ما اشبه اليوم بالبارحة.. في يوم 7 أكتوبر 1891.. اليوم التالي لاغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.. وقف الإمام الخوميني وسط جمع من الايرانيين قائلا »يجب علي الشعب المصري الا يركن، حتي لا تضيع الفرصة، وعليه ان يستجمع قواه ويفرض نفوذه علي نفسه، فاليوم الذي يتعين فيه علي الشعب المصري ان يقوم فيه بالثورة. يجب علي الشعب المصري ان يعلم انه لو انتفض مثلما انتفضت ايران، علي المؤامرات فسوف ينتصر. فما هو العذر اذن امام علماء الاسلام في مصر. هل سيجلسون وينصتون فقط حتي يغلبوا مرة اخري، فالشعب هو الذي في يده القوة اليوم. وليس معلوما ما اذا كان الجيش مع الحكومة أم لا..؟ ولو اراد الجيش ان يساند هذه الحكومة فانه بهذا سوف يعلن انه تابع لامريكا واسرائيل. وها نحن رأينا قبل ان يسقط السادات ان امريكا كانت بصدد تعيين خليفة له. اذن السادات كان يتخبط مثل الحيوانات وتوقعت امريكا ان من سيحل محله سيكون مثل هذا الخادم وهذا الرئيس الثاني المفروض علي الشعب سيكون مثل سلفه الذي وصل الي جهنم«. صفاقة الخميني منذ 03 عاما امتدت الي خليفته علي خامنئي عندما خرج علي العالم يوم الجمعة الماضي بخطبة اكثر تطاولا وبجاحة علي الشعب المصري.. ولست اعرف اي حياء بعد ذلك لمن هم مريدين ايران في مصر بعد ان كشف خامنئي قناع الزيف والكذب في خطبة الجمعة الماضية.. والغريب ان خامنئي الفارسي القي خطبته باللغة العربية امام جمع المصلين الذين لا يفقهون منها كلمة واحدة. فهل هذا جائز في شريعة خامنئي الشيعية. والغريب هنا لم يكن بالنسبة لنا. فنحن نعلم ان رسالته باللغة العربية موجهة لنا نحن المصريين والعرب. ولكن الامر غريب لشعبه من المصلين الذين اثارتهم المفاجأة بالدهشة والاستغراب. أعاد خامنئي ما قاله الخوميني قبل 03 عاما الفارق ان خوميني تحدث باللغة الفارسية اما خامنئي وقد عرف ان هذه هي فرصة ايران الأخيرة للانقضاض علي مصر فقد وجه كلامه باللغة العربية في أول ظهور له بصلاة الجمعة منذ سبعة اشهر قائلا »ان ما نشاهده في مصر هو انفجار الغضب المقدس في قلوب الاحرار جراء مواقف النظام العميل الخائن للاسلام، وان نهضة الشعوب هي حرب بين ارادتين، ارادة الشعب وارادة العدو. ان الوضع الراهن يتطلب من الازهر ان يتخذ موقفا بارزا مما يجري في مصر وان ما يحدث في تونس ومصر امتداد للثورة الاسلامية الايرانية«. ولم يتورع خامنئي خليفة خوميني من نعت الرئيس مبارك بالبذاءات التي سبق ان الصقها خوميني بالرئيس الراحل الشهيد أنور السادات. ولم ينس ان يعدد خامنئي باللغة العربية مظاهر رآها في مصر من قمع وطغيان واستبداد وتعذيب وانتهاك لحرية الانسان وكرامته وتبعيته لامريكا والصهيونية.. بينما كان يقف علي اشلاء المسحولين من ابناء الشعب الايراني لمجرد التعبير عن آرائهم المخنوقة ومعارضتهم لتزوير انتخابات شريكه في القهر والاستعباد الرئيس الايراني احمدي نجاد. وما هي إلا يومان حتي طلع علينا وكيلهم في المنطقة والمندوب السامي الايراني بلبنان حسن نصر الله ليكمل علينا في خطبة عصماء سلسلة بذاءات اسياده بطهران معلنا في كلمة تحت عنوان »نصرة انتفاضة شعب مصر« وضع كل امكانياته وحزب الله تحت تصرف شعب مصر وشبابها، واستعداده تقديم دمه وروحه كأي شاب مصري من أجل هذه الاحداث النبيلة.. مكررا كلام اسياده في سب حكومة مصر ونظامها. معتبرا انه لا يتدخل في شئون مصر الداخلية. بالضبط كما قال الخوميني وخامنئي ولكنه يرفض تعليقات امريكا رافضا ركوبها الموجة. فماذا تفعل انت يا نصر الله عندما تتحدث بذلك، داعيا الشعب والجيش ورجال الدين للانقضاض علي النظام. وحتي نصدق نصر الله كنت اتوقع منه ان يكشف عن خطته السرية لتهريب رجل حزب الله اللبناني الذي فر من السجن بمصر، والمحبوس علي ذمة قضية اختراق السيادة المصرية وتهريب اسلحة وكيف كان في قلب بيروت بعد 42 ساعة من هروبه من السجن.. وكذلك الحال بالنسبة لسجناء حماس كيف كانوا في اليوم التالي داخل غزة بعد الهروب الكبير من السجون. لم يقل نصر الله زعيم العصابة شيئا من هذا أو اعادتهم الي مصر لتنفيذ العدالة، بدلا من الاسهاب في تحذير علماء مصر وشيوخها ان حسابهم سيكون عسيرا عند الله اذا فشلت ثورة الشعب المصري. وقبل كل هذا.. كان الاجدر بنصر الله مواصلة الافتخار بانتصاراته ويوضح لنا كيف كان دور سوريا وحزب الله وحماس في ركوب الموجة في مصر!