نسيت أن أقول ان مردوخ في الطريق الي صحافة مصر، ليفرض سيطرته علي الرأي العام ويوجهه كما يريد ويهوي شاهدت خناقة علي فضائية مساء الاثنين 10 نوفمبر الحالي، موضوعها أن ملاك الصحف الحزبية والقنوات الفضائية يريدون انشاء كيان خاص بهم تحت مسمي : «تأسيس وانشاء غرفة الصحافة يتم تسجيلها في اتحاد الصناعات».. بدعوي تحقيق مرونة الحركة لتوفير احتياجات صحفهم وقنواتهم الفضائية من مستلزمات الانتاج، مما يساعدهم علي مواكبة التقدم التقني العالمي المتسارع في مجال تكنولوجيا الطباعة.. الخ.. بعد ان تبين لملاك الصحف والفضائيات انهم يعيشون في جزر منعزلة، وأن في الاتحاد قوة ونفوذ، ولا يكون مصير صحفهم مصير الصحف التي كان يملكها رأس المال الخاص قبل ثورة 23 يوليو 1952 التي تم تأميمها بقرار من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في 24 مايو 1960، واطلق عليها الصحف القومية، وفي حقيقة الأمر هي صحف حكومية، ومنذ تاريخ التأميم لم يعد لها صاحب، فهي تارة تتبع النظم السياسية التي اقامتها الحكومية، الاتحاد القومي والاتحاد الاشتراكي والحزب الوطني الديمقراطي، وانشأت الحكومة كيانا غريبا اطلق عليه المجلس الأعلي للصحافة يرأسه وزير الاعلام، مما أدي الي تعثرها ماليا وإداريا، وغرقت في بحر من الديون ولجأت الي الاقتراض من البنوك بضمان أصولها أو السحب علي المكشوف لصرف مرتبات العاملين. وقد انعكست هذه الأوضاع المضطربة علي نقابة الصحفيين، فقد أصبحت دائنة للصحف بما لها من حقوق مالية عجزت الصحف عن سدادها. ويؤخذ علي ثورة 25 يناير 2011 انها اظهرت أسوأ ما في الحياة الاجتماعية المصرية من سلوكيات رديئة، فقد فهم البعض الحرية علي غير مرادها، وخرج من ينادي بانشاء نقابات مستقلة موازية للنقابة الأن بدعوي تقصيرها في رعاية مصالح الاعضاء. وفي غمرة سطوة رأس المال، الرأسمالية الجديدة علي كل شيء في مصر، تعرضت نقابة الصحفيين لمثل هذه الدعوات، ولها تاريخ قديم فقد دعا الرئيس الراحل أنور السادات الي تحويل النقابة الي ناد للصحافة. وبفضل صمود الوطنية فشلت المحاولة، ومن بعد السادات جاء وزير الاعلام صفوت الشريف وتبني الدعوة بانضمام العاملين في الاذاعة والتليفزيون الي عضوية النقابة ذات التاريخ المجيد التي ضحي من اجل اقامتها رواد عظام، وللأسف يتم تجاهلهم في احتفالات النقابة.. وهذا هو الوفاء العظيم من الابناء والأحفاد ،انني أضم صوتي الي دعوة الزميل الاستاذ صالح الصالحي للوقوف صفا في وجه محاولات هدم النقابة والعار والشنار لكل من يتطاول علي قلعة الحريات. ولا أدري لماذا تتخاذل النقابة في تطبيق قانونها الذي يحظر ان يعمل في الصحافة إلا من كان عضوا عاملا مقيدا بجدول المشتغلين حرصا علي كرامة المهنة من المتسللين إليها بعد ان اصبحت مستباحة من كل من هب ودب ومهنة من لا مهنة له.. نسيت أن أقول ان مردوخ في الطريق الي صحافة مصر، ليفرض سيطرته علي الرأي العام ويوجهه كما يريد ويهوي.. وبالمناسبة مردوخ هو امبراطور الصحافة العالمية ومالك معظمها. مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق: كما ان الكتابة بدون معلومات لغز فارغ.