وقديما جاء جمال الدين الافغاني ونظر الي أحوال الفلاح المصري وقال قولته الشهيرة.. انني لاعجب لاحوالك ايها الفلاح تشق بفأسك الارض لم لا تشق به صدور ظالميك منذ فترة استوقفني تصريح لوزير الزراعة وللأسف الشديد لم تحفظ الذاكرة اسمه حتي الآن.. قال الرجل لا فض فوه ومات حاسدوه ان كل الفلاحين الذين لم يسددوا ديونهم تم اطلاق سراحهم جميعا باستثناء ستة فلاحين فقط لاغير. وهنا ليسمح معالي الوزير الذي لا احفظ اسمه ولا رسمه ان انتفض في وجهه واقولها بأعلي صوتي :لا يامعالي الوزير هذا الامر لا يستقيم علي الاطلاق بعد ثورتين مجيدتين في تاريخ مصر الحديث.. فإذا كان الذين سرقوا البلد ونهبوا ثرواته واستولوا علي مصانعه واحتكروا صناعات بعينها وبتراب الفلوس امتلكوا صروحا صناعية هي ملك للأمة بأسرها اقول اذا كان هؤلاء من بين الذين شملهم مهرجان البراءة للجميع فإن من العار علينا ان نضع ستة من الفلاحين المصريين الغلابة خلف اسوار السجون باعتبارهم استدانوا اسمدة أو بذورا وعجزوا عن دفع الثمن وبالطبع هذا الكلام لا يستقيم ياعمنا فالفلاح المصري الذي يعرق ويعزق ويمضي عمره بأكمله من أجل توفير لقمة الغذاء للشعب المصري بأفضل نوعية واقل تكلفة حيث يلهف الوسطاء الثمن الأكبر ويحصل هو علي الفتات.. هذا الفلاح إذا لم ننصفه بعد ثورتي 25 و30 فمتي إذن يجد هذا الفلاح من ينصفه.. انني ياسيدي اجدك ترتدي افخر الثياب وتمسك بجهاز لاب توب وتحفظ ارقاما وتدلي بتصريحات وتهتم باشياء كثيرة لم اجد من بينها مصير هؤلاء الستة الذين ذكرتهم وكأنهم ليسوا مواطنين مصريين شرفاء دخلوا السجن صحيح ولكن ليس لانهم ارتكبوا جرائم في حق المجتمع أو لانهم سرقوا أموال المصريين من البنوك وهربوها الي سويسرا ولم يدخلوا السجن ولله الحمد لانهم عذبوا أحدا أو اطلقوا النار علي المصريين وفلسعوا.. لقد دخل هؤلاء السجون لان ظروفهم كانت سيئة وزراعتهم لم تسعفهم لكي يسددوا ديونهم وقديما جاء جمال الدين الافغاني ونظر الي أحوال الفلاح المصري وقال قولته الشهيرة.. انني لأعجب لأحوالك ايها الفلاح تشق بفأسك الارض لم لا تشق به صدور ظالميك.. وهذه المقولة تتردد في اذني واشعر بذنب عظيم.. لانني اشارك في هذا الظلم.. اشارك فيه بالسكوت عنه.. واليوم ياسيدي الفاضل.. قررت ان اتوقف عن الصمت وان ارفع صوتي أنادي معاليك بأن تقتصد بعض الشيء من ملابسك الفاخرة وتدفع ما سوف تدخره اسهاما منك في سداد ديون هؤلاء الفلاحين وساعتها سوف اشاركك في هذا العمل الخيري وسأدعو كل الخيرين من ابناء هذا الوطن لكي يساهموا في رفع الظلم عن هذا الفلاح الغلبان المضطهد المظلوم.. وبالمناسبة ياسيدي لا يصح ان يكون هناك فلاح يحبس داخل الاسوار في عصر الرجل الذي انتصر لكل البسطاء والمهمشين والمهشمين الرجل الذي كانت كلماته بمثابة الدواء الشافي لقلوب المصريين وهم يستمعون اليه عندما قال.. ان هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه.. وبناء عليه.. فإنني اناشدك يا معالي وزير الزراعة باعتبارك مسئولا عن الزراعة وعن الفلاح المصري ان تحنو علي هؤلاء الفلاحين الستة وسوف نشاركك جميعا بإذن الله حتي نرفع الظلم والذل عن هؤلاء المصريين البسطاء الذين هم في اشد الحاجة.. إلي من يحنو عليهم.. واسمعت.. لو ناديت وزيرا للزراعة.. مش كده.. ولا إيه!!