اقتحمت عالم الرجال بكل جسارة وجرأة وشاركتهم مهنة شاقة » قيادة السيارات الاجرة« اسمها سونيا محمد حسن فرحات (05 سنة) ابنة مدينة الفشن واصبحت بين ليلة وضحاها.. حديث المدينة وتساؤلاتها العديدة.. لماذا مهنة القيادة وظروفها الصعبة التي يتحدا الرجال أنفسهم وقد تبادر إلي أوهان البعض بأنها مجرد شائعة لا تخلو من فكاهة بين جموع ركاب المدينة الهادئة التي تبعد بحوالي اربعين كيلو مترا عن العاصمة بني سويف. وفي قلب المدينة الصغيرة »الفشن« التقيت بالسيدة التي تواجه الشائعات والأقاويل حول قيادتها سيارة تاكسي منذ طلوع الشمس حتي الساعات الأخيرة من الليل دون كلل وملل أو تعب وهي تقاوم التساؤلات حول اسباب اقتحامها كامرأة هذه المهنة الشاقة التي يهرب منها اغلبية الجنس الخشن.. ولما تتعرض له من مضايقات أوحوادث طريق. وفي منزل بسيط بأحد أحياء مدينة الفشن.. دار حوار حول اسباب تقلد سونيا هذه المهنة.. قالت ببساطة شديدة: كي أكسب لقمة عيشي بالحلال لمواجهة نفقات المعيشة وكنت أدخر بعضا من مال بعد عودتي من السعودية منذ حوالي عام واشتريت التاكسي وتدخلت أسرتي لتحذيري من عواقب هذه المهنة الجديدة تماماً علي النساء عامة وخاصة في ريف مصر.. ولم اتهاون وأيأس في اختياري مهنة سائقة تاكسي ودون تردد تم انهاء جميع الاجراءات بتشجيع من أسرتي وأفخر بأني قد واجهت تقاليد المجتمع بكل شجاعة واحترام وتشجيع من جانب أهل الحي بالفشن وخاصة القيادات المحلية والأمنية والشعبية بالمدينة. تواصل سونيا الحاصلة علي ليسانس آداب ودراسات عليا (علم نفس) الحديث عن ذكرياتها بعد زواجها فتقول: توفي الزوج بعد صراع مع المرض وانجابي طفلاً اصيب بمرض عضال أدي إلي وفاته وقررت مواجهة وحدتي ومأساتي بالعمل الدءوب واقتحام مهنة اجيدها وخاصة أن علاقاتي الطيبة وعشقي لخدمة الناس من حولي قد حولا التردد إلي تصميم والخوف من الفشل الي دافع قوي لكي اقول لكل من حولي إني قادرة علي تذليل أية صعاب لكي أعيش وأسعد من حولي من الذين يشجعونني علي مهنة قيادة سيارة تاكسي، وخاصة أن شراء سيارة يتطلب العمل الجاد لكي اسدد قسطها الشهري الذي يصل إلي ما يقرب من 0041 جنيه. وتواصل الاسطي »سونيا« حديثها بكل تفاؤل مؤكدة تعود مجتمع الفشن علي تواجدها وخدمة الركاب وخاصة أن اغلبية الزبائن من العرايس والعرسان حيث تسعد بالمشاركة في الزفة والفرحة بين أهالي العروسين مشيرة إلي احترام الركاب لكفاحها النبيل .. وسألت »سونيا« عن مواقف لا تنساها أكدت أن بعض الزبائن وخاصة الرجال يرفضون دفع الاجرة أحياناً.. فأحاول بهدوء شديد إقناعهم بأن هذا العمل الشريف يساعدني علي مواجهة أعباء الحياة ومصاريف اخوتي في المدارس.. وبعد حوار قصير يقدمون لي الاجرة بكل اقتناع وفي حالة شعوري بأي استفزاز أو تحد من جانب عدد من الركاب احياناً أقوم بإنهاء الحوار فوراً وفي مكان يعج بالمارين حتي لا يتعرض موقفي لأية تجاوزات من جانب الركاب، وموقف لا أنساه تعرضت له عندما واجهتي مشكلة رفض والد العروس الذي سبق الاتفاق معي علي الزفة ومشوار توصيل العروس إلي شقة الزوجية أن يعطيني الاجرة المتعارف عليها ولكني نجحت في اقناعه بهذا الحق لي وخاصة أنه وعدني في اتفاقنا مسبقاً بمنحي ما أريده من أجره التوصيلة المتفق عليها معه قبل التحرك من منزل العروس ونجحت في الحصول علي حقي بعد حوار طويل.