من منا لم يتأثر بفاتن حمامة؟ من منا لم يسع إلي مشاهدتها؟ من منا لم يحك للثاني عنها، من منا لم يجد نفسه في موقف مثلته فاتن حمامة؟ سواء رجلا كان او امرأة؟ انا شخصيا كصحفية كنت دائما اطلب فاتن حمامة كلما اردت ان اقدم «خبطة صحفية» ولا انسي في شهر رمضان منذ عشرة اعوام تقريبا حيث كنت احرص علي تقديم برنامج يومي قبل الافطار مباشرة وبعد المدفع في الوقت الذي نطلق عليه الوقت الساحق اعلاميا. فكرت ان اقدم حديثاً قصيراً جدا يوميا مع فاتن حمامة.. ووافقت الغالية العظيمة وبدأنا التسجيل وكلما سجلت مجموعة قدمتها لتذاع.. ولاقت الحلقات نجاحا واخذت بمسامع الناس حتي انه وصلتني مكالمات من خارج الحدود اعجابا بالحوار، وكان الحوار يتناول كثيرا من نواحي الحياة.. ليست حياة فاتن فقط وافلامها ولكن الحياة ومعطياتها بشكل عام ومررت علي كل حياتها تقريبا بداية بعبدالوهاب في اول افلامها وهي طفلة وصولا لافواه وارانب مرورا برائعة الراحلة العظيمة حسن شاه اريد حلا وكانت العظيمة في كل حواراتها وكل عطائها شديدة الصدق عميقة الانسانية. وكانت الحلقات تسجل كل خمس حلقات ثم تذاع حتي وصلنا إلي الحلقة السابعة والعشرين وفجأة قالت لي فاتن برقتها وذكائها. - نعم.. انا تعبت مش قادرة اكمل! قلت لها - كده.. كده يا فاتن بتضربيني تحت الحزام. قالت - لا حزام ولا فستان والله ما انا قادرة. وخرجت من المأزق الذي أرقني ليومين بفكرة سريعة فسجلت ثلاثة احاديث مع ثلاثة مخرجين اخرجوا لفاتن حمامة وخرجت ايضا من المأزق بتسجيلي هذه الأحاديث الجميلة. والان انتهي الحوار مع فاتن حمامة ويبدأ الحوار عن فاتن حمامة. وحاورت المخرجين الثلاثة الذين اخرجوا لها وكانت فعلا الطريقة الوحيدة التي اخرجتني من المأزق الذي وضعتني فيه سيدة الشاشة فاتن حمامة وبالعكس فقد اكتسب الحوار ثقلا جديدا بآراء المخرجين فيها وفي سردهم لمواقف دقيقة في تلك الأفلام وطلبتني فاتن وهي تقول: - يا بنت الايه؟ طلعت انصح مني .. والله انا استمتعت بآراء المخرجين العظام الذين تكلموا عني .. والله حوارهم طلع احسن من حواري. وهذه هي فاتن حمامة ليس الفن امرأة فقط ولكن الذكاء امرأة أيضاً.. انها فاتن واحدة ولن تتكرر ولكن لان مصر ولادة فسوف نجد هناك اكثر من فاتن حمامة لان هذا البلد العبقري لا يفرغ قلبه من العباقرة.. حماك الله يا مصر وابقاك معطاءة دائماً باروع النماذج من البشر الذين يثرون حياتنا بما يقدمون من ابداع.