صورة لن تتكرر بعد الآن فى الجامعة تستقبل الجامعات الحكومية بعد غد السبت فصلا دراسيا جديدا يختلف تماما عما كان قبل 52 يناير.. ابرز ما فيه ان الحرم الجامعي سيودع حرس الداخلية الذي ظل قابعا بداخله 03 عاما منذ عام 1891 الذي تم فيه تحويل تبعية الحرس الجامعي إلي وزارة الداخلية بناء علي طلب النبوي اسماعيل وزير الداخلية في ذلك الوقت. رؤساء الجامعات اكدوا انه سيتم الغاء الحرس الجامعي نهائيا واستبداله بوحدات مدنية بينما تخوف بعض الاساتذة من بقاء الشرطة في زي مدني داخل الجامعات. كيف يقوم الامن المدني بدور الشرطة لحماية الجامعات وحقيقة مخاوف الاساتذة تجيب عليها »الاخبار« في هذا التحقيق.. في جامعة القاهرة اكد د.حسام كامل رئيس الجامعة انه تم الغاء الحرس الجامعي نهائيا تنفيذا لحكم المحكمة الادارية العليا الصادر في اكتوبر الماضي. وقال ان الجامعة بادرت بالفعل وقبل صدور الحكم بانشاء وحدات امن مدنية بكليتي الطب والاعلام وتابعت بعد صدور الحكم بتعميم هذه الوحدات في جميع ارجاء الجامعة، واضاف انه يتم حاليا استكمال الهيكل الجديد حيث تم الاعلان عن حاجة الجامعة لموظف امن وتقدم اكثر من 0006 شخص يتم تصفيتهم واختيار انسب العناصر منهم. دورات تدريبية واوضح معتز ابوشادي امين عام الجامعة ان الكيان الجديد لن يقل قوامه عن 059 شخصا سيتم توزيعهم علي اسوار الجامعة وداخل الكليات وقال ان الجامعة بدأت في اعداد برامج تدريبية للموظفين الجدد يشارك فيها خبراء امنيين لصقلهم بالخبرات المطلوبة للحفاظ علي منشآت الجامعة وسلامتها. واكد ان الجامعة تراعي في اختيار المتقدمين للوظيفة ان يكونوا مشهودا لهم بالكفاءة وحسن السمعة.. واضاف ان الجامعة رفضت الاستعانة بشركات امن خاصة لاقتناعها ان وحدة الأمن المدنية لابد ان تكون تابعة لصلب ادارة الجامعة لتكون لديها دراية كاملة بها. اضافة إلي ان الشركات الخاصة تعتاد تغيير افرادها بصفة شبه دائمة مما يتبعه عدم استقرار ويؤدي إلي حدوث ثغرات امنية. لا .. لانتداب الشرطة وفي جامعة اسيوط اكد د.مصطفي كمال رئيس الجامعة انه تم انشاء وحدة أمن مدنية للحفاظ علي منشآت الجامعة ومستشفياتها الجامعية وتتكون من 006 فرد سيتم تدعيمهم ليصلوا إلي 0001 فرد لتأمين جميع الكليات والمنشآت والمعامل.. وقال انه سيتم الاستعانة في الفترة القادمة ببعض ضباط الجيش المتقاعدين ليشرفوا علي هذه الوحدات ونقل خبراتهم لموظفيها. مؤكدا في الوقت نفسه انه لن يتم انتداب ضباط من وزارة الداخلية لهذا الغرض مشيرا إلي ان مهمة الداخلية تتمثل في حماية الجامعة ومنشآتها من الخارج مثلها مثل باقي المنشآت الحيوية دون ادني تدخل في شئون الجامعة. وقال ان وحدات الأمن المدنية ستصل تكلفتها إلي 03 مليون جنيه وتم مخاطبة وزارة المالية لدعم الجامعة في هذا الاتجاه. وناشد الطلاب ان يحافظوا علي الصورة الحضارية التي بثها شباب 52 يناير من ميدان التحرير للعالم اجمع وان يعبروا عن آرائهم بحرية كاملة دون اعطاء الفرصة لأحد بالمساس بمنشآت الجامعة. وقال انه سيتم تشكيل مجموعات من الطلاب والاساتذة للتواجد في ساحات الحرم الجامعي اول يوم في الدراسة لاستقبال الطلاب وتوعيتهم وارشادهم مشيرا إلي ضرورة انعكاس جميع الاثار الايجابية لثورة يناير داخل الجامعة. وفي جامعة بني سويف اكد د.امين لطفي القائم باعمال رئيس الجامعة ان الجامعة ستحتاج إلي مزيد من الوقت لحين استكمال وحدة الامن المدنية التي تم البدء في انشائها.. ويتوقع استمرار الاستعانة ببعض من افراد الحرس الجامعي الحاليين لحين الانتهاء من تشكيل الوحدات الجيدة وتكون قادرة علي ممارسة مهامها في الحفاظ علي الأمن داخل الجامعة. وفي جامعة عين شمس اكد د.ماجد الديب رئيس الجامعة انه تم الاستعانة بوحدات أمن مدنية بالجامعة منذ 4 سنوات وقال المستشفيات الجامعية فقط هي التي مازالت في حاجة إلي وجود افراد الشرطة لحين استقرار الاوضاع.. مشيرا إلي انه يتم حاليا تأمينها بالتعاون مع وحدات الامن المدني والشرطة. واكد د.ماهر جابر رئيس جامعة المنيا ان السبت القادم سيشهد الاستغناء تماما عن حرس وزارة الداخلية ليبقي دوره خارج اسوارها فقط. استقلالية الجامعات ومن جانبها رحبت د.اميمة الحناوي الاستاذ بجامعة القاهرة بالغاء الحرس الجامعي.. مؤكدة ان هذه الخطوة هي بداية عودة استقلالية الجامعات وتحررها من القيود الامنية التي كانت تعاني منها ضمن اغلب الاجراءات. وقالت ان ما بعد 52 يناير عهد جديد تحطمت معه كل القيود. وعبرت في الوقت نفسه عن تخوفها ورفضها لبعض المقترحات التي ينادي بها بعض المسئولين بالاستعانة ببعض افراد الشرطة داخل الجامعات في زي مدني بحجة الاشراف علي الوحدات المدنية.. مؤكدة وساوس عدم استقرار الامن داخل الجامعات بدون وجود الشرطة لابد ان يختفي تماما. واتفق معها د.احمد دراج الاستاذ بجامعة بني سويف قائلا ان حرس الداخلية اعتاد التعامل بصورة معينة مع المجتمع الجامعي وتغيير هذه الصورة يحتاج إلي وقت وجهد كبير يمكن توجيهه لتدريب عناصر الشباب المدنية التي يتم الاستعانة بها للقيام بمهام الحفاظ علي الامن داخل الحرم الجامعي.. واكد ان الجامعات لابد ان تتخلص من التربية بالمنطق السلطوي الذي كان يمارسه حرس الداخلية في الفترة السابقة. واكد ان الداخلية لها وظيفة اخري خارج اسوار الجامعة وخروجها من الجامعة سيعطي الفرصة لآلاف العاطلين من الشباب للحصول علي وظيفة يؤدي من خلالها دور مهم.