أحمد ينافس بموهبته كبار عارضى هذا الفن الرائع تري في عينيه طموحاً يتحدي طفولته, وإرادة بحجم الكون.. يستطيع من خلال بضع حركات لولبية يصنعها بقدميه الصغيرتين أن يهز مشاعرك وأن يرقص علي نغمات قلبك الذي سرعان ما ينحني له انبهار وإعجاباً به.. إنه أحمد علي, الطفل المصري الذي عشق رقص التنورة منذ أن تفتحت عيناه علي الدنيا.. هذه الرقصة الشعبية التي زاع صيتها بمصر منذ عدة سنوات والتي تُعد في أصولها رقصةإيقاعية ذات أصول صوفية تؤدي بشكل جماعي بحركات دائرية, تنبع من الحس الإسلامي الصوفي ذي أساس فلسفي وغالبا ما تكون الرقصة مرفوقة بالدعاء أوالذكر أو المديح أو المواويل الشعبية وأداؤها يكون بالدوران ولكن ليس لمجرد الدوران بل لأن الراقص يرغب في بلوغ مرحلة سامية من الصفاء الروحي. وعلي الرغم من صعوبة هذا الفن فإن» أحمد « الذي لم يبلغ من العمر سوي 9 سنوات, استطاع أن يبهر آلاف الجماهير وينافس بموهبته كبار عارضي هذا الفن الرائع . ويقول أحمد : « أحببت رقصة التنورة في البداية من ابن خالتي « زيكو» وهو راقص تنورة بإحدي فرق الفنون الشعبية التابعة لمديرية الثقافة بمحافظة الإسكندرية, وكنت منذ صغري أجلس أمامه لانبهاري بالحركات التي يقدمها ويقوم بعرضها في الحفلات التي اعتادت أن أحضرها مع عائلتي وكانت أيضاً تبهرني ألوان الزي الذي يرتديه أثناء تقديمه للرقصة». وتابع الطفل « لقد شجعتني والدتي كي أبدأ تدريبا بشكل رسمي والتحقت بفرقة تابعة لمديرية الشباب والرياضة, ومن بعدها أصبح يشرف علي تدريبي وينمي موهبتي الكابتن محمد رشاد, راقص التنورة الشهير والذي أتعلم منه الكثير كل يوم ». وعن الصعوبات التي يواجها هذا الطفل الموهوب أثناء تدريباته يقول: « كنت أشعر بدوران أثناء التدريب, وكنت أجد صعوبة في تطبيق بعض الحركات الحلزونية, كما إنني كنت أعاني في البداية من ثقل وزن التنورة التي قد يصل وزنها إلي عدة كيلوجرامات ولكن ما يجعلني لاأشعر بهذا الوزن أثناء الدوران هو سرعة اللف, فكلما كنت أسرع في الدوران أصبحت التنورة أخف وهذا يتوقف أيضا علي التدريبات التي أحرص عليها يومياً «. أما بالنسبة لأنواع الرقصات التي قد تعلمها وقام بدراستها,يقول « هناك رقص التنورة الصوفي ويكون بالتنورة الملونة, وهذه الحالة تشبه « حلقة الذكر» إلي حد كبير, أما الرقص « المولوي» فيكون بالتنورة البيضاء فقط, مشيراً إلي أن هذه الرقصة أصبحت اليوم طقسا مهما من طقوس الاحتفال تؤدي في مناسبات كثيرة بمصر. ويختتم « الموهوب الصغير «بكلمات تكبر عن سنه عشرة أعوام ويقول : «مهما واجهت صعوبات سوف أتحداها وعندي عزيمة ومهما تعلمت وحصلت علي شهادات سيبقي حلمي ان أعمل في التنورة وأصبح أشهر راقص تنورة في العالم كله, لأن التنورة تجري في دمي منذ إن جئت إلي الدنيا . ».