"القاهرة الإخبارية": تبادل إطلاق نار بين حماس وإسرائيل بالقرب من بوابة معبر رفح من الجانب الفلسطيني    محمد سعد عبد الحفيظ: إجبار تل أبيب على الهدنة يتطلب تضافر جهود من الدول العربية    برلماني: موافقة حركة حماس على المقترح المصري انتصار لجهود القاهرة    "الصحة العالمية": العملية العسكرية في رفح ستُفاقم الكارثة الإنسانية    اللواء سيد الجابري: مصر الوحيدة اللي مكملة في حل القضية الفلسطينية.. فيديو    سقوط قتلى ومصابين إثر غارة إسرائيلية استهدفت حي تل السلطان غرب رفح    مدرب طائرة سيدات الزمالك: تمسكت بالمشاركة في بطولة أفريقيا.. والتتويج باللقب خير ختام للموسم    3 ظواهر جوية تضرب محافظات مصر.. الأرصاد تُحذر من طقس الثلاثاء    بعشق أحمد العوضي.. ياسمين عبد العزيز تدخل نوبة بكاء مع إسعاد يونس    ياسمين عبد العزيز عن تكهنات الأبراج: لا يعلم الغيب إلا الله| شاهد    ياسمين عبدالعزيز عن أزمتها الصحية الأخيرة: كنت متفقة مع العوضي إني أحمل بعد "اللي مالوش كبير"    تعرَّف على مواصفات سيارات نيسان تيرا 2024    أسعار ورسوم جدية التصالح في مخالفات البناء بمحافظة بالمنيا    بضمانة مصر، نص ورقة الوسطاء التي وافقت عليه حماس    الجيش الأمريكي يعلق على اعتقال جندي أمريكي في روسيا    "أداب عين شمس" تشارك في احتفالية عيد الشجرة المصري    عصام عبدالفتاح: كلاتنبرج فاشل مثل بيريرا..ولن أعود لرئاسة لجنة الحكام في مصر    كريستال بالاس يضرب مانشستر يونايتد برباعية نظيفة في الدوري الإنجليزي    ميدو: فخور بهذا اللاعب.. وعلى حسام حسن ضمه للمنتخب    إسلام أبوشنب حكمًا لمواجهة السكة الحديد مع بتروجت بدوري المحترفين    «ميركاتو عالمي».. سيف زاهر يكشف مفاجآت في صفقات الأهلي الصيفية    الزمالك: تعرضنا لظلم تحكيمي واضح أمام سموحة.. ونطالب بتحقيق العدالة    ريمونتادا مثيرة، ليون يفوز على ليل 4-3 في الدوري الفرنسي    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    "اعرفه امتى".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وأجمل عبارات المعايدة للأهل والأصدقاء والأقارب    بالأسماء، إصابة 16 شخصا في حادث الطريق الصحراوي الغربي بقنا    في 7 خطوات.. حدد عدد المتصلين بالراوتر We وفودافون    كانوا رايحين الجامعة.. ارتفاع مصابي حادث صحراوي قنا ل 16 شخصاً    تفاصيل جديدة في حادث مطرب المهرجانات عصام صاصا    سعر السبيكة الذهب اليوم بعد ارتفاعها وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الثلاثاء 7 مايو 2024    حي شرق الإسكندرية يعلن بدء تلقى طلبات التصالح فى مخالفات البناء.. تعرف على الأوراق المطلوبة (صور)    الهدوء يسيطر على سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء الثلاثاء 7 مايو 2024    ياسمين عبدالعزيز: كنت برفض آخد مصروف من جوزي    «مش عارفة أعمل إيه في قلبي».. هل تعيش ياسمين قصة حب جديدة بعد العوضي؟    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 7-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    ياسمين عبد العزيز: «كنت بصرف على أمي.. وأول عربية اشتريتها ب57 ألف جنيه»    استعدادات لعيد الأضحى 2024: أجمل التهاني والتبريكات لتبادل الفرح والبهجة    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    كيفية صنع الأرز باللبن.. طريقة سهلة    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    معركة موازية على «السوشيال ميديا» بعد القصف الذي تعرضت له مدينة رفح    شبكة القطار السريع.. كيف تغطي جميع أنحاء الجمهورية؟    الأحرار الاشتراكيين ل صدى البلد: الحركة المدنية تتخذ اتجاها معاكسا لمفهوم استقرار الدولة    هل يجب تغطية قَدَم المرأة في الصلاة؟.. الإفتاء توضح    تناولها بعد الفسيخ والرنج، أفضل مشروبات عشبية لراحة معدتك    موعد إجازة عيد الأضحى 1445 للطلاب والبنوك والقطاعين الحكومي والخاص بالسعودية    ضحايا احتفالات شم النسيم.. مصرع طفل غرقًا في ترعة الإسماعيلية    صانع الدساتير يرحل بعد مسيرة حافلة، وفاة الفقيه الدستوري إبراهيم درويش    مائدة إفطار البابا تواضروس    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    طلاب جامعة دمياط يتفقدون الأنشطة البحثية بمركز التنمية المستدامة بمطروح    أمينة الفتوى تكشف سببا خطيراً من أسباب الابتزاز الجنسي    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    لقاء علمي كبير بمسجد السلطان أحمد شاه بماليزيا احتفاءً برئيس جامعة الأزهر    المصريون يحتفلون بأعياد الربيع.. وحدائق الري بالقناطر الخيرية والمركز الثقافي الأفريقي بأسوان والنصب التذكاري بالسد العالي يستعدون لاستقبال الزوار    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



%75 من فلاحى مصرتحت خط الفقر
نشر في الوفد يوم 23 - 07 - 2011


تحقيق: أماني سلامة وتصوير: طارق الحلبي
أحوال الفلاحين المصريين علي مدي التاريخ تؤكد أنهم كانوا قوة رئيسية في كتائب النضال الوطني ضد كل المعتدين والغزاة.. وعلي مدي ثلاث ثورات أحدثت تغييرات عاشها المجتمع المصري ظل الفلاح تائهاً بين تلك الثورات،
فمنذ ثورة 1919 التي لعب فيها الفلاحون دوراً متعاظماً مروراً بيوليو 1952 التي يطلق عليها الفلاحون «العصر الذهبي» لهم حتي عام 1985 ووصولاً إلي ثورة 25 يناير 2011 ورغم دور الثورة التي يعلق عليها فلاحو مصر الكثير من الآمال، إذ تؤكد أوضاع الفلاحين عدم تمتعهم بأي من المميزات التي تقدم للفئات الأخري ورغم أن الفلاحين في مصر تقدر نسبتهم ب 57٫5٪ من عدد الشعب المصري - أي ما يزيد علي ال 40 مليون فلاح - إلا أن الدولة حتي الآن وبعد قيام الثورة الشعبية في 25 يناير لا توليهم الاهتمام الذي يستحقونه بل زادت من معاناتهم ومع مرور 92 عاماً علي ثورة 1919، و59 عاماً علي ثورة يوليو 1952، و6 أشهر أي 18 يوماً علي ثورة 25 يناير، مازالت العديد من التحديات تواجه الفلاحين فهل تحقق ثورة يناير طموحاتهم وتكون حقاً عهداً جديداً لهم.
كشف تقرير حقوقي لمركز الأرض صادر في مارس 2011 عن انهيار خدمات البنية التحتية بالمناطق الريفية وزيادة معدلات البطالة فيها إلي 60٪ وارتفاع معدلات الفقر إلي أكثر من 75٪ ووقوع 40 مليون فلاح تحت خط الفقر وانحصار الاستثمارات الأجنبية في قطاع الزراعة بنحو 76 مليون دولار، بما يمثل 1٪ من الاستثمارات الأجنبية بقطاع البترول في مصر.
وأشار التقرير إلي تراجع مساحة الأرض الزراعية منذ منتصف الثمانينيات مع اتجاه مصر تحت ضغط أجندة صندوق النقد الدولي إلي اقتصاد السوق الحرة مما أثر سلباً علي الإنتاج الزراعي بعد أن زادت من 2 مليون فدان في عام 1813 إلي 6٫2 مليون فدان وبلغ ناتجها 18٫8٪ من الناتج القومي عقب عام 1952.
وقال مركز الأرض في تقريره الحديث: إنه رغم ما تعلنه الحكومة من تحقيقها الكفاءة الاقتصادية للموارد الزراعية وتحقيق العدالة الاجتماعية إلا أنه وبعد مرور العقد الأول من القرن ال 21 مازال حوالي 40 مليون فلاح تحت خط الفقر جراء سياسات الحكومة الفاشلة ونستورد أكثر من نصف غذائنا.
ورصد التقرير تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفلاح المصري، لافتاً إلي انهيار خدمات البنية التحتية بالمناطق الريفية وزيادة معدلات البطالة فيها إلي 60٪ وارتفاع معدلات الفقر إلي أكثر من 75٪ وانتشار معدلات الجريمة إلي أكثر من 85٪ مقارنة بعام 1980.. بالإضافة لانهيار منظومة القيم الاجتماعية التي كانت الحصن الحصين للفلاح.
إلي جانب الاستخدام المفرط للمبيدات المجهولة والمحظورة وتدهور أوضاع البيئة الريفية.
وأشار التقرير إلي أن 161 حادثة شهدها الريف المصري ممثلة في منازعات بين الفلاحين خلفت 130 قتيلاً و850 مصاباً وحبس 1234 في بداية العام الحالي.
أكد التقرير تزايد مشاكل الفلاحين مع حلول العام الجاري من بينها نقص المياه وتلوثها وتبوير الأرض ورفع سعر طن السماد من 1200 إلي 1400 جنيه وانعدام حوافز الإنتاج وازدياد الفساد، مشدداً علي ضرورة دعم دور التعاونيات الزراعية في مساعيها لتقليل المخاطر التي تواجه الفلاح المصري، حيث تمثل 80٪ من الشعب تضم في عضويتها 12 مليون عضو في تحالف منظومة تعاونية.
عاش الفلاح المصري ومايزال في إطار معادلة ثلاثية مأساوية هذه المعادلة الثلاثية مفادها أن الفلاح المصري عاش ولا يزال منتجاً رغم فقره مضطهداً رغم إنتاجه مناضلاً رغم اضطهاده.. أما أنه منتج فذلك أمر لا يحتاج لدليل فهو أول إنسان في الجماعات البشرية يزرع مقدماً لمصر منذ مطلع التاريخ، وحتي اليوم إمكانات خيرها ونمائها وحضارتها.
وأما أنه مضطهد فلعله ليس من الخطأ التاريخي أو المنهجي أن نقول: إن تاريخ التطور الاجتماعي في مصر قد تحدد أساساً منذ آلاف السنين كنتاج لحركة الصراع الطبقي بين الفلاحين وبين القوي القاهرة لهم مصرية، كانت أجنبية.. وإما أنه مناضل، فأرواح شهدائه ودماء المكافحين وعرق منتجيه هي التي روت أرض مصر الطيبة، هذا ما أكده عريان نصيف مستشار اتحاد الفلاحين المصريين في تقاريره عن حكايات الفلاح المصري مع الحكومة، مؤكداً أن المصريين كانوا أول جماعة بشرية تمارس الزراعة منذ 6 آلاف عام قبل الميلاد ولم تستقر الزراعة وتصبح مجال الإنتاج الوحيد ثم الرئيسي في مصر إلا نتيجة الجهد الجماعي الشاق الذي بذله الفلاحون الأوائل من أجل الاستفادة بمياه النيل ومنع تسربها في رمال الصحراء.
علي الرغم من ذلك ظل الفلاح المصري يعاني من الفقر والاضطهاد ويذكر التاريخ كيف أعلن الفلاحون والمثقفون الوطنيون أثناء ثورة 1919 الاستقلال عن السلطة وشكلوا مجلساً وطنياً لحكم الإقليم وتسيير أموره وحمايته من القوات الإنجليزية.
وتجلي دور الفلاح المصري في ثورة 1919 من خلال ما قامت به جماعات الفلاحين بقطع خطوط السكك الحديدية في قري ومدن الوجهين القبلي والبحري ومهاجمة أقسام البوليس في المدن ونتيجة لذلك لاقي الفلاحون أفظع أعمال العنف من السلطات البريطانية واستشهد 1000 فلاح وأصيب 600 آخرون وألقي 7300 منهم في السجن السياسي و149 تم الحكم عليهم بالإعدام، ولأول مرة في تاريخه النضالي يشعر الفلاح المصري بقيمته التاريخية، خاصة أن سعد زغلول زعيم ثورة 1919 كان دائماً يتباهي بكونه فلاحاً، نظراً لنشأته في أسرة من الفلاحين رغم أنه لم يكن من فقراء الفلاحين إلا أنه أحس بفقرهم.
وقد وضعت ثورة 1919 الفلاح المصري في مقدمة الفئات التي أثرت في الثورة ولذلك فقد كان الفلاح وإصلاح أحواله من أهم المبادئ التي نادت بها حكومات «الوفد» المتعاقبة منذ عام 1924، ففي عام 1935 دعا الوفد إلي استصلاح الأراضي وتوزيعها قطعاً صغيرة علي الفلاحين وقدم «الوفد» خلال سنوات حكمه عدداً من الإنجازات المهمة، خاصة في الائتمان الزراعي ومجانية التعليم ومنع تملك الأجانب للأراضي!
ومنذ ثورة يوليو 1952 حتي منتصف ثمانينيات القرن العشرين تواصل الاهتمام بالفلاح المصري وقطاع الزراعة وتواصل الاهتمام بتطويره وتنميته فهو بداية لظهور الإصلاح الزراعي في مصر حيث كان الإقطاعيون يحتكرون غالبية الأراضي الصالحة للزراعة في الوقت الذي كان يعيش فيه ثلثا سكان الريف المصري بالأراضي في مستوي معيشي متدن، وفي ظل هذه الظروف تم إصدار قانون الإصلاح الزراعي الذي حدد الحد الأقصي للملكية الزراعية ووزع الفائض علي الفلاحين الذين لا يملكون أراضي زراعية، كما بين أسس التعويض لمن تم الاستيلاء علي بعض أراضيهم الزراعية ونظم العلاقة بين المالك والمستأجر وتم إنشاء التعاونيات الزراعية وتحديد حقوق العامل الزراعي وهذا يعني أن تطوير الزراعة المصرية لا يتعلق بعامل واحد كالتركيب المحصولي بل بعوامل اقتصادية واجتماعية ومؤسسية متفاعلة ويصبح أي حل جزئي مقصوراً علي مواجهة تحدياتها والمتغيرات المحيطة بها لا يحقق الأمن الاجتماعي للمجتمع كافة وللفلاحين بشكل خاص.
وظل الحال كذلك لفترة استمرت قرابة الثلاثة عقود، حيث بلغت مساحة الأرض الزراعية عام 1991 نحو 6٫2 مليون فدان وبلغ الناتج الزراعي الإجمالي 18٫8٪ من إجمالي الناتج القومي وساهم القطاع الزراعي في دعم الدخل الوطني بنحو 20٪ من إجمالي الصادرات.
ومع منتصف ثمانينيات القرن العشرين قررت حكومة مبارك تحت ضغط أجندة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي التوجه صوب اقتصاد السوق الحر من خلال تبني برامج الإصلاح الاقتصادي والتعديلات الهيكلية.. وكان قطاع الزراعة في مقدمة قطاعات الاقتصاد الوطني التي شهدت تغيرات كثيرة وأثرت بشكل مباشر علي مدخلات ومخرجات الإنتاج الزراعي في مصر، ليس ذلك فحسب بل وعلي البنية الزراعية بشكل كامل وأدعت حكومات «مبارك» وقتها أن تلك السياسات ستؤدي إلي تحسين مستوي معيشة الفلاحين اقتصادياً واجتماعياً.. وينتهي القرن العشرين وينتهي العقد الأول من القرن الواحد والعشرين وقرابة 40 مليون فلاح لم يتحقق لهم شيئاً، وظل الفلاح يعاني ومازال يعاني من هذه السياسات الفاشلة التي جرت عليهم الوبال والخراب وأدت إلي انحدار السواد الأعظم منهم تحت خط الفقر المدقع ويعيشون علي أقل من دولار في اليوم الواحد.
كذلك أفرزت هذه السياسات أوضاعاً صحية متردية للفلاحين وانتهكت معها حقوق الفلاحين.
والآن وبعد قيام ثورة 25 يناير فإننا قد وصلنا علي أعتاب مرحلة حاسمة من تاريخ مصر، نظراً لكون الفلاحين يمثلون الشريحة الأكبر في المجتمع المصري 57٫5٪ من جملة السكان وعلي عاتقهم تنهض الأمة كلها.
شهود علي كل عصر
مجدي الجندي: العصر الذهبي للفلاح كان أيام سعد باشا
شعبان عبدالرحمن: بعد سحب الحيازات أصبحنا غرباء في بلدنا
فلاحو مصر يصرخون، والشباب منهم يحفظون ما يرويه الأجداد عن ذكريات ثورة 1919 التي وضعت الفلاح المصري علي خريطة العمل السياسي وجعلت له شأنه وحساب ترجمته حكومات الوفد في رفع شأن الفلاحين ولكن وجود الملك والمستعمر حال دون حصول الفلاح المصري علي كافة حقوقه لتأتي، وبعد 23 يوليو 1952 استيقظت مطالب الفلاحين الذين كان إنصافهم من أهم الأهداف المعلنة، لكن بعد ثورة يناير مازالت التحديات تلتهم كل الجهود لكن الأحلام في غد أفضل مازالت ممكنة.
محمود صالح الشحات - من البطريق بلبيس شرقية - قال: الفلاح المصري منذ عهد مبارك حتي الآن تعبان وذاق الذل رغم ثورة 25 يناير إلا أن الفلاح لم ينظر إليه أحد، الكل يتحدث عن الحد الأدني للأجور وتحسين أوضاع العاملين بالدولة ولم يفكر أحد في تحسين أوضاع الفلاح وكأنه ليس من البلد ده وكأن كل وزير أو مسئول لم يكن والده فلاحاً ابن فلاح حتي وزارة الزراعة التي ننتمي إليها أذاقتنا الذل والمرارة وهموم التسليف والديون ومرارة ارتفاع أسعار الأسمدة والكيماوي والإيجارات لقد تركتنا الحكومات المباركية المتعاقبة نذوق الذل وكأن بينها وبين الفلاح ثأراً.. هذا الفلاح الذي جعل الجندي المصري يرفع رأسه فوق، لأنه مصري ويملك قوته في حرب 1973 ومن بعدها لم نملك قوتنا وتفننت الحكومات، خاصة في عهد مبارك في القضاء علي الزراعة والفلاح المصري حتي لا نملك قوتنا ونملك قرارانا، وهذا ما فعله مبارك ونطالب حكومة الثورة الجديدة بالنظر للفلاح المصري والاهتمام به لأنه أصل هذا البلد!
مجدي محمود الجندي - من عزبة هدهد بالشرقية - قال: العصر الذهبي للفلاح كان أيام أمجادنا مع ثورة 1919 حيث حكي الأجداد كيف كان الفلاح المصري وقتها قائداً ورائداً في الاستشهاد من أجل القضاء علي الذل والظلم.. أما العصر الماسي فكان مع عبدالناصر بعد ثورة يوليو 1952 ثم السادات ولكن عصر مبارك دفن الفلاح وقرأ عليه الفاتحة بأخذ الحيازات من الفلاحين ورفع أسعار الأسمدة ومع ثورة 25 يناير نطالب بحقنا في العيش وعودة الدعم للفلاح من الإرشاد الزراعي والجمعيات الزراعية وخفض أسعار الكيماوي والأسمدة!
سامي الهضبي - من الحسينية شرقية - قال: ثورة يناير قامت وخطفها البلطجية كما قاموا بخطف وسرقة شيكارات الأسمدة والمبيدات حتي إيجار الأراضي الزراعية أصبح في السوق السوداء وارتفع سعر إيجار القيراط من 100 و150 جنيهاً إلي 200 جنيه.. وأما ثورة يوليو 1952 فقد عاش فيها الفلاح أزهي عصوره ولم أدركها ولم أعشها ولكن عشنا نحن وآباؤنا علي خيرها 40 عاماً حتي جاء حسني مبارك وقضي علي كل فلاحي مصر!
شعبان عبدالرحمن - من العصلوجي شرقية - قال: صاحب الملك يشتري ويبيع في الفلاح الآن، وزمان كان مستأجر الأرض يحمي الأرض ويخاف عليها ويرعاها لأنها تعود عليه بالخير، أما الآن وبعد سحب الحيازات أصبحنا غرباء علي الأرض والأراضي غريبة علينا، ونطالب ثورة يناير بما طالبت به ثورة 1919 وثورة 1952 من إعلاء لشأن الفلاح لأن سر نجاح هذه الثورات وتخليدها هو إعلاؤها لشأن الفلاح والاهتمام به!
فوزية محمد - من ميت حمل شرقية - قالت: في عهد مبارك لم نعرف إلا المرض والجوع والذل وكل ما أطلبه من الثورة الجديدة العلاج والصحة لأطفالنا ورغيف العيش الذي نحصل عليه بالضرب!
رمضان محمد جودة - من الربيعة شرقية - قال: الأوضاع بعد ثورة يناير من سيئ إلي أسوأ وكأنهم فعلاً عاوزين يقولوا لنا إن عهد مبارك كان أفضل ولكن نقول إننا في انتظار الفرج علي يد الثورة الجديدة والحكومة ووزير الزراعة الجديد!
سعيد مصطفي عوض - من شبلنجة قليوبية - قال: الفلاح عاوز يرتاح تعب من كثرة صراعه مع الملاك والحكام ومن قبلها الاستعمار والملك ومن قبلها المماليك، يا رب علي يد الثورة الجديدة نشوف الخير.
محمد محفوظ - من بردين قليوبية - قال: ثورة يوليو كانت في صف الفلاح وعبدالناصر حدد الملكية والفلاح علي يده عرف معني الخير والراحة ولكن مبارك جاء وهدم كل شيء وأخذ الأرض وأعطاها لأصحابها ومن وقتها وأصحابها يتحكمون في الفلاح وفي قوته وأسمدته والتقاوي لأنهم أخذوا الحيازات، بصراحة الفلاح اليومين دول «شايل الطين علي راسه» وربنا الستار!
محمد محمد حبيش - من شبلنجة قليوبية - قال: كنت أعمل في القطاع العام وعند خصخصته وتسريح العمالة بالمعاش المبكر أخذت المال واشتريت قطعة أرض اعتقدت أنها ستعود عليّ وعلي أولادي بالخير وأقسم بالله أنني ندمت أشد الندم علي شرائها!.. لأن أرضي الآن ليست أرض محمد أبوسويلم ولأنها أرض محمد بن مبارك الذي رواه وأجبر الفلاحين علي ريها بمياه الصرف الصحي وتسميدها بالمبيدات المسرطنة والتقاوي الإسرائيلية، تلك الأرض التي حررها السادات بدماء الشهداء، ونطالب الثورة بتطهير أرض الفلاحين من الأمراض وعودة هيبة الفلاح الذي هو أب وأخ وابن كل معتصم في الميدان!
السيد إبراهيم محمود - من طوخ قليوبية - قال: أيام عبدالناصر لن تعوض، كانت أفضل أيام وثورة 1952 عرفت الفلاح معني الكرامة، وثورة 25 يناير لم نشعر بها حتي الآن ونتمني من القائمين عليها الاهتمام بالفلاح وعودة الدعم له في الأرض والسماد والكيماوي!
أسامة عبدالله رمضان يتفق مع السيد إبراهيم في ضرورة عودة الدعم للفلاح في الأرض والأسمدة والكيماوي وتوفير مياه الري.
خريطة إنقاذ فلاحي مصر
خطوات مهمة تتطلبها المرحلة الحالية لانصاف الفلاح المصري، أولاها تعديل قانون العلاقة بين المالك والمستأجر للأراضي الزراعية بتحديد مدة للإيجار وقيمة إيجار عادلة وتحقيق عائد للمستأجر لا يقل عن الحد الأدني للدخل الكافي لمستوي معيشي لائق.
ثانياً: السماح للفلاحين بتشكيل روابط وجمعيات بحرية واستقلالية عن أجهزة الدولة.
ثالثاً: وقف حبس الفلاحين المتعثرين في سداد ديون البنك، وإلغاء جميع الغرامات والفوائد التي حصلها البنك من الفلاحين.
رابعاً: وقف انتهاك مؤسسات الدولة لحقوق الفلاحين وتمليك الفلاحين أراضي هيئة الإصلاح الزراعي والأوقاف والأملاك.
خامساً: توفير ودعم تكاليف ومستلزمات الإنتاج الزراعي للفلاحين، حيث إنهم أولي بالرعاية من رجال الأعمال وإلزام وزارة الري بتوفير مياه ري كافية لأراضي الفلاحين، وكفالة الخدمات العامة للفلاحين.
سادساً: تحمل الدولة لمسئوليتها بتوفير الرعاية الصحية والعلاج المجاني، خاصة للمستأجرين وصغار الملاك وأسرهم وتوفير فرص عمل لأبناء الفلاحين ومعالجة مشكلة البطالة بالريف.
وأخيراً: كفالة الحقوق المدنية للفلاحين، والسماح لهم بتشكيل التنظيمات السياسية وممارسة العمل السياسي لضمان مجتمع ريفي آمن وحر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.