بعد حالة الاستياء العام التي سادت الشارع المصري من حلقة »الصلح الفاشل« بين مرتضي وشوبير في برنامج »مصر النهاردة« والتي استاء منها ايضا عدد من القيادات الإعلامية في ماسبيرو وعلي رأسهم أنس الفقي وزير الإعلام الذي طلب إحالة الموضوع إلي لجنة القيم الإعلامية والتي تختص بأخلاقيات المهنة للتحقيق في الموضوع.. ولحين خروج نتائج وتوصيات اللجنة طرحنا علي عدد من خبراء الإعلام عدة اسئلة هي »لماذا فشلت جلسة الصلح الإعلامية؟ وهل دورالإعلام الرسمي القيام بهذه الموضوعات الشخصية؟ ومن المستفيد من حالة السخط العام بسبب الألفاظ التي قيلت واعادت فتح الملفات من جديد؟!! الإعلامي الكبير أمين بسيوني قال هناك فرق بين الإعلام الخاص والحكومي فالأخير يؤدي رسالة تعليم وثقافة وأخلاقيات تبني المشاهد وفي هذه الواقعة منطق الجذب والسعي إليه كان يحمل نوايا طيبة وهو الصلح الذي يحضره طرفا النزاع ورجل دين وبدأ بقراءة الفاتحة ثم تحولت المسألة إلي فتح ملفات ومهاترات من جديد وكأنها فرصة لتصفية حسابات من جديد، والسؤال هل يستفيد الجمهور من التفاصيل والمهاترات؟ الإجابة لا ولذلك حدث إحباط عند المشاهدين، وكان يكفي قراءة الفاتحة لفقرة »الصلح« ثم تصافح بالأيدي وينتهي الموضوع. والموضوع أحاله الوزير للتحقيق والفحص والبحث من خلال لجنة القيم والاخلاقيات الإعلامية وستنتظر النتائج ومنها الإجابة علي سؤالك لماذا تحولت لحظة الصلح إلي تصفية حسابات من جديد؟ ولتكون التوصيات ملزمة لمن يعد ويقدم برنامج بهذا الشكل أن يكون أكثر حرصا علي الجماهير التي تنتظر مشاهدتهم!! أكد الدكتور صفوت العالم الأستاذ بكلية الإعلام بأن ماحدث خروج عن رسالة الإعلام التي يلتزم بها تليفزيون الدولة الحكومي وكان الهدف هو الحصول علي ثوره إعلانية وبالتالي الوكالة هي المستفيد الوحيد ولكن الخسائر جسيمة أهمها انزلاق الإعلام الحكومي إلي الاثارة والدخول في خلافات شخصية لا تهم المشاهد فما ذنب اسرة محترمة أبناء وبنات وزوجة يسمعون ألفاظا خارجة وظواهر غريبة، ودائماً الصلح يتم في جلسات خاصة وبعيدا عن الكاميرات فما بالك ببثها علي الهواء، هذه طريقة سطحية مصيبة لا تتناسب مع تاريخ الإعلام المصري، وللاسف صفقة إعلانات هبطت بالاداء الإعلامي لهذا المنحدر، وسؤالي لمن أقدموا علي هذه الموضوع ما منطق العدالة والأهمية في هذا الصلح؟ فالاثارة نتركها للقنوات الخاصة!! فكرة فاشلة! الفكرة فاشلة جداً والمسائل الخاصة لا يناقشها الإعلام الرسمي هكذا قال الإعلامي الكبير محمود سلطان، وأضاف فهل يعقل أن تتحول برامج الهواء إلي جلسات نميمة وإثارة؟ وهل الإعلانات تفعل فينا كل ذلك؟ قواعدنا الإعلامية تقول لو وضعنا الإعلانات هدفا سنفشل في أداء رسالتنا، للاسف الجمهور كله مستاء لأن المسألة باتت رديئة للغاية وحسناً فعل وزير الإعلام بإحالة الموضوع للتحقيق لأن الإعلام الرسمي يعقد جلسات صلح في قضايا قومية كبري ولا ينزلق لهذا المنحدر الخطير. فضيحة عبرت الحدود د. نائلة عمارة رئيس قسم الإعلام بكلية آداب حلوان وصفت ما حدث بأنه فضيحة عبرت الحدود لأن البرنامج يبث علي الهواء بالفضائية المصرية ويشاهده العالم ولذلك اصبحت سمتنا وسيرتنا مشوهة، وكان من الممكن ان نهاجم الإعلام الخاص لأنه يتبني الاثارة فما بالك من الإعلام الحكومي الذي يعتبر وسيلة تعلم وتربي وتبث القيم في المشاهد، ولا يجب أن يحتذي التليفزيون المصري بدكاكين الإعلام الخاصة لأنه يظل الصوت الرسمي المحترم الذي يعبر عن الشعب المصري. وتبقي عدة أسئلة: من الذي سمح بعمل جلسة صلح خاصة علي شاشة التليفزيون المصري؟ ومن الذي ترك الصلح يفشل ويتحول إلي تصفية حسابات وفتح ملفات من جديد؟ هل سيعاد تقييم برنامج »مصر النهاردة« وأفكاره من جديد؟ إنا لمنتظرون!!