسنا جميعا. أما ثالث النماذج، فهي ابنتنا الغالية الشابة الصغيرة مريم، التي استولت علي قلوبنا وحبنا واحترامنا جميعا، بجهدها وكفاحها وعقلها الواعي والناضج، وما تملكه من نفس رقيقة بالغة الصفاء، وقدرة فائقة علي تبيان طريق الصواب والسير فيه لتحقيق ما تصبوا إليه بإرادة صلبة لاتلين، ونفس راضية بكل ما حباها به الله من نعم وما احاطتها به عائلتها البسيطة من حب ورعاية. هذه النماذج الثلاثة هي نماذج مصرية خالصة تبعث علي الأمل في الغد الافضل بإذن الله، لأنها تعبر في حقيقتها عن قبس النور الكامن في نفوس المصريين جميعا، الذي قد يصعب علي البعض رؤيته بوضوح لكونه مطمورا وغير ظاهر في احيان.. ولكنه موجود في داخلنا دائما.