برك الطين التي عامت فيها الشوارع بعدأيام المطر، كانت مصدر رزق لماسحي الأحذية، وأيام رواج يقف فيها الزبائن بالطابور من أجل تلميع احذيتهم التي أتلفها الطين والبلل، وفي الوقت الذي لم يغادر فيه ماسحو الأحذية بيوتهم خلال تلك الايام التي امطرت فيها السماء، خرجوا بعد توقفها إلي مواقعهم ليجدوا الزبائن في انتظارهم وبأعداد اكبر بكثير من الأيام العادية. لم يخرج ماسح الأحذية محمود محمد منذ أربعة ايام. ولم يمسح حذاء واحد طوال هذه الايام بسبب هطول الامطار التي لا يعمل فيها كل ماسحي الاحذية بدأ العمل بعد توقفها وهي فترة يكون فيها الشغل اكثر من الايام العادية لاينسي محمود أن يذكرنا بأن الرزق لايرتبط بوقت، ويقول لنا ان كل مهنة لها متاعبها ومن متاعب مهنته الجلوس طوال اليوم في الشوارع في الشمس صيفا وفي البرد وقت الشتاء ووسط الاتربة وعوادم السيارات. اما عن الخامات التي يستخدمها فهي كل انواع الورنيش وجميع الالوان متوفرة ولكن كل حذاء بيأخذ مجهود علي حسب نوع الجلد المصنوع منه وهناك فرق بين تلميع الجلد «السكاي» والجلد الطبيعي والنوع الاول لايستهلك ورنيش لكنه لايلمع مثل الطبيعي، كما يطلب بعض ماسحي الاحذية مبلغا معينا ما بين جنيهين إلي 5 جنيهات ولكني لا اطلب ارضي بما يعطيه لي الزبون برضي لانه رزق، واوضح ان هذه المهنة يطلق عليهاعدة اسماء منها «بوهيجي» أو «جزمجي» أو «ماسح أحذية» هو المسمي المثبت في تأمينات العاملين في هذه المهنة. يعمل مصطفي أحمد فهمي - 42 عاما- في هذه المهنة منذ 25 عاما طوال فترة النهار فرد أمن خلال المساء في احدي شركات الحراسات الخاصة ويقول لنا ان المهنة فيها مكاسب مالية جيدة ويستطيع ماسح الأحذية ان يكسب يوميا لا يقل عن 100 جنيه يزيد في الايام التي تعقب سقوط الامطار ويصل إلي ما يتراوح بين 200 و250 جنيها ويضحك ويقول هذه المهنة ليس فيها متاعب وكلها رياضة وفي النهاية فهي افضل من التسول، خاصة ان هناك بعض الناس تستخدم هذه المهنة في التسول ولكن اذا اتخذتها مهنة ستحصل علي مكسب أفضل من التسول، ويؤكد لنا وهو يبتسم ابتسامة رضي: المهنة مربحة ، فأنا عندي 4 اولاد وزوجتي وعايشين من دخلها والخير كثير وبيفيض. حافظ محمدي