هكذا بكامل إرادتك وقعت في فخ كل المخابرات العالمية.. وقدمت نفسك شهيدا لأي معلومة تكون قد كتبتها بمزاجك أو تلقيتها »غصب» عنك.. أو احتفظت بها من باب المجاملة أو الصدفة أو الدهشة ولم تكن تعلم أن هذه المعلومة أو الصورة أو الدعاء أو التعليق أو السخرية ستصبح دليلا دامغا علي أنك غير مرغوب فيك في التواجد في بلاد العالم واختراق بوابات السفر والجوازات.. ووقتها لا تلومنّ إلا نفسك يا بطل! والحديث هنا يشملك بوجه خاص إن كنت مسلما، فالديانة المسلمة الآن أصبحت مصنفة زورا وبهتانا علي قائمة الإرهاب، بسبب مجموعة إرهابية مجرمة تنتمي اسماً للإسلام، ويعلم أي حاضر أو غائب أنها لا تمت للإسلام بصلة. الحرب علي الإسلام صارت مزاجا عاما، واستراتيجيات ممنهجة في الغرب.. وسياسات تكشف عن وجهها القبيح بصراحة أحيانا، وأخري تتخفي وراء حجاب، ومع هذا فهذا الاتجاه لم يعد خفيا علي أي مسلم واع يدرك حقيقة ما يحاك ضدنا في ظُلمة الليل، ليطل علينا مع إشراقة نهار كل يوم ليحمل لنا مزيدا من التعدي والتهجم علي ديننا الحنيف، وحديثي هنا لا ينطبق فقط علينا كمسلمين عرب.. بل علي كل مسلمي العالم، وإن كان يختصنا نحن بالغمز واللمز والتحريض. والمأساة تكمن في التعميم في نسب الإرهاب لكل من يحمل الديانة الإسلامية، ثم التعتيم علي كل الإيجابيات التي تتعلق بالدين الإسلامي وبالأغلبية المسلمة الوسطية المتسامحة التي تحيا بأمان في أنحاء العالم، وتحيا معها باقي الأديان في سلام كامل وتام. أما ترصد المسلمين.. فلم يتوقف عند التصدي للإرهابيين، أو المطلوبين، أو عند التحريات الاستخباراتية عن الشخص، والتي قد تتبادلها الحكومات، بل امتد وسيمتد إلي صميم خصوصيات الإنسان المسلم، فقد أصبح من المتوقع إذا قرر المسلم أو المسلمة السفر إلي أي من البلاد الغربية- ونختص هنا أمريكا كبداية- أن تمتد يد رجل الجوازات لا إلي التدقيق بقسوة في جواز مرورك أو تفتيشك ذاتيا أو أمرك بخلع حذائك وحزامك، بل ستمتد يده بقسوة لانتزاع موبايلك، ثم تصفحه بارتياب لا من أجل أن يقول لك تفضل صحبتك السلامة، بل لينكل بك في الغالب ليعيدك من حيث أتيت وعلي نفس الطائرة كزائر إرهابي ليس مرغوبا في وجودك في بلاده.. هذا إذا كنت قد »نفذت» من قبل من مسئول منح التأشيرة في سفارته لدي بلادك! وبالفعل فقد أكد جون كيلي وزير الأمن الداخلي الأمريكي أن السفارات الأمريكية قد تطلب في المستقبل من المتقدمين للحصول علي التأشيرات لأمريكا الكشف عن كلمات المرور »الباسورد» الخاص بحساباتهم علي مواقع التواصل الاجتماعي لكي يتسني لهم التحقق من خلفياتهم ومن أجل تشديد التدقيق علي المسافرين والكشف عن الأشخاص الذين يمكن أن يشكلوا تهديدا أمنيا. » باقولكم إيه.. أنا رأيي من دلوقت نمسح الفيس بوك، ونطمس علي »وش» الواتس أب، ونعمل »ديليت» لتويتر، أو الأسهل نرمي الموبايل في البحر، فقد يأتي يوم يفتشوننا كمسلمين ويخبروننا أننا غير مرغوب فينا في بيوتنا.. • مسك الكلام.. »من ترك داره.. اتقل مقداره» مثل شعبي مصري حكيم.