لا أبالغ اذا قلت انني مذعور الي حد كبيرمن تطورات المشهد الطائفي الذي حاول البعض تجاهله لفترات طويلة حتي جاء وقت أصبح السكوت عليه جريمة وحرائق في قلب الوطن يغذيها متطرفون من هنا ومن هناك. ويتم فيها استخدام البسطاء ولا اقول استغفالهم - من أجل تحقيق أهداف خاصة بهؤلاء المتطرفين واستكمال مسلسل تربية أجيال تحمل في تربيتها وتعليمها وحتي صلواتها بغض الآخر وعدم قبوله والأهم تكفيره وتخوينه وتحقيره ! وظهر ذلك المشهد في ذروته هذه الايام بداية من جريمة حرق كنيسة صول وما تبعها من أحداث وصلت الي سفك الدماء في اشتباكات المقطم التي خلفت 13 قتيلا وعشرات الجرحي من المصريين المسلمين والمسيحيين وجاء الاستفتاء علي التعديلات الدستورية ليقدم لنا مشهدا دراميا يدق ناقوس الخطر حيث كنا في مواجهة حالة استقطاب بين من قالوا لا للتعديلات واستخدموا الكنيسة ومن روجوا لنصائح الكاهن والقس والبابا برفضها وبين من نادوا الناس بأن يقولوا نعم باعتبارها واجبا شرعيا واستخدموا الشيخ والمسجد وتحول المشهد الي مواجهة بين المسلمين والمسيحيين تستطيع ان تلمح نتيجتها علي وجوه المعسكرين بعد اعلان النتيجة وكأن الاسلام قد انتصر او ان المسيحية قد اخفقت في حرب مقدسة وليذهب الوطن الي الجحيم! وانا من الذين يرفضون تدخل الدين ومن يعملون فيه او يتكسبون منه في السياسة ولا اقبل ان يقود البلد الجامع أو الكنيسة ومن يجمع بين القرآن والسيف او الانجيل والمسدس ويعلم كلنا السيرة الاولي للاخوان المسلمين والجماعات الاسلامية ويجهل كثير منا ما كان من جماعة الامة القبطية التي ضمت رجال دين وعلمانيين وقاموا برفع المسدس في وجه البابا يوساب الثاني لعزله بالقوة هو وخادمه " ملك " ورغم حل هذه الجماعة عام 1954 استمرت نفس السياسات وظهرت مع الوقت جماعات جديدة وشخصيات مارست نفس الدور ووصل الامر بأحدهم الي تكفير غيره من الطوائف المسيحية وقال بالنص " لن يدخل الملكوت سوي الارثوذكس " والحكاية معروفة ثم عاد ووصف المسلمين في مصر بأنهم ضيوف ! ولا يعرف كثيرون ما يتم من تطورات علي الساحة ونكتفي دائما بقصر التطرف الديني علي جانب واحد ندينه دائما وكأن الشيطان لا يوجد سوي في جانب واحد من العملة المصرية وهو الأمر الذي لم يتوقف عنده أحد للبعد عن وجع الدماغ وقد جرب د . حسن نافعة مرة ذلك ويبدو ان الهجوم الذي تعرض له جعله يمتنع عن الاستكمال او حتي مجرد الرد وعن نفسي فقد ترددت كثيرا في تناول هذه القضية وفي هذا التوقيت علي وجه الخصوص ولكن الحوار الذي نشرته امس " الاخبار " مع المحامي نجيب جبرائيل وكان بعض ما قاله ان قتلي اشتباكات المقطم 13 قبطيا وهو كلام غير صحيح فبينهم مسلمون والاهم ماقاله عن الجيش من افتراء وأترككم هنا لعناوين فيديو علي اليوتيوب ارجوكم مشاهدتها لتكتمل الصورة وهي : الكنيسة المصرية تقول لا لتعديل الدستور .. مايحدث الان في اطفيح .. كنيسة قرية صول مركز أطفيح بحلوان والقمص بلامون !. وأعتقد ان الوقت قد حان لوقف أي مساس او تلاعب في عقل وقلب الوطن بتفعيل القانون والمواطنة وكم اتمني ان يظهر علي الساحة مرصد وطني يتابع كل محاولة وكل خطاب للتمييز او التطرف.. وعاشت مصر للمصريين .