على خطى جيرانها، السنغال تشهر الكارت الأحمر في وجه الجيش الفرنسي    جيش الاحتلال: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان وانفجار أخرى في الجليل الغربي    برشلونة يحسم موقفه من رحيل أراوخو إلى بايرن ميونخ    طقس اليوم: موجة حارة.. وعظمى القاهرة 35 درجة    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لطلاب الشهادة الإعدادية بالجيزة.. غدا    الاغتسال والتطيب الأبرز.. ما هي سنن يوم «الجمعة»؟    الدولار يواصل السقوط ويتجه لتسجيل انخفاض أسبوعي وسط مؤشرات على تباطؤ في أمريكا    ارتفاع سعر الذهب اليوم في الأسواق    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 17 مايو 2024    شقيق ضحية عصام صاصا:"عايز حق أخويا"    حدث ليلا.. أمريكا تتخلى عن إسرائيل وتل أبيب في رعب بسبب مصر وولايات أمريكية مٌعرضة للغرق.. عاجل    «الأرصاد» تكشف طقس الأيام المقبلة.. موجة حارة وارتفاع درجات الحرارة    الإثنين.. المركز القومي للسينما يقيم فعاليات نادي سينما المرأة    باسم سمرة يروج لفيلمه الجديد «اللعب مع العيال»: «انتظروني في عيد الاضحى»    استئناف الرحلات والأنشطة البحرية والغطس في الغردقة بعد تحسن الأحوال الجوية    دعاء تسهيل الامتحان.. «اللهم أجعل الصعب سهلا وافتح علينا فتوح العارفين»    موعد مباراة ضمك والفيحاء في الدوري السعودي    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    «قضايا اغتصاب واعتداء».. بسمة وهبة تفضح «أوبر» بالصوت والصورة (فيديو)    بسبب زيادة حوادث الطرق.. الأبرياء يدفعون ثمن جرائم جنون السرعة    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    كندا تفرض عقوبات على مستوطنين إسرائيليين بسبب انتهاكات    وزير الدفاع الأمريكي يؤكد ضرورة حماية المدنيين قبل أي عملية عسكرية في رفح الفلسطينية    النمسا تتوعد بمكافحة الفساد ومنع إساءة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي    سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الجمعة 17 مايو 2024    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    لبلبة: عادل إمام أحلى إنسان في حياتي (فيديو)    وقوع زلازل عنيفة بدءا من اليوم: تستمر حتى 23 مايو    بركات: الأهلي أفضل فنيا من الترجي.. والخطيب أسطورة    أضرار السكريات،على الأطفال    شبانة يهاجم اتحاد الكرة: «بيستغفلنا وعايز يدي الدوري ل بيراميدز»    الذكاء الاصطناعى.. ثورة تكنولوجية في أيدى المجرمين الجدد    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    سيد عبد الحفيظ ل أحمد سليمان: عايزين زيزو وفتوح في الأهلي (فيديو)    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
نشر في الأخبار يوم 04 - 04 - 2017

يجب التعامل مع ظاهرة التحرش باعتبارها سلوكا متطرفا يضاهي تكفير المجتمع فكلا النوعين من البشر يتجرأ علي نظام المجتمع ويسعي إلي تخريبه.
لاتقف متاعب حالة الغلاء التي تجتاح الاقتصاد المصري عند حرمان بعض طبقات الشعب من الحصول علي الاحتياجات الاساسية لها، وانما تتمدد خلف ذلك لتتماشي مع قضية الانتماء الوطني الذي يترتب عليه اخلاص الناس في العمل.. ذلك ما يفسر حالة الركود واللامبالاة، بل نزعة التدمير احيانا التي تستهدف النيل من قيمة الانتاج واهميته للخروج من هذا المأزق الاقتصادي، وقديما قيل في علوم الاقتصاد السياسي ان هناك حداً أدني لأجر العامل وهو الأجر الذي يكفي العامل لاعادة إنتاج قوة عمله، ومع الغلاء المفاجئ الذي ضرب الاسواق والناتج عن تعويم الجنيه، واطلاق يد التجار في العبث في الاسواق دون رقابة حقيقية، كل ذلك اطاح بشرائح اجتماعية واخرجها من دائرة الاستهلاك الضروري لانتاج قوة العمل فأوقعها في دائرة سوء التغذية الذي يؤدي بدوره إلي ضعف الانتاج وضعف الانتماء وضعف الحرص علي المصلحة الوطنية.
علي الجانب الآخر سوف نجد بعض الشرائح الاجتماعية التي سوف تحاول تعظيم دخولها عن طريق مخالفة القانون أو السير في طريق الإجرام والذي يبدأ بقبول الرشاوي واستغلال الوظيفة الحكومية وهو ما يفسر كثرة القبض علي المرتشين هذه الايام، بينما الاقسام التي لاتجد وظيفة حكومية لتشغيلها سوف تلوذ بالبلطجة وهو ما ذاع وشاع في شوارع المحروسة هذه الايام، فلايوجد متر في شارع من شوارع المحروسة تستطيع أن تركن فيه سيارتك دون أن يظهر لك شحط طويل عريض يطالبك بأجر الوقوف في الشارع وليس من المجدي ولا من حسن السياسة والفطن ان تشتبك مع كل بلطجي في الشارع اذا اردت ركن سيارتك، لأنك قد تتعرض لعدوان فاجر لقد اصبح الشارع ملكا لهؤلاء البلطجية ودع عنك ما يسمي بالكافيهات التي تحتل نواصي الشوارع وتستأجر من البلطجية مايحفظون لها هذا الحق!
في مشهد تراجع فيه سلطة الدولة لكي تحتله سلطات المخالفين والخارجين علي القانون ولمن لا يعلم فقد حصلت القاهرة في الاربعينيات من القرن الماضي علي لقب أجمل مدينة في العالم، وهنا نحن نشهدها وقد زادت قبحا علي قبح، فهل من عزيمة حكومية لضبط الاوضاع في الشارع المصري لكي نعيد للمدينة حدها الادني الضروري لامكانية الحياة فيها، فاذا ما عدنا إلي موضوعنا الاصلي لوجدنا ان الآثار المترتبة علي الغلاء سوف تكلفنا اكثر من الفوائد التي عادت علينا من تعويم الجنيه. وبهذه المناسبة ادعو الله ان يعيد الاعتبار إلي الجنيه المصري الذي فاقت آثار تعويمه ما كان متوقعا حتي ان البنك الدولي اندهش نفسه من حجم الآثار التي ترتبت علي هذا التعويم فما بالك لو ادرك البنك الدولي ان هذا التعويم وما ترتب عليه من غلاء في الاسعار هو سبب مباشر لزيادة الرشاوي بين موظفي الحكومة بشكل يؤثر علي هيبة الدولة، كما أدي إلي زيادة البلطجة والخروج علي القانون. بشكل بات يهدد كرامة المواطن نفسه ولايسعنا في هذا المقام إلا أن نستشهد بقول الشاعر ياسرقطامش
يافؤادي لاتسل أين الجنيه.. إنه مات فقط عيط عليه
اسقني واشرب علي اطلاله.. قهوة من أدمع النسكافيه!
بروفة بلطجة!
حادثة التحرش التي حدثت في اكبر ميادين الزقازيق ومن أكثر الاماكن التحاما وهي منطقة تسكنها الطبقة الغنية في الزقازيق يجب ان تنبهنا إلي ما غاب عنا من التغيرات التي تطرأعلي سلوك الشباب، فالقضية طبقا لما نشرتها وسائل الاعلام ان بعض الشباب تحرشوا بفتاة كانت بصحبة صديقها في أحد الكافيهات.
وفي واقعة مثل هذه لايكفينا الاشارة إلي نزوات الشباب او إلي فائض في الطاقة الجنسية، لأن السياق العام لهذه الواقعة لا يؤدي إلي ارضاء نزوة أو تفريغ طاقة جنسية، فالمكان مكان عام والجالس علي هذه الكافيهات بمفرده يتكلف المشروب حوالي خمسين جنيها، فاذا كانوا فردين فإن التكلفة هنا ستصبح مائة جنيه وهذا يشير إلي المستوي المادي للمتحرشين والمتحرش بهن فكلهم يملك فائضا ماديا يرتفع فوق مستوي دخل الموظف العادي وزوجته وابنائه القصر الذين لايجرؤ اي منهم علي الاقتراب من هذه الاماكن.
نحن اذن امام طبقة امتلكت فائضا ماليا مع عجزفي الاخلاق وفقر في التربية، وهو امرلايجوز ان نتركه أو نحمل مسئوليته للاسرة فقط، بل يجب علي المجتمع ان يتعامل مع هذه الظاهرة باعتبارها سلوكا متطرفا يضاهي تكفير المجتمع، فكلا النوعين من البشر يتجرأ علي نظام المجتمع ويسعي إلي تخريبه، والدليل علي ذلك أن المتحرش في هذه الواقعة يعلم علم اليقين أن الامر سوف ينتهي إلي مصدامة وشجار فالمكان.. مكان عام وللكافيه صاحب يحميه.. ويوفر الأمان لرواده والبنت معها ولد لن يقبل لأحد ان يدوس علي كرامته بهذا الشكل، فالمتحرش هنا لايقصد اشباع رغبة ولكنه اندفع تحت ضغط من طاقة فائضة للصدام مع الآخرين وسانده اصدقاؤه، فنحن امام بروفة بلطجة ومحاولة لدهس المعاني الاخلاقية للمجتمع ونحن نستطيع هنا ان نعبر هذه الحادثة مرددين انها حادثة فردية لاتشكل ظاهرة ولكن في تقديري انها مؤشر يشير إلي فائض في طاقة العنف الذي يأخذ اشكالا متعددة ومرواغة، فهو تارة تكفير للمجتمع وتارة أخري الاعتداء علي أفراده وتدمير خصوصيته.
وهنا نستطيع أن نرصد عجز نوادي الشباب عن استيعاب هذا الشباب المتكاثر لقد تقلصت نوادي الشباب وتقلصت انشطتها، وتقلصت الندوات الثقافية والسياسية وتجمدت النشاطات الحزبية واضمحلت قصور الثقافة وتآكلت انشطتها.
لقد كانت في يوم من الأيام تتبني المواهب في الرسم والموسيقي والرقص الشعبي وتقيم ندوات للشعر وعروضا لمسرح الهواة كان يشارك فيها كبار النقاد وكبار الفنانين.
كذلك اختفت المنافسة التعليمية التي كانت تستهلك جهد الشباب، فلم يعد لدينا مسابقات اوائل الطلبة ولا انشطة فنية للمدارس ولا انشطة رياضية، كذلك أصبح لدينا فائض في الوقت والطاقة لدي الشباب، وفي نفس الوقت تآكلت المواهب بعد ان اغلقت امامها فرص التعبير عن نفسها.
أما المسرح والسينما فحدث ولاحرج لقد كان هناك نواد للسينما في كل محافظة وكان كل عرض يصاحبه مناقشة مع ناقد فني مشهور تتعاقد معه وزارة الثقافة لرفع مستوي التذوق السينمائي، وكان لدينا مسارح تعرض فيها المسرحيات العالمية وكان لدينا كتاب مسرح علي درجة رفيعة من الموهبة، كان لدينا محمود دياب والفريد فرج ونعمان عاشور وسعد الدين وهبة وفي المسرح الشعري كان لدينا صلاح عبدالصبور صاحب المسرحية الرائعة مأساة الحلاج وكان لدينا نجيب سرور صاحب ياسين وبهية، وكان لدينا لويس عوض يطلق مدفعيته الثقيلة في النقد وها قد تلاشي كل شيء مع صعود طبقة من الاثرياء الجدد الذين لايملكون حسا ولا ذوقا ولاثقافة فأصبح المسرح مكاناً للهنك والرنك وعرض الاجساد والتلاعب بسوقي الكلام..اما السينما فقد اختفي نادي السينما الذي كان يقدم ثقافة رفيعة للقارئ والمشاهد، ودع عنك فوضي القنوات الفضائية التي اصبح المذيع فيها مفكراً وناقداً وخبيراً استراتيجياً..ها هي أوضاعنا عرضناها ببيئة غير صحية، فلا تستغربوا اذا نبت فيها نبت غيرصحي يكفر ويلعن ويتحرش.. فإلي متي تتعامل مع الظواهر السلبية في المجتمع بشكل منعزل عن اسبابها الاجتماعية، ما احوجنا إلي ان نتوقف ونعيد مناقشة أوضاعنا ونسعي لبناء مجتمع عصري حديث يهتم بالانسان بدلا من الاهتمام بتحقيق مكاسب للأقلية علي حساب الاغلبية وعلي حساب سلامة وصحة المجتمع.
مانسيناه جميعا
هل من الممكن أن نلوم جمال عبدالناصر علي تلوث الوجبة الغذائية المقدمة للاطفال أليس هو الذي توسع في بناء المدارس وصرف وجبات مجانية للاطفال فلو لم يكن لدينا مدارس لما كان لدينا تسمم..العيب اذن في جمال عبدالناصر وفي نظامه فلا ادري لماذا تأخر كدابو الزفة في الهجوم علي عبدالناصر عقب حدوث حالات التسمم الغذائي لطلبة المدارس، فالارتباط واضح وجلي اذا ما اخذنا بمنطق وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الذي خلط بين طه حسين وبين جمال عبدالناصر.
فقال إن السبب في انهيار منظومة الصحة والتعليم هو ما قاله عبدالناصر من ان التعليم والصحة كالماء والهواء فضاع التعليم وضاعت الصحة!
لكن لماذا كان هناك زمان جمال عبدالناصر وكان هناك مدرس وكان هناك ناظر وطابور الصباح وتحية للعلم ومسابقة لاوائل الطلبة وعيد للعلم ووجبةمدرسية لم يحدث ابدا ان تلوثت رغم صعوبة المواصلات في ذلك الزمان ورغم قلة الثلاجات التي تحفظ فيها الاطعمة!
أبعد ان اضعنا كل هذا وبعد ان اتلفنا التعليم واهدرنا الصحة وبعد ان تربع الفاسدون علي سطح المجتمع ووضعوا احذيتهم في وجوهنا نعيب علي زمان عبدالناصر ؟ وهنا اود ان اتوقف لكي انبه القارئ الكريم إلي أن المقصود بزمن عبدالناصر ليس هو الشخص المسمي جمال عبدالناصر وانما هو تجربة الشعب المصري في هذه الفترة بكل ما حققته من نجاح ومن هزائم لأن عبدالناصر لم يكن يستطيع أن ينجز القاعدة الصناعية في مصر بدون فريق عمل مجتهد كما ان من حكم مصربعده لم يكن يستطيع ان يهدم القاعدة الصناعية وان يدمر الزراعة بدون فريق نشط يسنده أراذل الكتاب!
لذلك فإن الاشارة إلي تجربة عبدالناصر هي اشارة إلي الشعب المصري في الستينيات.. وسوف اذكركم بما نسيناه جميعا فقد كنا ننتج معظم ما نستهلكه من الدواء واليوم نحن نعاني من نقص محلول الملح لأننا للاسف نستورده.. كنا ننتج كبريت أمان وكبريت الهلب واليوم نحن نستورد الكبريت من الهند، كان لدينا مصانع للعلف.. وكنا نصرف تموينا للبهائم وكان لدينا قانون يجرم ذبح الاناث حفاظا علي الثروة الحيوانية، وكان لدينا مشروع لتربية البتلو وقد تم الغاء تلك القوانين وهدم تلك المشاريع لصالح مستوردي اللحوم ومستوردي الكبريت كما تم طعن صناعة الدواء التي كنا نصدرها إلي افريقيا والعرب.
واليوم فإن الاردن تأتي علي قمة الدول المصدرة للدواء بينما تراجعت مصر إلي مستوي استيراد محلول الملح، بعدها نسأل.. لماذا تلوثت وجبة اطفال المدارس.. لأننا فرطنا في مكاسبنا واضعنا املاكنا ولم نحاسب الفاسدين.
وأمامي الآن ما قاله المستشار القاضي الرشيدي الذي حاكم الرئيس الاسبق مبارك قال: انني لم اجد قانونا يحاكم به خطايا وآثام الثلاثين سنة ولا وجدت سبيلا للاقتصاص من جرائم الشفط والنهب والانحطاط والتوريث والتدهور والاستبداد والتخلف.
ثلاثون عاما كنا شهودا علي كل تلك الجرائم ثلاثون عاما واملاكنا تتسرب من ايدينا وبدلا من ان نواجه انفسنا بأننا فرطنا في حق انفسنا وفي حق اولادنا وفي حق وطننا.. ها نحن نوجه اللوم إلي جيل عبدالناصر وإلي سياسات عبدالناصر علي لسان وزير وأمام برلمان منتخب، افلايحق لنا أن نحاكم انفسنا وان نحاكم المسئول، وان نعلن اننا اخطأنا وان علينا ان نعيد تشكيل فريق العمل وان ننتج بأيدينا ما نحتاجه وان نقتص من اولئك الفاسدين الذين لم يمنعهم خلق ولادين ولارادع وطني من اطعام اطفالنا سما هاريا وهم واثقون ان القضية ستتوه في المحاكم وماذا يخيفهم؟!
أوليس أكابر المجرمين قد حصلوا علي البراءة بينما فقدنا نحن قاعدتنا الصناعية وتفوقنا الزراعي ولاتزال الامور تختلط علينا حتي الآن فننتقد اجمل ما كان فينا ونمتدح اسوأ ما رمانا به الزمان فسكتنا.. فهل يطول سكوتنا؟!
بنك أم طابونة
رغم الرسوم المالية التي تضاعفت لاداء الخدمات البنكية والمصرفية في مصر بصورة مبالغ فيها، في نفس الوقت يحصل العملاء في البنوك الاجنبية مجانا عليها وبدون مقابل، إلا أن الخدمات المقدمة مقابل رسوم ليست علي ما يرام.. فمثلا اذا سحبت مبلغا من المال يقدر بعشرات الآلاف من الجنيهات المصرية او مبلغا كبيرا من العملات الاجنبية فإن موظف الشباك يرص لك رزم من الاوراق المالية امام الشباك وعليك ان تحملها بين يديك بسرعة إلي حيث شئت والجميع ينظر اليك وانت تحمل تلك العملات وعندما تحاول التحرك من امام الشباك فان من يحمل الرقم التالي تجده في »قفاك»‬.
فإذا تجرأت وطلبت مظروفا لتضع فيه العملات فتجد الاجابة بالنفي واذا كررت الطلب فتسمع ما هو اغرب من الموظف الذي يرد عليك بتكشيرة شوف حد من بتوع الامن أو السعاة! أومن الممكن ألا يعيرك أي اهتمام وكأنه لم يسمعك!
وعلي الفور يظهر لك احد افراد الأمن او السعاة او بتاع البوفيه وتسبقه عبارات الترحيب بك.. اهلا ياباشا.. طلباتك أوامر.. كل سنة وانت طيب.. كلنا تحت أمرك وفجأة تجد امامك مظروفا شيك باسم البنك يستوعب اموالك دون اي معاناة. وطبعا لازم تخلي في عينك حصوة ملح وتعطي البقشيش.. لا أتاوة أو بمعني أدق ثمن المظروف أو الشنطة للساعي او لفرد الأمن.. منتهي الجليطة!
في نفس الوقت فإنك تشاهد لحظة انصراف موظف البنك وعماله فأنت من السهل ان تري من بينهم من يحملون شنط ومظاريف البنك يضعون فيها اغراضهم الشخصية والبعض منهم يحمل مجموعة ليضع فيها مايشتريه من احتياجاته المنزلية اثناء رحلة العودة إلي المنزل!
الدفع مقدما.. للشغالات!
الشغالة التي كنا نستعين بها للمساعدة في اعمال المنزل كثيرة الطلبات دائمة الشكوي، تصلح لأن تكتب قصص أفلام وسيناريوهات اكثر واقعية واثارة من كتاب هذه الايام، كانت تقص علينا مواقف مع زبائنها يفهم منها ان هؤلاء الزبائن يدفعون اكثر، ويقدمون لها تسهيلات افضل باختصار كانوا يدللونها. ناهيك عن الحكايات التي تجعلك تفكر بدقة حتي تتبين ما اذا كانت تلك الروايات حقيقية ويمكن أن تحدث من فرط غرابتها، كماتتخلل حكاياتها مع زبائنها من قطعت علاقتها بهم ولاترد عليهم، لأن أياديهم »‬ناشفة شوية ولهم مواقف مش ولابد»!
ذات يوم جاءتنا بموقف غريب أو سمها قصة طريفة لكنها »‬تغيظك».. قالت إنها قررت أن تتقاضي اتعابها مقدما، وتتسلم أجرتها مقدما لعدة شهور قادمة طبقا للاتفاق، ولمن يريد التعامل معها يحجز ويدفع مقدما.. »‬عشان أنا عندي زبائن كثير.. وبعدين انا محتاجة فلوس.. لأنها بتجهز ابنتها، وان زوجها مريض.. وانها تعول اسرة كبيرة.. إيه رأيك يامدام؟!
واستبدلت الابتسامة المصطنعة بالوجه البلاستيك!!
مجرد كلمات
مهما يطول الليل لابد من طلوع النهار
لاتنظر إلي صغر الخطيئة.. ولكن انظر إلي عظم من عصيت.
القدوة الحسنة افضل من النصيحة.
الشعب المصري ينفق علي رحلاته السياحية اكثر مما تحصل عليه مصر من السياحة!
تركيا اكثر البلاد التي تشهد عمليات ارهابية ولديها 30 مليون سائح.. فرنسا شهدت اكثر وأعنف العمليات الارهابية خلال الشهور الماضية ويزورها 83 مليون سائح!
لماذا لانتعامل مع الآخر »‬كدولة» من منطلق المصلحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.