احسب اننا جميعاً نتمني ذلك اليوم الذي نري فيه شعار «صنع في مصر» علامة مميزة تزين كل المنتجات في السوق المحلي، سواء كانت هذه المنتجات منسوجات أو ملبوسات أو أدوات ومعدات مختلفة، أو صناعات غذائية أو ماكينات أو غيرها، وصولاً إلي السيارات ووسائل النقل الخفيف والثقيل، مروراً علي كل الاشياء والمنتجات الاخري الكثيرة والمتعددة. كلنا بالقطع نتمني أن يأتي اليوم الذي تكون فيه جميع السلع والصناعات. وكل المنتجات المتواجدة في اسواقنا والمنتشرة في المحلات العامة والمولات الكبيرة،...، وايضاً المتناثرة مع الباعة الجائلين وباعة الارصفة وغيرهم،...، كلها دون استثناء عليها صك مصري صميم يقول لكل من يراها أو يشتريها أو يستخدمها أنها «صناعة مصرية»، ومن انتاج العمال والصانعين المصريين، ومن تصميم العقول المصرية الخالصة. ولعلي لا أبالغ إذا ما قلت إن هذه ليست أمنية صعبة او مستحيلة التحقيق، بل علي العكس تماماً هي سهلة ومتاحة لنا إذا ما أدركنا الحقيقة المؤكدة في هذه الحياة، والتي تقوم علي اساس ثابت وراسخ وهو ان العمل الجاد هو الوسيلة الوحيدة للبناء والتشييد، وهو الطريق للتقدم والتنمية والرخاء، وهو ايضاً المنهج المؤدي لقوة الدول ونهضة الشعوب. وعلينا ان نصارح انفسنا بأننا لن نتقدم خطوة واحدة للامام طالما لم ندرك هذه الحقيقة، وطالما ظل عملنا ناقصا ومتردياً، وطالما غابت عنا قيمة العمل وقيمة الإجادة، وطالما ظل انتاجنا لا يفي باحتياجاتنا، وظل استهلاكنا أكبر مما نتج، وطالما ظل تصديرنا أقل كثيراً من استيرادنا. وعلينا ان نؤمن حقا وصدقا بأن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم،...، وان الله لا يضيع أجر من احسن عملا.