تغيير الساعة البيلوچية التي تعود عليها الانسان تؤثر علي كيانه النفسي والعصبي والبدني فلماذا نرهق الناس بأشياء لا قيمة لها كالتوقيت الصيفي ما من إنسان أقابله إلا ويشكو لي ويرفض ذلك الهراء الذي نعيش فيه حالياً والخاص بالسؤال نقدم الساعة أم نؤخرها؟ وكأن تلك المشكلة هي شاغلنا الشاغل حالياً رغم تفاهتها في ظل كل تلك التحديات والأزمات التي نعاني منها وتؤثر علينا كشعب وحكومة مما أصابنا بحيرة وهي حالة ينطبق عليها المثل «نفتح الشباك أم نغلقه». غالبية الشعب يرفض فكرة وجود التوقيت الصيفي الذي نفرضه بحجة توفير الكهرباء والطاقة مع أن كل الدراسات أثبتت عدم جدوي ذلك مطلقاً فأعتقد أن الرقم الذي يمكن أن نوفره لا يساوي حالة القلق والتغير البيولوجي الذي يحدث لنا مع تلك الساعة التي نحتار نقدمها أم نؤخرها؟. هناك من السبل الكثير ما يجعلنا نوفر الطاقة من غير ذلك المصدر الذي يدعون فيه أن الشمس تشرق صيفاً مبكراً مما يتسبب في إضاعة الوقت إذا لم نقدم الساعة فلو دققنا الفكر والنظر آلاف المصابيح تضاء «عَمال علي بطال» في الشوارع وعشرات الآلاف من المحلات تظل تعمل حتي الساعات الأولي من الصباح مستخدمة كميات هائلة من اللمبات والكشافات، ووالله حسبنا في أحد تلك المحلات وصل الحجم فيها إلي الفي لمبة وكشاف كم يمكن أن توفر تلك المصابيح لو رشد استخدامها بصورة صحيحة؟ وكم ستكون كفيلة بتحقيق أكثر من الرقم الذي نستهدفه من ساعة التوقيت الصيفي المزعومة؟ ونفس الشيء بالنسبة للمصالح والإدارات الحكومية التي يساء استخدام الإضاءة فيها، لا أذكر علي وجه التحديد متي تم اختراع ذلك النظام وحتي لو كان وقتها له ضرورياته عندما استحدث والتي كانت تناسب عصره فهو قطعاً لا يصلح لكل الأوقات. وللحقيقة عندما ألغي منذ فترة قصيرة فرح الناس جميعاً فقد ثبت صحياً أن تغيير نظام الإنسان الذي تعود عليه كل فترة يجعله يصاب بالأرق علي أقل تقدير بجانب التأثير علي النواحي العصبية والنفسية له وعلي نشاطه البدني في النهاية، وهي تأثيرات سلبية يجب أن توضع في الاعتبار حتي تكون واضحة أمام متخذو القرار. تأخير الساعة أو تقديمها يجب ألا يكون عادة تعودناها وأصبحنا لا نستطيع العيش بدونها أو من غيرها ولكن المسألة تحتاج إلي دراسة دقيقة متأنية عنها تستهدف هل تصلح لنا أو لا تصلح.. هل تناسب عصرنا أو لا تناسبه.. هل تحقق عائداً أم إنها صورة من صور الموروثات غير المفيدة؟. ما يدل علي أن الحكومة تفعل ذلك وتقدم الساعة من قبيل التعود هو أنها من جهة لا تقدم لنا صورة واضحة عما يحققه هذا النظام من فوائد في مناقشة صريحة علنية يشارك فيها الناس وقد حدث علي بعض الفضائيات بالفعل وتلك ستؤكد أن العائد لا يساوي ومن جهة أخري غالبية الناس وهذا هو الأهم ترفض التوقيت الصيفي الذي يفاجأون معه بتغييرات جذرية في حياتهم، ومن جهة ثالثة إذا كان هذا النظام الذي تتمسك به الحكومة وإعادته بعد إلغائه علي غير هوي الناس فيه فائدة فلماذا نلغيه في شهر رمضان مع أننا سنعيده قبل بداية الشهر بأسابيع قليلة ثم نلغيه مرة أخري بعد نهاية الشهر؟.. أليس ذلك دليلاً واضحاً علي أنه لا فائدة منه ولكنه شماعة نعلق عليها حجة لا أساس لها من الصحة بأنه يوفر لنا بعض الطاقة. والله قطع النور والتيار عنا ولو ساعة في اليوم لتوفير الطاقة أفيد لنا من ذلك التوقيت السيئ الذي لا نحبه ولا نريده ولا أعتقد أن التوقيت الصيفي هو اقتراح وزارة الكهرباء الآن لأنها أعلم من غيرها بحال الواقع.. ابحثوا عن وسائل أخري توفر الطاقة غير العكننة علي الناس.. وجعل حياتهم قلقاً في قلق. واسألوا الأطباء في ذلك. هل يستجيب المهندس ابراهيم محلب لمطلب الناس بإلغاء ذلك التوقت.. أتمني.