رغم ان طبيعة مهمة البعثة اقتصادية في الاساس إلا أن اعضاء الكونجرس والادارة الأمريكية يحلو لهم دائما الخروج من دائرة الاقتصاد إلي دائرة السياسة حيث تنهال هذه النوعية من الأسئلة علي أعضاء الوفد من رجال الأعمال الذين يمثلون القطاع الخاص سواء المصري أو الأمريكي من اصحاب الشركات العاملة في مصر والتي تحرص علي عرض تجاربهم الناجحة في السوق المصرية. واليوم تبدأ بعثة طرق الابواب التي تنظمها غرفة التجارة الامريكيةبالقاهرة برئاسة أنيس أكلميندوس ومجلس الأعمال المصري الامريكي برئاسة عمر مهنا، مهمتها السنوية رقم 31 بالعاصمة الامريكيةواشنطن. وتضم البعثة نحو 40 رجل أعمال من أعضاء الغرفة والمجلس بالاضافة إلي المدير التنفيذي للغرفة تامر النجار، وهشام فهمي المدير التنفيذي لفرع الغرفة بواشنطن، وتمثل البعثة قطاعات اقتصادية متعددة مثل الطاقة والغاز والبترول والبنوك والزراعة والصناعات الغذائية والبتروكيماوية، وغيرها، ومن المقرر ان تلتقي عددا كبيرا من المسئولين ورجال الاعمال وصناع القرار ومراكز الابحاث الامريكية. أنيس أكلميندوس رئيس الغرفة صرح بأن البعثة تستهدف هذا العام دعوة الشركات الامريكية للاستثمار في مصر، وعرض الفرص الاستثمارية المتاحة سواء في المشروعات القومية الكبري بمنطقة قناة السويس او العاصمة الادارية الجديدة او انشاء الطرق والموانئ ومحطات الكهرباء والصوامع وغيرها من المشروعات، وتوضيح الاجراءات التي تقوم بها الحكومة المصرية لتهيئة مناخ الاستثمار سواء من خلال تنقية التشريعات المتعلقة بالنشاط الاقتصادي، او تيسير الاجراءات الخاصة باصدار التراخيص وتوفير الاراضي للمستثمرين، والمزايا التنافسية التي يتمتع بها الاقتصاد المصري وعلي رأسها ارتفاع حجم السوق وتوافر البنية الاساسية اللازمة للانتاج والتصدير إلي اسواق افريقيا واوروبا التي تربطها بمصر اتفاقيات للتجارة الحرة. واضاف ان البعثة ستؤكد علي استقرار الاوضاع في مصر ونجاح مصر في الوفاء بالاستحقاقات الثلاثة التي تعهدت بها عقب ثورة 30 يونيو، وهي اصدار الدستور الجديد، وإجراء كل من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. هذا الاستقرار الذي ليس له بديل حيث يمنح مصر ميزة كبري في ظل الاوضاع الساخنة والتوترات الموجودة في الدول المجاورة لها في المنطقة، كما ان الحفاظ علي قوة مصر واستقرارها يعد أمرا بالغ الاهمية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، كما ستوضح البعثة أهمية التعاون المشترك بين مصر والولايات المتحدة لمواجهة الجماعات الارهابية التي تهدد المنطقة والعالم أجمع مثل تنظيم "داعش". وليس خافيا علي أحد أن اختيار مصر مقرا لمركز مكافحة الارهاب في منطقة تجمع الساحل والصحراء يمثل نقطة ايجابية لصالح مصر، ويجعل من مصر مركزا اقليميا للتعاون العالمي في مواجهة هذه التهديدات. البعثة المصرية الأمريكية من أعضاء الغرفة تلتقي خلال الزيارة بأعضاء الكونجرس الأمريكي بمجلسيه "النواب والشيوخ"، كما تعقد اجتماعات رفيعة المستوي مع المسئولين في وزارتي التجارة والخارجية الأمريكيتين، وتلتقي بمسئولي صندوق النقد والبنك الدوليين، ومؤسسات التمويل والبنوك، وستؤكد خلال هذه اللقاءات علي الاصلاحات الاقتصادية التي تنفذها الحكومة المصرية لتهيئة مناخ الاستثمار في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها في الفترة الماضية، والاجراءات الخاصة باصلاح دعم الطاقة، وحل عدد كبير من المنازعات، وتسهيل اجراءات الحصول علي الاراضي. وسيكون للبعثة مهمة توضيح الدور الهام الذي يلعبه القطاع الخاص في مصر، باعتباره الشريك الرئيسي للحكومة في تحقيق التنمية الشاملة وتنفيذ خطط الاصلاح وليس معني هذا ان البعثة تتحدث باسم الحكومة المصرية، ولكنها تعبر عن رؤيتها كمجموعة من رجال الاعمال والمستثمرين في مصر. البعثة ستعمل علي عرض الفرص الواعدة التي يمتلكها الاقتصاد المصري، واستثمار الزخم الدولي الذي منحه مؤتمر شرم الشيخ لهذا الاقتصاد، والتأكيد علي المشروعات التي تم ترويجها في المؤتمر مثل مشروعات الطرق والنقل والصوامع والغلال، وكيفية الاستفادة من الخبرة الامريكية في مجال تحديث اسطول النقل، ومشروع الربط بين القاهرة وكيب تاون في جنوب افريقيا. يذكر ان الفترة الماضية شهدت زيارات عديدة للمستثمرين الامريكيين للقاهرة، ولمسوا خلالها جدية الحكومة في تنفيذ الاصلاحات التي تعهدت بها، كما تابعوا التقارير الايجابية الصادرة عن مؤسسات التقييم الدولية، وخاصة التقرير الصادر عن صندوق النقد الدولي بشأن مشاورات المادة الرابعة، كما لاحظوا عودة الاستقرار إلي الشارع المصري واستعادة الدولة لهيبتها، وهو ماكان له اصداء طيبة لدي المستثمرين الأمريكيين. كما لعبت قيادات الشركات الأمريكية المستثمرة في مصر دورا بارزا بالتعاون مع الغرفة الأمريكيةبالقاهرة في شرح الأوضاع الاقتصادية في مصر، وتصحيح الصورة المغلوطة التي نقلتها بعض وسائل الاعلام في فترة من الفترات وتسعي البعثة لتحقيق تعاون أكبر مع الشركات الأمريكية الصغيرة والمتوسطة لجذبها للعمل في مصر، وهي شركات تمتلك تكنولوجيا عالية ورخيصة في نفس الوقت. عمر مهنا رئيس مجلس الأعمال المصري الأمريكي وعضو الغرفة الأمريكية يري أن هذه البعثة تأتي في وقت بالغ الأهمية حيث الاستعدادات لانتخابات الرئاسة الأمريكية وهو الأمرالذي تضعه البعثة كأحد أهم محاورالمباحثات مع الجانب الأمريكي حيث تلتقي البعثة بعدد من أعضاء الكونجرس ومراكز الابحاث وكذا تجمعات الأعمال والشركات الأمريكية الأعضاء بغرفة التجارة الأمريكية المهتمة بالاستثمار وتعزيز مجالات التعاون الاقتصادي مع مصر.