العبقرية والإبداع لايأتيان من فراغ، مقولة كنت ومازلت مؤمنة بها جدا فوراء كل نجاح قصة كفاح ومعاناة وغالبا ألم، لذلك عندما التقيت الكينج محمد منير في إفطار رمضاني ضم مجموعة من أعز الأصدقاء وبدعوة من عمرو الخياط وزوجته، كانت أولي كلماتي له لو ابني عارف إننا بنفطر مع الكينج كان قطع سفره ورجع. بهذه الكلمة البسيطة لخصت حالة محمد منير داخل نفوس المصريين فأغانيه تجدها في سيارتك وبيتك ومكتبك وعلي أيباد وتليفون ابنك وإبنتك، نعم هو حالة ليس في الغناء فقط ولكنه حالة مصرية تعيش داخل كل منا، أتذكر منذ 10 سنوات وكان مكتبي في صالة التحقيقات بالأخبار ويجلس في الصالة زملاء أفاضل كل منهم ينتمي لتيار سياسي مختلف ومنهم كان الاخواني والناصري وكنا كلنا نجتمع علي سماع أغنية جديدة لمنير، يوم الإثنين رأيت منير بشكل مختلف، فالرجل نادر الكلام في الإعلام والحديثان اللذان أدلي بهما لم يشفيا غليل محبية ،لذلك بقيت (حالة) الكينج غامضة رغم أنه صفحة بيضاء في أغانية، أنا عن نفسي كنت دائما أقول مش مهم أسمع منير وهو بيحكي عن أعمالة أو نفسه المهم أسمع أغانيه، ولأن الاعتراف بالحق فضيلة أعترف أنني كنت واهمة اتصور أن كل الكلام متشابه وأن الشخصية الفنية غير الشخصية الحقيقية، فهذا ماتصدره لنا البرامج الفنية، وللأسف لم أعط نفسي فرصة لمعرفة هل هذا الرجل (حالة ) فنية فقط أم أنه كإنسان حالة ايضا ! علي الإفطار فتح باب الحديث، تحدث الكينج في الغناء وكم هو مهموم بعدم وجود حفلات غنائية فهو يري ان الغناء والفن والإبداع جزء هام وخطير من ضمير الوطن وجزء هام وخطير في تشكيل صورة الوطن، تحدث عن برامج المقالب وخوفه الشخصي علي صورة الفنان المصري في هذه المقالب، تحدث عن الغناء عشقة الأول والأخير وكيف يتمني أن يقيم كل قادر لديه أراضي ( مكانا ) يخصص للغناء، قال: في ألمانيا وبلاد كتيره عاملين كده وإحنا بلد الفن والحضارة والإبداع سايبين ولادنا محبوسين أمام شاشات الكمبيوتر ،خليهم يغنوا ويعملوا مزيكا ومسرح، وتحدث أيضا بشجن وحزن عن الأخلاق المصرية وقال: أنا في حفلاتي بكلم الشباب وبوصلهم بالكلام مش بالغنا بس اللي عاوز أقوله وبيسمعوا كلامي، بس آخر حفلة في العين السخنة كان فيه تعمد لإفسادها ،قلت: ياكنج دي كانت سنة سوده بتاعة الأخوان كانوا يعني حيسيبوك تغني وملايين الشباب وراك، كانوا خايفين من كل مبدع وكل من لدية حب للناس وكل من يحبه الناس وأنت التلاته فيك عاوز إيه تاني؟، قال عاوز مصر ترجع تاني أحسن وأحسن من الأول، عاوز حفلة لمطربين كتير كل شهر عاوز أغاني وفن وإبداع يبني وطن ويعللي، يزرع إنتماء ويحصد في البلد خير، عاوز قيمنا وتقاليدنا ترجع، وأنا مجند كنت أنا وعلي الحجار بنعمل حفلات للجنود، ونخرج نعمل حفلات للجمهور والناس بتحبنا والحمد لله المحبة لسة موجودة، قلت في لقاء الرئيس السيسي في ندوة الأخبار قال الرجل: أنا منتهي أملي أن تعود القيم الي مصر، قديقول البعض عني رومانسي أو حالم ولكن هذه فعلا أغلي أمنياتي، كلامك ياكينج متشابه مع كلام الزعيم؟ قال: أنا مسمعتوش، ولكن هذه بالتأكيد رغبة كل مصري وطني صادق ومخلص، قلت: وحنبدأ بإيه ياكينج؟ قال: حفلة للست المصرية ،والبنت المصرية، اللي نزلت وشاركت ومخفتش ومطلبتش حاجة لنفسها ولما حبوا يهينوا مصر وشعبها لفقوا موضوع التحرش، قلت نعمل حفلة ونسميها علي اسم أغنيتك في بلد البنات ؟ ويكون الحضور بنات وستات، رد وقال وكمان أطفال وبداية سن الشباب حتي 14 سنة، عاوزين نرجع مصر. تسلم ياكينج لمصر وللإبداع المصري، مش قلت لكم العبقرية لاتأتي من فراغ .