لعلي لا ابالغ إذا قلت أن رحلة طرق الأبواب الأمريكية التي نظمتها الغرفة التجارية الامريكية للعاصمة الامريكيةواشنطن هذا العام والتي كانت تحمل رقم 29 كانت هي الرحلة الأهم علي مدار تاريخها..ورغم أنه لم تخل رحلة سابقة للغرفة من ملفات شائكة إلا أن الملفات هذه المرة كانت أكثر صعوبة وجاءت في ظروف تمر العلاقات المصرية الأمريكية خلالها بمرحلة شديدة الخطورة والحساسية وكان وجهة نظر مجلس ادارة الغرفة أن الرحلة ضرورة لابد منها رغم الظروف الصعبة لتوصيل رسالة مهمة للمجتمع الامريكي كله وليس فقط للادارة او لرجال الكونجرس ومجتمعات الاعمال أن مصر انطلقت علي جميع الاصعدة ولن يستطيع احد أن يوقف انطلاقها أو يعيدها للخلف مرة اخري وأن يدها ممدودة للجميع شريطة ألا يملي عليها احد شروطه اختارت الغرفة شعار « مصر متاحة للاستثمار» وهو وان كان يحمل مدلولا اقتصاديا واضحا الا أن الرسالة السياسية الأوضح من ورائه أن مصر عرفت طريق الاستقرار السياسي من خلال تنفيذ عدة خطوات من خارطة الطريق والاصرار علي تنفيذ ماتبقي من خطوات. وقد التقت البعثة بعدد من مسئولي وزارات الخارجية ، والتجارة ، وصندوق النقد ، وأعضاء بالكونجرس وقال أنيس اكلامندوس رئيس غرفة التجارة الامريكية بالقاهرة ورئيس البعثة أنه تم نقل توجه وموقف القطاع الخاص المصري بأن مصر تسير في الطريق الصحيح ، وأن مناخ الاستثمار استكمل عناصر الجذب الاساسية بتحقيق الاستقرار والأمن . وأوضح أن نظرة الجهات الامريكية إلي ثورة 30 يونيو تغيرت بعد الاستفتاء علي الدستور، والانتخابات الرئاسية، وأن هناك اتفاقا علي أهمية دور مصر علي الساحة الاقليمية. وقال أن الغرفة تواصل مساعيها لتحويل مصر إلي مركز اقليمي للشركات العالمية للتصدير من خلالها إلي مختلف الاسواق الأوروبية والافريقية . مشيرا الي إن عدد من قيادات الشركات الأمريكية والعالمية الكبري في مصر قدموا شهادات موثقة بالصوت والصورة حول نمو أعمالهم في مصر خلال الشهور الماضية . كما سيشارك بعض هؤلاء في تعريف وسائل الاعلام الامريكية بما حققوه من نجاحات في السوق المصري ومن هؤلاء كيرت فيرجسون رئيس شركة كوكاكولا في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا والذي حرص ان يشارك في عدد كبير من اللقاءات لشرح تجربة شركاته في مصر. وأكد أنيس أكلامندوس ان وفد الغرفة حرص علي أن يؤكد خلال جميع اللقاءات التي عقدها انه علي الرغم من الصعوبات التي واجهها الاقتصاد المصري خلال السنوات الثلاث الماضية ، فإن الأسس الاقتصادية التي تتميز بها مصرتبقي دون تغيير؛ وهي الموقع الاستراتيجي، والقوي العاملة الماهرة من الشباب، وسهولة الوصول بالمنتجات إلي اسواق أوروبا والبلدان العربية وأفريقيا من خلال مجموعة من اتفاقيات التجارة التفضيلية ، بما يمكن مصر من أن تصبح مركزا إقليميا للولايات المتحدة. أضاف أن الاستثمار الأجنبي في الأسهم المصرية والشركات الخاصة ، ارتفع خلال الأشهر الأخيرة، بسبب التفاؤل بأن الأمن والاستقرار سوف يسود قريبا علي الرغم من كل التحديات . وقال إن القطاع الخاص ،الذي يوظف 70٪ من القوي العاملة في مصر، حريص علي دمج مصر بالكامل في الاقتصاد العالمي، وسيعمل مع الحكومة الجديدة للمساعدة في تطوير السياسات التي تحقق هذا الهدف. ونحن نعتقد بقوة أن مصر سوف تعود مرة اخري كقوة إقليمية، وبوابة لأفريقيا والشرق الأوسط . وأكد عمر مهنا رئيس مجلس الاعمال المصري الامريكي والذي شارك في فعاليات البعثة أن التطور في العلاقات المشتركة بين البلدين يسير بشكل جيد . وقال إنه متفائل بمستقبل العلاقات خاصة في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري . وأوضح هشام فهمي المدير التنفيذي للغرفة الامريكية أنه تم اجراء عدد من الاتصالات واللقاءات بوسائل الاعلام الامريكية لبث رسائل الثقة في الاقتصاد المصري ، وتأكيد أن مصر مهيأة لاستقبال استثمارات كبيرة ، حيث نشرت جريدة « الوول ستريت جورنال « أن عددا كبيرا من المستثمرين الاجانب في مصر يرون أن انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسا للجمهورية يحقق الأمن والاستقرار اللازم لتنمية بيئة الاستثمار . ودللت الجريدة علي ذلك بأن مؤشر البورصة المصرية ارتفع بنسبة 60 % بعد انتخاب الرئيس . كما دللت علي ثقة المستثمرين في مناخ الاستثمار بتوقيع الشركة العربية للأسمنت لمشروع جديد بقيمة 110 مليون دولار بعد الانتخابات . وذكرت مجلة « الايكونوميست « في تقرير لها أن أهم عنصر جاذب للاستثمار قد تحقق في مصر وهو الاستقرار ، خاصة أن العامين الماضيين شهدا كثير من أعمال العنف . وقالت جريدة « ذي هيل « أنه علي الرغم من الصورة السلبية المنقولة لدي العالم عن ما يحدث في مصر ، الا أن الشركات العالمية المستثمرة حققت نموا كبيرا . وقال محمد توفيق سفير مصر بواشنطن أن العلاقات المصرية الامريكية تشهد تقاربا واضحا خاصة في المجال الاقتصادي بسبب رغبة البلدين في تكثيف التعاون أن وجود رئيس مصري له شعبية جارفة بعد انتخابات نزيهة سيفتح الباب لاجراء اصلاحات جذرية . وأشار إلي أن تلك الاصلاحات ستحقق تغييرا حقيقيا في حياة المصريين خاصة علي المستوي السياسي والاقتصادي والاجتماعي . وأكد أن أهم بوادر الاصلاح الاقتصادي ظهرت في رفض رئيس الجمهورية التوقيع علي الموازنة الجديدة ، مشيرا إلي أن ذلك يدلل علي التحرك قدما في مجال علاج عجز الموازنة . وأكد تشارلز ريفيكين مساعد وزير الخارجية الامريكي للشئون الاقتصادية أن مصر لديها رغم الازمة الاقتصادية التي تواجهها منذ 2011 بنية تحتية قوية وسوق كبير وهو ما يتطلب اصلاحات جذرية لتحسين مناخ الاستثمار . وأوضح أن الحكومة المصرية مطالبة بدور أكبر لمكافحة الفساد والقضاء علي البيروقراطية والعمل علي تحقيق الأمن والاستقرار . كما شهدت اللقاءات التي اجراها الوفد الاعلامي المرافق للبعثة عدة لقاءات في اهم موؤسستين اقتصاديتين علي مستوي العالم..البنك الدولي وصندوق النقد الدولي حيث أكد كريستوفرجارفس رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلي مصر أن الصندوق علي استعداد كامل للقدوم إلي مصر والتشاور مع الحكومة في أي اصلاح مالي تقرره خلال الفترة القادمة .